Image Not Found

جامعة مسقط تبني مسارات متجددة لمواكبة تطلعات سوق العمل.. محاضرة بمجلس الخنجي

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس الخنجي الافتراضي هذا الاسبوع البروفيسور/ خميس بن حمد اليحيائي رئيس جامعة مسقط، حيث تناول في محاضرته بعنوان “جامعة مسقط ترسم الطريق إلى تنفيذ خطة التنمية الخمسية العاشرة عبر مسارات متجددة” العديد من المحاور التي تستهدف انشطة ومسيرة بناء السلطنة في الفترة المقبلة والانشطة والمجالات التي تتطلع إليها البلاد في التنويع الاقتصادي سواء في خطة التنمية الخمسية (الحالية) العاشرة او بعدها، مؤكداً أن الجامعة تعمل على تحقيق الاولويات الوطنية من خلال تمكين قطاع التعليم بالعمل بمنهجية التوجه الجديد والمساهمة في مواءمة المسارات الجديدة للخطة الحالية والرؤية 2040 من خلال تحقيق العمل بالبرامج الأكاديمية المطلوبة في ظل التوجهات الجديدة لسوق العمل. وقد أدار هذه الجلسة الاعلامي خلفان الطوقي بحضور عدد من الاكاديميين ورجال الاعمال والاعلاميين.

وقال الدكتور اليحيائي أن الخطة التنفيذية الأولى لرؤية عمان 2040 تستهدف اربعة محاور وهي الانسان والمجتمع، والاقتصاد والتنمية، والبيئة المستدامة بالاضافة إلى الحوكمة والاداءالمؤسسي، مع وجود العديد من الاولويات الوطنية لكل منها، فيما الهدف منها هو تحقيق انشطة ومجالات التنويع الاقتصادي التي تشتمل على قطاعات الصناعات التحويلية، والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة، والزراعة والتعدين، والتعليم والبحث العلمي والابتكار. وقال بأن الاهداف الاستراتيجية لأولوية التعليم تهدف إنشاء نظام تعليمي يتسم بالجودة العالية والشراكة المجتمعية، بالاضافة إلى إيجاد نظام متكامل ومستقل لحوكمة المنظومة التعليمية، وتوفير مناهج تعليمية معززة للقيم والدين والهوية الوطنية بجانب إيجاد نظام ممكن للقدرات البشرية للعمل في قطاع التعليم، مؤكدا أن أهداف جامعة مسقط من الاستراتيجية هو إعداد خريجيين يتمتعون بمستويات عالية من التأهيل وتقديم تجرية أكاديمية رائدة وذات جودة عالية تلبي احتياجات المجتمع العماني، بالاضافة إلى تعزيز كفاءة الموظفين وفاعليتهم وتطويرهم المهني من خلال توفير بيئة محفزة للعمل لتمكين الخريجيين المهنيين المؤهلين للانخراط في سوق العمل عبر تقديم سنة الزامية من التدريب على رأس العمل لطلبة البكالوريس كجزء من البرنامج الاكاديمي. كما تهدف الجامعة إلى انتاج بحوث علمية رصينة ذات تأثير إيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بجانب إنشاء كراسي ومراكز بحثية وتنظيم مؤتمرات دولية. ومن اهدافها أيضا استقطاب كفاءات وطنية مؤهلة وتوفير بيئة عمل تعاونية ومحفزة للجميع. وتعمل الجامعة أيضا الارتباط مع الشركاء المحليين والعالميين بالاضافة إلى إنشاء شبكة تعاون مع مؤسسات اكاديمية عالمية لتسهيل التبادل والتعاون البحثي ووضع برامج للرصد، وأخرى للتبادل الطلابي والتعليمي مع المؤسسات والجامعات الدولية الشريكة. كما وضعت الجامعة خطة للسنوات المقبلة بالنسبة لبرامجها في مرحلة البكالوريس والماجستير وتبنيها لخطة الدكتوارة في المرحلة المقبلة في الوقت الذي تعمل الجامعة فيه على المساهمة في خطة التنمية العاشرة من خلال تقديم عدد من البرامج الاكاديمية في مجالات الخدمات اللوجستية وإدارة سلسة التموين والنقل، والهندسة الكيماوية، وهندسة الطاقة، والطاقة المتجددة، وإدارة الاعمال، والمحاسبة المالية.


وفي مجال صناعة البرامج الاكاديمية تعمل الجامعة على تحليل بيانات سوق العمل واستقطاب الطلبة الدوليين والاستفادة القصوى من الموارد والامكانيات باعتبار أن للجامعة موقع استراتيجي بقلب مسقط ولديها مبنى حديث مزود بجميع التجهيزات عالية الجودة، وكادر اكاديمي وفني مؤهل ومتميز ويتمتع بخبرات وكفاءات علمية وعملية، بجانب أنها توفر احدث التقنيات وانظمة التعليم من القاعات والفصول الدراسية وورش عمل وغيرها من خدمات التقنيات الحديثة الأخرى، وذلك من أجل الدخول في برامج متجددة كالطاقة الشمسية والاقتصاد الاخضر والامن الغذائي، والامن السيبراني والتجارة الدولية ومواكبة تطلعات سوق العمل المحلي والعالمي.


وفي جلسة الاسئلة والاجوبة أجاب الدكتور اليحيائي رئيس الجامعة موضحا أن جامعة مسقط تتجه بتقديم دبلومات مهنية مع التركيز على البحوث التطبيقية والتعامل مع الشركات المحلية للوقوف على مشاكلها، بحيث يكون كل خريج مؤهل في مجال عمله. فسوق العمل يحتاج إلى مهارات عدة ليكتسبها الخريج قبل عمله في المؤسسات والشركات وهذا ما تركز عليه الجامعة. فالعالم على سبيل المثال يحتاج اليوم إلى آلاف من خريجي في مجال نانو تكنولوجيا حيث أن أمريكا وحدها تحتاج إلى مليون شخص، في الوقت الذي يعتمد فيه العالم على إدخال الانترنت في جميع الاعمال لتحريك انشطته، حيث أن 60% من الناتج المحلي العالمي يأتي من خلال الانتاج الرقمي. كما أجاب فريق جامعة مسقط على العديد من الاسئلة الاخرى التي تتعلق باحتياجات سوق العمل في مجالات النقل واللوجستيات والاعمال الادارية والهندسة والتكنولوجيا، وأهمية التدريب الالزامي للطلبة لمدة عام بهدف انجاح الطالب في مجال عمله قبل استلامه.


وقد أكد الدكتور اليحيائي أن الجامعة تنظر بعين ثاقبة إلى احتياجات السوق المحلي في البرامج التي تحتاج إليها السوق وتلك التي يمكن أن تنجح وتكون لها الاستدامة، باعتبار أن بعض الوظائف ربما تختفي مستقبلا، وأن الانسان هو الذي يمكنه تطوير لهذه البرامج وإظهارها في قطاعات مختلفة. وقال من المهم جدا أن تستوعب المؤسسات والشركات أهمية التدريب الالزامي وتكلفتها وهذا ليس عبئا على المستوى البعيد، فهي الثقافة التي يجب ان تسود لدى جميع المؤسسات والشركات، مع تغير أنظمة التعليم والاقتصادات في العالم، الأمر الذي يتطلب الصرف على الانسان. ويجب ألا يقتصر التدريب على الشركات العالمية والكبيرة فحسب، بل الصغيرة أيضا يجب الاهتمام بهذه النواحي، في الوقت الذي تهتم الجامعة بالجودة في التعليم وتعمل على تحصيل الاعتماد المؤسسي بجانب تطوير وطرح برامج جديدة تكون لها الاستدامة، لكي تعمل وفق المتغيرات ووفق احتياجات البلاد والمؤسسات والشركات من الاعمال التي ترتبط بأنشطتها ومجالاتها.