ربما لم تمر على البعض مصطلحات مثل النافذة الديوغرافية أو الهبة الديموغرافية، أو أنه لم يقرأ عن الدراسات التي تقرر أن العالم بعد ذروة سكانية معينة سيتجه إلى نقصان عدد سكانه بسبب انخفاض الخصوبة، فقبل نهاية هذا القرن سيصل عدد سكان العالم وبالتحديد في عام 2064 إلى الذروة وهي 9.8 مليار نسمة لينخفض بعدها إلى 8.8 مليار مع نهاية هذا القرن 2100، وليستمر الانخفاض بعد ذلك باستمرار انخفاض معدل الخصوبة.
إن معدل الخصوبة للعالم حاليا حوالي 2.5 وسيصل إلى 1.9 مع نهاية هذا القرن في 2100 وهناك توقعات للأمم المتحدة مشابهة جدا لهذا السيناريو حول تناقص عدد سكان العالم.
ليست سلطنة عمان بمنأى عن ذلك، وحسب البعض أن عدد سكان سلطنة عمان مهما ارتفع فلن يتخطى عتبة الـ4 مليون نسمة، ويرى البعض أننا لن نبلغ هذه العتبة إذا اتجهت نسبة الخصوبة للانخفاض.
في كل الأحوال كلما زادت نسبة الفئة الشبابية إلى النسبة الكلية للسكان، فالمجتمع يعيش أفضل حالاته، من حيث قدرته على العمل وتحقيق التقدم والازدهار، وكلما شاخ المجتمع كلما تقلصت القدرة على العمل والنشاط والعطاء وتحقيق التقدم والازدهار.
إن هذه النافذة الديموغرافية أو الهبة الديموغرافية التي تتمتع بها أغلب الدول العربية ومنها سلطنة عمان، نحن بحاجة إلى استثمارها أفضل استثمار لبناء الوطن وازدهاره وتقدمه، فالإنسان أهم طاقة وأهم ثروة لبناء الأوطان وتقدمها وازدهارها.
إن فتح الولايات المتحدة الباب للهجرة الخارجية إليها هو سبب تقدمها وازدهارها وتفوقها إلى اليوم وغدا.
يقول الله تعالى في محكم كتابه:«إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ» لذا التصور أن الثروة البشرية ليست ناضبة مثل باقي الثروات يخالف مقتضى هذه الآية الكريمة، وأن نقصانها يجعل المجتمعات تعاني، فكم من مجتمع متقدم يعاني حاليا من نقص عدد السكان الأصليين، ويحاول زيادتهم بشتى الطرق بلا فائدة.
**كاتبة وعضو بمجلس الشورى