Image Not Found

صفقات الاكتتاب خلال الفترة الماضية

حيدر اللواتي – لوسيل

الظروف الاقتصادية والصحية التي مرت بالعالم خلال الفترة الماضية أدت إلى تراجع كبير في الدورة الاقتصادية بشكل عام، الأمر الذي نتج عنه تراجع كبير في إدراج المؤسسات والشركات المساهمة العامة في البورصات المحلية، ومنها البورصات الخليجية، بالإضافة إلى ما حصل في عدة دول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفق بيانات تقرير شركة إرنست ويونغ للنصف الأول من العام الحالي 2021 فقد تم تسجيل أربع صفقات للشركات المدرجة بقيمة إجمالية بلغت 425.8 مليون دولار أمريكي، مسجلة انخفاضا بنسبة 48 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وهذا يدل بأن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى فترة زمنية أطول لتعود حركة ونشاط تأسيس وإدراج الشركات في البورصات إلى سابق عهدها، خاصة وأن الشركات الحالية التي تعمل في مختلف القطاعات تعاني الكثير منها من جراء الخسائر التي لحقت بها بسبب تفشي جائحة كورونا، وكذلك من أسعار النفط التي تتراوح ما بين 60 إلى 70 دولارا وفقا للنشاط الصناعي في العالم، والظروف الجوية والبيئية التي تمر بها الدول بين الحين والآخر.

الربع الأول من العام الحالي 2021 شهد نشاطاً بطيئا في عدد صفقات الاكتتاب وبواقع تسجيل ثلاث صفقات فقط بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما شهد الربع الثاني منه تسجيل وإدراج صفقة واحدة فقط بقيمة 131 مليون دولار لشركة مصرية. وعلى الصعيد العالمي، فقد شهدت عمليات الاكتتابات نشاطاً متميزا في الربعين الأول والثاني من العام الحالي، حيث تم تسجيل 597 اكتتابًا أوليًا في الربع الثاني منه بعائدات إجمالية بلغت 111.6 مليار دولار، بزيادة نسبتها 206 ٪ من حيث عدد الصفقات، و166 ٪ من حيث القيمة مقارنة بالربع الثاني من عام 2020، الأمر الذي يدل بأن العالم بدأ يمحي الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي وباء كورونا، وتعزى أيضا إلى سياسات التحفيز الاقتصادي والتجاري التي وفرتها الحكومات العالمية للإبقاء على حركة النشاط الاقتصادي ودعم أصحاب المؤسسات التجارية للاستمرار في أعمالهم، وكذلك من خلال الدعم الذي وفرته للعاملين في المؤسسات للحفاظ على حياتهم الاجتماعية. كما تميز الربع الثاني من العام الحالي بأنه أكثر نشاطًا من حيث أعداد الصفقات وعائداتها على مدى العشرين عامًا الماضية، محطمًا الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في الربع الثاني من عام 2007، من خلال 522 اكتتابًا بقيمة 87.6 مليار دولار.

رئيس خدمات استشارات الصفقات والإستراتيجيات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى ارنست ويونغ يرى أن عدداً من الدول الخليجية على موعد بطرح أسهمها للاكتتاب العام خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يمثل بارقة تفاؤل في المنطقة في ظل التحسن المستمر والاستقرار الاقتصادي للظروف ما بعد الجائحة، إلى جانب التحسن في أسعار النفط العالمية منذ بداية العام الحالي، الأمر الذي يساعد الشركات في اكتشاف مسارات جديدة في عمليات التصنيع وعمليات الإنتاج ومن ثم التوجه نحو الإدراج.

المتابع لأسواق المال في دول المنطقة تعاني من قلة السيولة وبالتالي لا يستطيع الراغبون تفعيل نشاطهم في سوق المال بالرغم من أن مستوى الإدراجات جاذب للشراء والدخول في صفقات الأسهم والسندات التي تباع بعضها بأسعار أقل من قيمتها الاسمية.