Image Not Found

المدن العالمية في زمن الوباء

Visits: 11

حيدر اللواتي – لوسيل

ينتظر العالم بفارغ الصبر الحصول على اللقاح اللازم لمواجهة وباء مرض كورونا الذي لا يزال يفتك بالكثير من الناس من خلال الإصابات والوفيات اليومية. فلم يعد الناس يعيشون بالراحة والانسجام في ظل هذا المرض، وخاصة كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاما، وممن يحملون معهم بعض الأمراض المزمنة، حيث يتطلب من هؤلاء أخذ المزيد من الاحتياطات والإجراءات الوقائية من هذا الوباء.

لقد أكمل العالم حوالي سنة اليوم منذ أن أعلن عن تفشي هذا المرض قبل عام بمدينة ووهان الصينية. وخلال هذه الأشهر تغيرّت الكثير من المعالم وأحوال الناس المادية والمعنوية، وتبدّل الإقبال على المدن، وتراجعت التجارة وحركة السياحة بجانب التعليم والسفر عالميا، بحيث أصبحت بعض المدن التي كانت تغص بملايين السياح في فترات مختلفة من العام شبة خالية، الأمر الذي يترك آثارا سيئة على حركة السياحة والطيران والفنادق والمطاعم والتنقلات وغيرها. فبعض المدن التي كانت ضمن التي تصنّف على أنها تتميز بالتكلفة العالية وأغلى مدن كسنغافورة وأوساكا اليابانية وغيرها تراجعت اليوم أمام مدينة هونغ كونغ وزيورخ وباريس وبعض المدن الصينية لتحتل هي قائمة المدن عالية التكاليف تقرير وحدة المعلومات الاقتصادية لمجلة ايكونومست.

فمدينة واحدة مثل بانكوك التي كانت تأتي في المرتبة الـ 20 تحتل اليوم مرتبة 46 من حيث التكلفة، وهي المدينة التي كانت تضج بالسياح والمطاعم العالمية التي كان تؤسس بها من جميع أصناف المأكولات بسبب زحمة المسافرين إلى هذه المدينة سنويا. فالعرب سواء من المرضى أو السياح كانوا يمثلون رقما كبيرا في هذه المدينة التي أصبح أهلها يتحدثون اللغة العربية في بعض المؤسسات الصحية والسياحية من أجل جذب المزيد من العائلات والسياح إليها.

اليوم فإن الشخص العادي الذي يفكّر في الذهاب إلى أي مدينة عالمية يحتاج إلى العديد من الفحوصات (PCR) للوقاية من الوباء سواء أثناء المغادرة أو البقاء أو الرجوع إلى وطنه، ناهيك عن بقائه في الحجر الصحي لمدة تصل إلى أكثر من أسبوع للتأكيد بخلوه من المرض.

الوباء ما زال يغّير ترتيب المدن التي يسافر إليها الناس نتيجة لقلة عدد الرحلات الجوية، والإجراءات الداخلية التي تتخذها الدول من أجل حماية مواطينها من المرض، فيما يرى الناس فرقاً في الأسعار سواء بالانخفاض أو الارتفاع وفق أحوال تلك المدن وعلاقة الدول مع الأخرى. فالمقاطعة الاقتصادية لبعض الدول تؤدي إلى ارتفاع قيمة بعض المنتجات نتيجة للطلب عليها بسبب عدم وصول الكميات الكافية منها بسبب ذلك، أو تتراجع أسعارها إن كان إنتاجها محليا في إطار عدم وجود السياح والمستهلكين الكثر، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق المزيد من الخسائر للدول والمؤسسات والأفراد جراء ذلك. فالتحديات اللوجستية تؤثر بشكل كبير على الأسعار إذا حصل هناك نقص في سلع أو منتجات معينة في هذه الجائحة.

كما أن توجه الناس باستخدام أجهزة معينة في مثل هذه الظروف في عملية التعليم الإلكتروني من أجهزة الكمبيوتر والبرامج المتعلقة بها تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات بصورة كبيرة. فهل اللقاح الذي سيأتي إلينا من الدول الغربية سيغيّر أحوالنا إلى الأحسن وترجع الحياة إلى طبيعتها، أم أن ما خفي أعظم؟؟