عُمان: كتبت – رحمة الكلبانية
قال المهندس يوسف العجيلي، رئيس شركة بي بي عمان: إن الشركة تخطط لإنتاج 50 جيجا واط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030م، وأن سلطنة عمان ستكون إحدى أهم الوجهات التي ستستثمر فيها الشركة لإنتاج جزء من هذه الطاقة، وأنها الآن تقوم بإعداد دراسة حول طاقتي الرياح والشمس ليتم التفاوض فيما بعد مع حكومة سلطنة عمان لإقامة المشروع الذي من المتوقع أن تبلغ قيمة استثماره مليارات الدولارات. جاء ذلك في تصريحات صحفية على هامش أعمال اليوم الثاني من مؤتمر ومعرض عمان للنفط والطاقة.
وخلال جلسة النقاشية حول التحول إلى الطاقة البديلة، قال العجيلي: تنظر «بي بي» لسلطنة عمان على أنها واحدة ضمن أهم خمسة مراكز لإنتاج الطاقة الخضراء في العالم، بسبب توافر العوامل الطبيعية اللازمة في إنتاج الطاقة المتجددة كقوة الرياح، والإشعاع الشمسي اللازم، بالإضافة إلى العلاقات الجيدة التي تربط حكومة سلطنة عمان.
وحول مساعي الشركة لتحقيق الحياد الكربوني، قال العجيلي: نسعى لتخفيض الانبعاثات الكربونية إلى النصف في حقلي خزان وغزير، أي بنسبة 56 بالمائة بحلول عام 2030م. وقد بدأنا بالفعل رؤية انخفاض مبشر، وستستمر المساعي لنصل إلى الحياد الكربوني حتى بعد عام 2030، وذلك من خلال تغذية محطة الغاز في المربع 61 والمنشآت المرفقة بمصدر طاقة بديل، ومن ثم تشغيل المكاتب والسيارات بطاقة نظيفة. وكانت«بي بي عمان» قد نشرت مؤخرًا في أحد تقاريرها أنها تمكنت خلال عام 2021 من توفير 65 ألف طن من الانبعاثات.
أما حول خطط «أوكيو» للتحول إلى الطاقة المتجددة، قالت نجلاء الجمالي، الرئيسة التنفيذية للطاقة البديلة بالشركة خلال الجلسة النقاشية: تم الإعلان عن أربعة مشروعات لإنتاج الطاقة المتجددة لتغذية مشروعات الهيدروجين الأخضر في كل من محافظتي الوسطى وظفار، وهي مناطق تعرف بقوة الرياح والإشعاع الشمسي التي تتعرض له مما يخفض من تكلفة إنتاج الطاقة فيها، وهذا يفسر الإقبال الكبير للاستثمار فيها من قبل شركات الطاقة حول العالم.
وسيضم المشروع الذي بدأت أوكيو بالعمل عليه مع عدد من الشركات الدولية منذ سنوات على مرفق يعمل بسعة قصوى تبلغ 25 جيجاوات من الطاقة الشمسية المتجددة، وطاقة الرياح لإنتاج ملايين الأطنان من الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون سنويًا الذي يمكن استخدامه محليًا أو تصديره مباشرة أو تحويله إلى الأمونيا الخضراء للتصدير للأسواق العالمية.
وفي مداخلة عبر الاتصال المرئي، أوضح سامي اللواتي المدير التنفيذي للشؤون الفنية بشركة تنمية نفط عمان أن العالم بات يشهد تحولاً كبيرًا في مزيج الطاقة بشكل لا يمكن الرجوع عنه، وأن تنمية نفط عمان شهدت هذا التغيير من خلال التزامها بتخفيض الانبعاثات الكربونية المصاحبة لعمليات إنتاج النفط بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2030م، حيث تهدف للوصول إلى الحياد الكربوني بعد 20 عامًا من ذلك، أي بحلول 2050م.
وقال اللواتي: إن في إطار دورها كمنتج للطاقة المستدامة، تخطط تنمية نفط عمان للإسهام بشكل كبير لتحقيق«رؤية عمان 2040» لإيجاد اقتصاد منخفض الكربون.
وكانت تنمية نفط عمان قد أعلنت العام الماضي دخول محطة أمين لتوليد الطاقة الكهروضوئية مرحلة التشغيل التجاري بطاقة 100 ميجاواط. ويغطي المرفق مساحة تصل إلى 4 كيلومترات مربعة، وينتج طاقة كهربائية تقدر بـ100 ميجاواط مباشرة من أشعة الشمس عن طريق الألواح الشمسية، ويكفي لتزويد 15 ألف منزل بالطاقة، وقد تؤدي إلى خفض الانبعاثات السنوية لغاز ثاني أكسيد الكربون بما يربو على 225 ألف طن، وهو يعادل ما تنفثه 23 ألف سيارة على الطرق.
وقد أسند عقد المشروع البالغ تكلفته 94 مليون دولار أمريكي إلى شركة أمين للطاقة المتجددة في يناير 2019، وهي شركة أنشئت خصيصًا لهذا الغرض، وأرست دعائمها وطورتها شركة ماروبيني (اليابان) بوصفها المؤسس الرئيسي، وشركة الغاز العمانية، وشركة بهوان للطاقة المتجددة، وشركة نبراس للطاقة (قطر) وبتمويل من بنك مسقط.
وتابع مؤتمر ومعرض عمان للنفط والطاقة من خلال الجلسات الفنية والنقاشية لليوم الثاني استعراض أبرز تطورات القطاع، والحديث عن الرؤية المستقبلية لإنتاج النفط وتخفيض الانبعاثات الكربونية، ودور التحول التقني، والمعرفة في تنمية مشروعات الطاقة، وأتمتة عمليات الإنتاج، وغيرها من القضايا ذات الصلة، بمشاركة 220 متحدثًا، وحوالي 500 مشارك من 22 دولة حول العالم.