عُمان: كتب: فيصل بن سعيد العلوي
حجب جائزة أدب الطفل لعدم التقدم ولجان التحكيم تمنح جوائز تشجيعية لبعض المجالات
توّجت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء أمس الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي للعام 2021 م (الدورة الثانية عشرة) في المسرح التابع لمقر الجمعيات بمرتفعات المطار تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية وتّوج بالجائزة هذا العام رواية «سجين الزرقة» لشريفة التوبية بجائزة أفضل إصدار في مجال الرواية، بينما فازت المجموعة الشعرية (ليس في غرفتي شبح) للشاعر حسن المطروشي بأفضل إصدار في الشعر الفصيح بينما منحت ديوان «كطائر يحلم بالمطر» للشاعر يونس البوسعيدي جائزة تشجيعية، أما جائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات التاريخية ففاز بها مناصفة بين كتاب (الدور السياسي لعلماء عمان خلال الفترة 1034هـ/1624م إلى1162هـ/1749م) للدكتور موسى بن سالم البراشدي. وكتاب (النشاط السوفييتي في منطقة الخليج العربي ومؤثراته (1945-1990م)) للدكتورة الغالية بنت سالم المغيرية، ومنحت اللجنة جائزة تشجيعية عن إصدار (الأوروبيون في مدونات التراث العماني (1498-1950م)، لمؤلفه الدكتور ناصر السعدي. وتوّج بجائزة أفضل إصدار في مجال الترجمة (من لغات مختلفة إلى اللغة العربية) مناصفة بين «تاريخ عمان الحديث» للمترجم أيمن العويسي و«دولة زنجبار العربية: لمحة تاريخية» للمترجمة رحمة الحبسية. بينما حاز على جائزة أفضل إصدار في مجال الكتابة العابرة للأنواع الكاتب كتاب «مدخل جانبي إلى البيت» للكاتبة أمل السعيدي كما تم منحَ جائزتين تشجيعيتين الأولى لكتاب «نوستالجيا صورية» للكاتبة مريم الحتروشية وكتاب «كورونا: احتضارات في العناية المركزة» للكاتب يونس السيابي. أما جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للمنجز الكتابي (المعلن عنها لأول مرة) فتوّج بها: الدكتور محمود بن محمد بن ناصر الرحبي. وحجبت جائزة أدب الطفل بسبب عدم تقدم احد للمشاركة.
بيان لجان التحكيم
وألقت لجنة تحكيم الرواية المكونة من الدكتور إحسان صادق اللواتي والدكتورة جوخة الحارثي والدكتور يونس الأخزمي بيان اللجنة الذي جاء فيه: تسلّمت لجنة التحكيم إحدى عشر روايات شاركت في المسابقة، فكشف معظمها عن جهد إبداعي جاد عند مؤلفيها، يسعى إلى التحليق في سماوات الإبداع الروائي بأجنحة حقيقية، كوّنتها الموهبة، وصقلتها التجربة، ودعاها شغف التعبير عن مكنونات النفس إلى الولوج في عالم التأليف والعطاء الأدبي. وهي، في مسعاها هذا،لا تني تمتح من نبع التجريب ما عساه يمنح نتاجاتها قدرًا غير يسير من الجدّة والتميّز.
بيد أنّ المستويات تتفاوت، والنتاجات تتفاضل، مثلما تقتضي طبائع الأشياء ومجريات الأمور؛ لذالا نعدم أن نجد أيضًا من النتاجات الروائية ما يكشف عن طموح أدبي صادق عند مؤلفه، لكنه طموح ينتظر تأييدًا من قراءات جادة أعمق، ومحاولات عملية أكثر؛ كيما تؤتي ثمارها التي لا تلبث حتى تنضج بإذن ربها.
نظرت اللجنة في الروايات المقدّمة للمسابقة نظرة تسعى إلى الاحتكام إلى الإبداع الحقّ مقياسًا للتفاضل، بكل ما يحمله «الإبداع» من أبعاد ودلالات وامتدادات في مكوّنات العمل الروائي وآفاقه المتعددة. وبناءً على هذا، توصّلت إلى اصطفاء رواية بعينها، رأت فيها من الإبداع ما يجعلها جديرة بالتفوق والبروز، وهي الرواية الفائزة التي تنقّلت ببراعة بين العالمين الخارجي المعيش والداخلي النفسي، وراوحت في تطورها الفني بين ذكريات الماضي وأوجاع الحاضر، مستعينةً بلغة أدبية مرهفة الجمال وبديعة الأداء، لولا هنات طفيفة تشوبها من دون أن تعكّر صفو مَعينها. وهي، في هذا كله، تكشف عن يراعة أدبية تمسك بزمام تقنيات السرد الروائي، وتجيد حَبك البناء الفني، مثلما ينبغي في الرواية الناضجة فنيًا. كما نوهّت اللجنة وأشادت برواية «تلك المائة عام» لشيخة الفجرية؛ لما فيها من جهد واضح، وعمل دؤوب، واشتغال فني، مع اهتمام كبير بتوظيف الموروث الشعبي.
الشعر الفصيح
وألقت لجنة الشعر الفصيح المكونة من الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية والدكتور محمود بن سليمان الريامي والدكتور خالد المعمري بيان الشعر الفصيح والذي جاء فيه: استلمت اللجنة أربعة عشر ديوانا من الشعر الفصيح استوفت جميعها الشروط المطلوبة للمسابقة، وكانت المنافسة بين الأعمال المقدمة شديدة حيث تقاربت المستويات إلى حد ما، الأمر الذي استوجب من اللجنة الحرص الشديد والتأني، وتكرار القراءات، وقد وضعنا آليات للتحكيم منها «التجربة الشعرية» و«اللغة والأسلوب» و«الصورة الشعرية» و«موسيقى الشعر» وبعد أن أخضعتْ اللجنة جميع الأعمال الشعرية المشاركة لآليات التحكيم ارتأت أن أن تمنح العمل الفائز أفضل إصدار لديوان (ليس في غرفتي شبح ) للشاعر حسن المطروشي، ومنحت ديوان «كطائر يحلم بالمطر» للشاعر يونس البوسعيدي جائزة تشجيعية، وذلك لتوفر كل فنيات آليات التقييم بتجربته مع خوضه غمار التجريب والتجديد بجرأة محمودة ولافتة للنظر محققا الإدهاش الفني في التقاطاته، كما تتسم تجربته بكثير من الانفتاح على ثقافة الآخر عالميا مع الحرص على التمسك بالأصالة وروح الثقافة العربية.
الدراسات التاريخية
في حين ألقى الإعلامي والكاتب عاصم بن سالم الشيدي بيان لجنة تحكيم «الدراسات التاريخية» والتي تكونت من المكرم الدكتور محمد الشعيلي والدكتور علي الريامي والدكتور ناصر الصقري وجاء في البيان: استلمت لجنة التحكيم ثمانية إصدارات، جميعها تتعلق بالتاريخ العماني، وتنوعت موضوعاتها بين التاريخ السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، تميزت بالجهد العلمي من قبل الباحثين كلا في مجاله وحسب الإمكانات التي توفرت له، وأظهروا من خلالها الرغبة الجادة في تقديم الفائدة المعرفية والإضافة في المواضيع التي تطرقوا إليها وكتبوا عنها. وشكلت إسهاما حقيقيا يضاف إلى لبنات المكتبة التاريخية العمانية.
وأضاف «البيان»: احتكمت اللجنة إلى معايير محددة في سبيل تحقيق ذلك، هذه المعايير وقد أظهرت نتائج التقييم تباين في طبيعة الإصدارات، وفي القيمة العلمية لكل إصدار، حيث حازت على الدرجات الأعلى الإصدارات التي التزمت بالمعايير الموضوعة حيث منحت المركز الأول مناصفة كما ارتأت اللجنة منح جائزة تشجيعية.
الترجمة
أما لجنة الترجمة والمكونة من الدكتورة خالصة بنت حمد الأغبرية والدكتور سعيد بن حميد الجهضمي والدكتور فيصل بن سعيد المعمري فألقت بيانها والذي جاء فيه: قد تقدم للمنافسة على الجائزة خمسة أعمال مترجمة إلى اللغة العربية، وإذ تشيد اللجنة بتميز كافة الأعمال المترشحة إلا أنها أوصت باختيار كتابين وذلك للأسباب الآتية: الإخراج الفني والشكل والطباعة الورقية المتميزة، وعنوان العملين وارتباطهما الوثيق بالسلطنة، وسلاسة الترجمة وسهولة فهمها ورصانة اللغة المستخدمة، والدقة في نقل الأسماء والمصطلحات واضطلاع المترجمين بمقارنتها بما ذكر في المصادر العربية، ورصانة الترجمة والالتزام بالمفردات الواردة في النصوص الأصلية.
الكتابة العابرة للأنواع
أما لجنة تحكيم الكتابة العابرة للأنواع والمتكونة من القاص سليمان المعمري والدكتورة منى حبراس السليمية والكاتب إبراهيم سعيد الحجري فألقت بيانها والذي جاء فيه: تلقّت لجنةُ التحكيمِ عشرين كتابا تقدّم للمنافسة، وبعد نظرة فاحصة في الأعمال جميعِها لاحظت اللجنة لبسًا واضحا في فهم التصنيف المُتقدَّم إليه، إذ وقعت غالبيةُ الكتبِ المتقدمةِ خارجَ نطاقِ ما يُتعارف عليه بالكتابةِ العابرةِ للأنواع؛ فقد تقدّمت عدةُ كتبٍ تنتمي لأجناسٍ أخرى واضحة، منها كتبٌ نقدية،وأخرى في قصيدة النثر، والمختارات، والتأملات. وبما أن الشروطَ الأوليةَ لا تنطبق على تلك الأعمال فقد استبعدتها اللجنة من المنافسة.
وقرت اللجنةُ بالإجماع إعلانَ الكتابِ الفائز بالجائزة الرئيسيةِ بناءً على ما تميزَ به من بين الأعمالِ المتقدمةِ بصدقٍ حادٍّ ولافت، كمن يحطم حنفيةَ المحيط بمطرقة حسب تعبيرِ الشاعر سركون بولص، فتميز العملُ تميزَ نص مكتوبٍ بالسكين، وبقوةٍ تعبيريةٍ أخّاذة، وجرأةٍ تُدهش القارئ. كما منحَت جائزتين تشجيعيتين أخريين.
المنجز الكتابي
وألقت لجنة جائزة المنجز الكتابي والمكونة من الدكتورة عائشة الدرمكية والدكتور خالد الكندي بيانها والذي جاء فيه: تناقشت اللجنة في المعايير التي يُفضَّل وضْعُها قبل الحكم على الأعمال،لتَكُون المفاضلة بين المترشّحين الخمسة دقيقة، وخَلَصت إلى اختيار ثمانية معايير من مائة درجة وبعد وضع المعايير قرأ أعضاء اللجنة سِيَر المترشحين، واطلعوا على نماذج أعمالهم، وخلصوا إلى أن الاسم المرشح وهذا لا يُقلِّل من قيمة أعمال سائر المترشحين؛ بل هو حاصل الموازنة القائمة على موضوعية المعايير.
التكريم
وكان قد شهد حفل الجائزة الذي يقام لأول مرة في المسرح الخاص بالجمعيات في مقرها بمرتفعات المطار تكريم راعي المناسبة للشخصيات المكرمة والمؤسسات الثقافية كمشاريع حيث اختارت الجمعية هذا العام تكريم كل من مؤسسة بيت الزبير والتي تسلمها الزبير بن محمد الزبير، بينما تسلم جائزة ذاكرة عمان محمد بن عامر العيسري عضو مجلس إدارة المركز، كما تم تكريم الشاعرة الدكتورة سعيدة خاطر والكاتبة المسرحية الدكتورة آمنة الربيع والتي تسلّمت الجائزة بالنيابة عنها الروائية بشرى خلفان، كما شمل الحفل أيضا تكريم الروائية الدكتورة جوخة الحارثي بمناسبة فوزها بجائزة الأدب العربي التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة جانلوك لاغاردير، وذلك عن الترجمة الفرنسية لروايتها «سيدات القمر»، والشاعرة بدرية البدري الفائزة بالمركز الأول في فئة الشعر الفصيح، في جائزة كتارا لشاعر الرسول في نسختها الخامسة عن قصيدتها «قنديل من الغار». كما توّج معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية الفائزين بجوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2021 م من أصل (58) إصدارا تنافسوا في مجالات الجائزة إضافة إلى تكريم جائزة المنجز الكتابي والتي تنافس عليها (5) كتب.
كلمات المحتفى بهم
وألقت الشاعرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية (الشخصية المكرمة) كلمة بهذه المناسبة قالت فيها «رغم كثرة التكريمات التي تلقيتها في الداخل والخارج إلا أن لهذا التكريم وقعه الخاص، فمنذ أن كانت الجمعية حلما يتأرجح في طيات الغيب واخضرار الآمال، رافقت وقع خطواتي الأولى التي تبلورت في ردهات الثقافة حيث النادي الجامعي الذي عرف فيما بعد بالنادي الثقافي «وكانت خطواتي مواكبة لخطوات المكرم سعيد الصقلاوي رفيق الدرب في هذه المسيرة، وظلت تلك الخطوة الأنثوية في النادي متفردة بين مئات الخطى الرجالية، واستمرت كذلك مدة طويلة، مجاهدة لحث الأخريات لارتياد هذا الطريق الشائك.
كما ألقت الروائية بشرى خلفان كلمة نيابة عن الكاتبة المسرحية الدكتورة آمنة الربيع (الشخصية المكرمة) (التي اعتذرت عن الحضور بسبب ارتباطها بالسفر) وقالت في كلمتها «أن يأتي هذا التكريم من الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء فهذا أمر في غاية السعادة والتقدير… جال في خاطري العديد من المواقف مع بدايات تأسيس الجمعية ومع الحراك الثقافي الذي سَعت كل إدارة فيها إلى بذل الجهد لخدمة الجانب الثقافي بالسلطنة، كما استحضرت المواقف المتباينة، والآراء والنقاشات التي كانت تجري حول تعديل مواد القانون واللائحة الداخلية لعمل الجمعية والحراك المؤسساتي».. راجية للجمعية التي تعلمت منها الكثير الاستمرارية والتوفيق خدمة للشأن الثقافي، ولعمان التي نريد».
بيت الزبير
من جانبه ألقى الزبير بن محمد الزبير كلمة مؤسسة بيت الزبير (المؤسسة المكرمة) قال فيها إنه لمن دواعي السرور أن تتلقى المؤسسة هذا التكريم كونه يأتي من المجتمع المدني الثقافي، مما يدل على أهمية ما تقوم به المؤسسة لهذا القطاع، ويحفّز الجميع على تكامل الأدوار بين مختلف القطاعات خدمة للتنمية الثقافية الشاملة في البلاد.
وأضاف «الزبير»: لقد شهدت الأدوار المنوطة بالمؤسسات الثقافية تحولات على مختلف الأصعدة والمسارات، فلم تعد المؤسسات الثقافية مكانا نخبويا مغلقا على دوائر محدودة و مساحات خاصة، بل أصبحت اليوم في قلب التفاعل اليومي ولجميع أفراد المجتمع، من هنا، بادرت مؤسسة بيت الزبير لتطوير تقنياتها التنظيمية، فأصبح الاهتمام بالطفل والشاب والمجتمع المحلي والأسرة في مقدمة اهتماماتها الثقافية، كما أن لامركزية الفعل الثقافي الذي تتبناه المؤسسة ساهم في نقل المحتوى الثقافي لمختلف المحافظات في السلطنة.
ذاكرة عمان
في حين ألقى محمد بن عامر العيسري كلمة «ذاكرة عمان» (المؤسسة المكرمة) وقال فيها: لما كان التراث ضمن المبادئ الثقافية التي أكد عليها النظام الأساسي للدولة، فإن إنشاء مركز ذاكرة عمان جاء استجابة لتلك المبادئ ومسارعة إلى انتشال عناصر وأوعية الذاكرة العمانية من مخطوطات ووثائق ومطبوعات من أرفف الخزائن ومكامن التلف كي تُنفَخ فيها روح الحياة من جديد، بالتواز يمع جهود الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية، إذ إن ملف التراث الفكري أكبر من أن تختص به جهة أو مؤسسة. وخلال عمر المركز القصير نسبيًا كانت المنجزات هي من يتحدث، بين أعمال جمع التراث المخطوط ورقمنته وفهرسته وتحقيقه ونشره، وبين مشروعات أخرى كانت نسب النجاح فيها متفاوتة، شأن أي عمل بشري.