Image Not Found

مجلة فلك النور – العدد الأول

Visits: 20

فَلَك النور – العدد (1) تجريبي ،12 ذوالحجة 1439هـ الموافق 24 / 8 / 2018م

محتوى هذا العدد
التعريف بعلم النور.
تساؤلات تفرض نفسها
احتياج البدن
حول معاني المصطلحات.
التصميم الخَلقي للبدن.

البحث عن الذات .. ولماذا؟
مدى أهمية الذات؟!!
الإنسان باحث عن السعادة، وليس أي نحو من أنحاء السعادة، بل إنه يبحث عن “سعادة مطلقة”، هل تدرك هذه الحقيقة في نفسك عزيزي القارئ.
أجل هذا ما نحن جميعاً نبحث عنه، ولكن .. أين نجد هذه السعادة؟!، وكيف نصل إليها؟!، وهل هذا ممكن؟، ومن أين ننطلق؟.
هذا ما يقوم به “علم النور” (Illuminology)، إذ يوقفك على الطريق الصحيح، ويريك ما “ذاتك تريد” بالتحديد.
تابع “علم النور” وسوف ترى هذه الحقيقة، وأنت من سيختار ما يناسب “ذاتك”، ولا أحد سوف يفرض عليك شيئاً.

التعريف بـ”علم النور”
تكثر في عالم الفكر الإنساني الكثير من العلوم الإنسانية والمسائل الثقافية والمدارس الروحية؛ والتي تهتم بـ”التنمية البشرية”، وهذا العلم (علم النور) قد انطلق في 25 يوليو 2016م خارجاً من رحم “الوجدان الإنساني”، ليمنحه هذا المنشا الطبيعي المصداقية والوثاقة والقناعة وكذا الجمال والإبداع والروعة.
يقوم (علم النور) على مبدأ واحد –وسوف تتعرف عليه قريباً-، وينطلق منه في تقييم كل ما حوله، إبتداء من الذات وإنتهاء بكل ما يحيط بالإنسان ويشكل حالة تفاعلية معه، وهذا يمنح الإنسان الحرية في البحث والتقصي والاختيار.

تساؤلات تفرض نفسها

هناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها وبقوة على الساحة الإنسانية الفكرية والسلوكية، منها هذا التساؤل:
– كيف أعرف ما هي المدرسة الفكرية والسلوكية تناسبني؟.
– هل هذا العلم أو هذه المدرسة أو هذا الدين أو هذا الاتجاه أو هذه الاطروحة أو هذا الشخص أو هذا الطعام أو هذا الشراب يلبي رغبة ذاتي أم يلبي رغبة أخرى في نفسي؟!.
وفي الحقيقة .. إن هذا السؤال غير محصور ومقصور على الجانب الفكري والروحي والسلوكي، بل إنه يشمل حتى الجانب المادي من الإنسان، سواء كان متعلقاً ببدنه أو كان متعلقاً بمحيطه المادي العام.
إن الوقوف على هذه المرحلة ومعرفتها مهمٌ جداً، فما لم ننتهي منها فإننا لن نستطيع التقدم في عالم المعرفة والفكر والروح بل وحتى في عالم الماديات بنجاح أكيد!.
إحتياج البدن
لنتحدث قبل كل شيء عن البدن، ولنستوضح من خلاله بعض المسائل المهمة المتعلقة بالعنوان “إحتياج البدن”، ثم سوف ننتقل إلى أطروحة البحث.
لنضع هذا السؤال أمامنا، ولنفكر فيه جلياً، ولنبحث عن إجابة دقيقة مناسبة، وهذا السؤال هو:
– هل إننا نتعامل مع البدن كيفما “ذات البدن تريد”
أم
كيفما “نحن نريد”؟!!
أجل إنه سؤال محير !.
ولنفرق بين الأمرين بهذا المثال:
لو كنت مريضاً، وذهبت إلى الطبيب، وقال لك: ابتعد عن كل ما هو بارد خلال هذا الأسبوع، ولكن وبعد خروجك من العيادة، وفي الطريق وقع بصرك على (Ice cream)، واشتهيته!.
فهنا تذكرتَ كلام الطبيب، ووجدتَ نفسك أمام أمرين وهما:
الأمر الأول: أن نفسك ترغب في الـ(Ice cream)،
الأمر الثاني: أن البدن لا يريد الـ(Ice cream)،
وهذا ما يُعبر عنه في (علم النور) بــ: أن الـ”أنا” تريد الـ(Ice cream)، وأن “ذات البدن” لا تريده.
فهل تأملت في الفرق بين الأمرين؟!.

حول معاني المصطلحات
من الضروري أن نتعرف على المصطلحات الواردة:
معنى الـ”أنا” !!:
ونقصد بالـ”أنا” الرغبات النفسية الناشئة من القرارات والأحكام التي قد تتصف بالموضوعية، وقد تفقدها.
إلا أننا نشاهد من أنفسنا إذ نقرر قرارات ويتضح بعد ذلك عدم صحتها، بل ولربما تؤدي بنا إلى الوقوع في المشكلات!.
إليس كذلك؟!.

معنى “ذات البدن”:
ونقصد بـ”ذات البدن” ذلك التصميم الصناعي الخَلقي الذي نشأ عليه هذا البدن.
فعندما بدأ البدن بالتشكل، وبدأت الهندسة الخَلقية لهذا البدن بأخذ معالمها الأساسية، فإننا نجد بالوجدان أن هذا البدن قد صُنع بتصميم خاص، بحيث لا يمكن تجاوزه.
وهذه التشكيلة الخاصة للبدن قد أنتجت ما يُعرِّفه (علم النور) بــ”ذات البدن”، وهذا الذي يدفعنا إلى النظر إلى هذه الذات بكل تفاصيلها لنتمكن من معرفة ما يناسبه من الغذاء وما لا يناسبه.

معنى “احتياج ذات البدن”:
فلما أن تشكل البدن بتلك التشكيلة الخاصة، وصمم بذلك التصميم الخاص، وجهز بتجهيزات خاصة، فإننا نظرنا إلى احتياجاته، فوجدناها احتياجات خاصة، ولهذا عرَّف (علم النور) هذه الاحتياجات بـ”الاحتياج الذاتي للبدن”، حيث نلاحظ أن هذا الاحتياج ناشئ من صميم ذات البدن، وليس من خارجه.
ولكي يتضح المطلب جيدًأ؛ لنذكر هذا المثال:
لو أن شخصاً وضع في “الصحراء”، وقيل له: ستبقى هنا ولمدة شهر كامل، وأن ليس معك أي طعامٍ ولا غذاءٍ ولا شراب.
سؤال: فهل سيبقى حياً وهو من دون ماء ولا طعام؟!.
الجواب هو: حتماً وجزماً لن يبقى حياً.
ولكن لو قيل له: أنت لكي تعيش ..
– فما عليك سوى أن تتخيل وتتصور أن هذا الرمل ماءٌ، فتناول الرمل وضعه في فمك بقصد أنه “ماء”!!!.
– وما عليك سوى أن تتخيل وتتصور أن هذا الرمل دجاجة مشوية، فتناول الرمل وضعه في فمك بقصد أنه “دجاجة”!!!.
فهل سينفعه مثل هذا التصور وهذا التخيل؟!.
الجواب: حتماً وجزماً كلا، فإن التخيلات والتصورات لا تحول الرمل إلى طعام أو شراب، ولا إلى أي شيء آخر، وهذا الأمر بديهيٌ جداً.

ولو تساءلنا عن سبب هذه الخصوصية للبدن، فسيكون الجواب هو:
لأن البدن هكذا صمم في أولى مراحل صناعته وخِلقته، وهذا يمنع ان نتعامل مع البدن بأية كيفية.

التصميم الخَلقي للبدن

وهو المنشأ للاحتياج الذاتي للبدن
إن البدن لما أن مر بمرحلة “الصناعة والخِلقة والإيجاد”، وعندما بدأ يتشكل بتشكيلته الخاصة، تشكل معه إحتياجه الخاص بالنسبة الأغذية والأشربة، والراحة والتعب، والنوم واليقظة، والحركة والسكون، (كل ما تتصوره من الأنشطة التي يقوم بها هذا البدن)، فهندسته الصناعية الخَلقية قد شكلت هذا البدن بهذه الكيفية الخاصة، ومن هنا لا يمكن تغيير هذه التشكيلة إلى الآن، والأطفال الذين يولدون بتشكيلة مختلفة والتي تصنف بعنوان:”الأطفال المشوهون” لا يُكتب لهم النجاح بالاستمرار في الحياة، وكأن عالم الطبيعة المظلل بعالم التكوين وعالم الوجود غير مبرمج على هذه التشكيلة، وهذا الوصف يختلف عن العنوان:”الأطفال المعاقون”، أو ذوي الاحتياجات الخاصة”.
نعم يبقى الكلام في السبب والعلة وراء هذه الهندسة الخاصة، فهل هي هندسة أريد لكل جزء في هذا الوجود أن يكون كذلك، أم أن هناك سبباً آخر تقتضيه عملية الصناعة والخِلقة والإيجاد بشكل تلقائي، أم هما معاً، وكيف؟!، فهذا بحثه وإن كان مهماً وشيقاً، إلا أنه خارج عما نحن بصدد طرحه في “علم النور”.
فالنتيجة هي أن عملية الخِلقة والصناعة للبدن قد شكلته على هذه الكيفية الخاصة، وبالتالي ما علينا سوى التعامل مع هذا البدن بالطريقة التي هو عليها، فنبحث له عما يناسبه من الغذاء الطعام والراحة والحركة والسكون والجنس وكل ما هو متصور في شأنه.
وتترتب على هذه المعلومة مسائل كثيرةٍ جداً، ولعله –ولا نكون مبالغين- أنها تشمل كل جوانب الحياة، وكل ما يقع تحت إدارة الإنسان وقيادته، وكل ما يتعلق به من قريبٍ أو بعيدٍ!!.

مجلة فلك النور العدد (1) التجريبي