لا ينكر المرء الجهود التي بذلتها الحكومة القطرية في إنشاء المؤسسات الرياضية الحديثة والمتميزة خلال السنوات الماضية، ومنها الملاعب الكبيرة لكرة القدم التي أصبحت اليوم تستضيف آلاف من أبناء العرب في مبارياتهم على “كأس العرب” لعام 2021، وتبهر جميع الناس في المنطقة وخارجها. كما أنها مقبلة على استضافة منافسات كأس العالم خلال العام المقبل 2022.
هذه الملاعب العالمية الحديثة المقامة في عدة مدن قطرية جذبت اليوم انتباه الجميع نتيجة لما تحويها من لمسات جمالية نتيجة لاستخدامها وتوظيفها لمفردات الهوية والتراث والثقافة في مبانيها الرائعة المقامة. فنجاح تجربتها في الشأن الرياضي أصبح اليوم موضع حديث الناس ليس على المستوى الخليجي فحسب، بل على المستوى العالمي، حيث قامت عدة وفود عربية وعالمية ورياضية لزيارة هذه المقار للوقوف على الإمكانيات والخدمات التي أوجدها المهندسون البارعون من أبناء قطر بجانب الخبرات الوافدة في توظيف كل ما هو متعلق بالحياة الثقافية والتراث، وكل ما هو متداول في لباسهم ومبانيهم القديمة. وعلى سبيل المثال، هذا هو ملعب “الثمامة” الذي تم بناؤه على شكل”قحفية” أو ما نسميها نحن فى السلطنة “الكمة” تحفة رائعة وإنجاز في قمة الروعة، بينما تحمل الملاعب الأخرى بصمات مهمة من البئية القطرية أيضا.
ومن هذا المنطلق فإن كأس العالم بقطر خلال العام المقبل 2022 سوف لا يكون حدثا رياضيا فريداً لهذه الدولة فحسب، بل ستكون ظاهرة ثقافية وعمرانية بجانب الحدث الاقتصادي والسياحي نتيجة للمسات التي تحملها البُنية الرياضية الحديثة التي أثبتت للعالم بأن قطر قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات، وأية مخاطر يمكن أن تواجهها في هذا الشأن مستقبلاً. ويتحقق ذلك نتيجة للتخطيط والاستثمار المجدي للأموال لإنشاء تلك المؤسسات لاستكمال مشاريع البنية التحتية الاساسية والمشاريع الرياضة التي تتمتع بالجودة مع استخدام التقنيات الحديثة لانجاح الحدث العالمي المقبل.
لقد تمكنت قطر الشقيقة خلال العقود الماضية ومن خلال علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية من إنشاء بُنية اقتصادية وصناعية وثقافية وسياحية كبيرة بجانب نجاحها في توظيف كفاءاتها الوطنية وأحدث التقنيات في العمل العمراني والتشييد لهذه الصروح الرياضية الجميلة، لتصبح اليوم منافسا كبيرا للدول التي سبقتها في تلك المجالات. وكما قلنا فان هذه المؤسسات تتجسد فيها الكثير من المقومات الوطنية التراثية التي تعتز بها قطر وكذلك المنطقة الخليجية، حيث تجد بها مجسمات رياضية تشبه القلاع والسفن والبحار وغيرها من أجل أن تبقى مشاريع مستدامة تحكي عن الرياضة والثقافة والتراث في هذه الدولة. فالحدث الرياضي وكأس العالم خلال العام 2022 سوف لا يكون حدثا رياضياً فقط، بل سيكون موضع حديث في القنوات العربية والعالمية لتحكي عن هذا الانجاز المعماري والرياضي الكبير. إذاً فهي رسالة قطرية للعالم تؤكد فيها بأنها تمكنت من الالتزام بما عاهدت عليه بأنها قادرة على استضافة هذا الحدث الرياضي خلال العام المقبل بكل كفاءة واقتدار. وبجانب ذلك فانها تتمتع اليوم بالعديد من الانجازات اللوجستية الاخرى التي نفذتها من أجل تسهيل حركة الوفود الرياضية والاعلامية والسياحية في التنقلات اليومية لها أثناء المباريات العالمية. كما تتوفر بها المراكز التجارية والترفيهية ليتمكن كل فرد من قضاء مهامه بكل أريحية.