في اعتقادي ومن خلال النافذة التي أطلننا برؤسنا منها ونحن في بدايات مرحلة المراهقة ( السبعينيات ) وهذا النوع من الخطاب يتكرر مع المناسبات الدينية التي إعتدنا أن نواضب عليها.
هذا الخطاب كان نتيجة بدايات الهيمنة الفكرية والأعلامية التي غزت مجتمعاتنا
ومع الثمانينيات أصبح ديدن الخطباء التركيز على الموجة الغربية في جميع تمظهراته ومن ثم نقده وإظهار مساوئه باعتباره يريد إسقاط واقعنا الفكري والديني والأخلاقي ولا نجانب الحق بأن هذا النوع من الخطاب كان له أثره في النفوس وكسب شعبية كبيرة بجانب أنه كان مانعا من سقوط الكثيرين في الرذيلة كما قد حصل للبعض وعانى الأمرين بل ذهب ضحية للسلوك المنحرف.
الغرب والشرق بكل أدواته إستمر في هدم القيم والمثل وماكيناته الإعلامية عملت وتعمل ليل نهار ومن دون كلل بأن تسقط القيم لاسيما الروحية منها لأن الهدف هو إسقاط كل ماهو دين أو الأخلاق أو المثل أو القيم وحتى الرجولة قد أصبحت تعاني الخلل البنيوي كما هو الحاصل اليوم في غير مجتمع إنساني على أكثر من صعيد.
لم يكتف الغرب إلى حد زعزعة البنى الروحية والخلقية فعمد على زج الأعلام في طرح فكره من خلال المنصات والأفلام والإباحية والمثلية التي أخذت واقعها من التشريعات والمؤتمرات الدولية ( سيدو المثال) وهنا فقد إخترق الفكر الإباحي المنظومات التقليدية التي أصبحت نهبا لهذا الطرح وأصبحت جزءا من المنظومات التي تشرعن الواقع العالمي في هذا المجال لأنها أصبحت جزءا من هذا العالم المهيمن والأمثلة عديدة لا حصر لها وتتعلق بالطفل والمرأة والثقافة والتعليم والإعلام والفن فجندت علماء النفس والفلاسفة وعلماء الإجتماع والأدباء والكتاب وعشرات المفكرين وأخذت تهدم وكل يوم بمعاولها ومعها المال والقلم والفكر والمؤسسات ودور الأعلام والنشر والجنس الرخيص ولم تكتفِ بهذا الحد فأججت الحروب والمعارك والصراعات الجانبية واستفادت من كل التناقضات على مختلف السوح لإسقاط إنسانية الإنسان والرأسمالية هي واحدة من تمظهرات الهيمنة وليست كلها وإن كانت أشرسها.
إزاء هذا الوضع غرق العالم عندنا في ألف نوع من الجهل وأصبح خطابنا ردود أفعال وخرافات وروايات وطلاسم ومن قبيل ما قرأنا في هذا المقال الذي غدا يتكرر كلما دخلنا موسما من المواسم الدينية.
فبدلا من أن يطرح محورية العلم والرقم والإحصاء ورأي علماء الإكلينيك وإنتربولوجيا فإنه يطرح المسلمات من الطرح بأن الحركة النسوية طالت المجتمعات.
أي أيها السيد المبجل
ماذا فعلت المرأة لتسقط كيان الأسرة.؟
عشرات الأمثلة هنالك يمكن سوقها وفيها الرجل هو المسبب في إسقاط كيان الأسر.
قضية المساواة التي أشرتم إليها ليست هي المشكلة في حدها لأنكم ترون أن ميدان المرأة هو بيتها ولي أن أطرح تساؤلا عريضا بالبنط الواسع:
ومن أين إستدللتم بأن مكان المرأة ليس المصنع والمقاولات وعدم الكدح لتحصيل لقمة العيش؟
ثم ماهو مفهومكم عن الأمومة؟
ثم ومن أين عرفتم بأن الفروقات بين طبيعة المرأة والرجل قائمة على العاطفة والإختلاف في القدرات كما أشرتم؟
هذا الكلام( الإنشائي) يحتاج منكم أدلة ترقى في مستوى ما يمكن إثباته بالعلم والتجريب لأن المرأة وفي نظر الكثيرين أثبتت جدارتها في أغلب الميادين لاسيما تلك المتعلقة بالقيادة وحتى في مواقع الأمن والدفاع والتجنيد الإستخباراتي فضلا عن باقي الميادين الأخرى في إدارة الشأنين العام والخاص.
نعم الأسرة لاتقوم على الندية بين الطرفين والإيثار والعطاء من الخلق وهذا لا أرى خلافا عليه في أحوال الأسر.
تبقى في نظري العناوين اللامساواتية التي وجدت في النصوص الدينية ناظرة للحالة الإجتماعية التي سادت في العصر الرسالي وقد تبدل دور المرأة في الواقع الإجتماعي في جميع الصعد ولو أخذنا النماذج من العالم المحيط بنا بعيدا عن مجتمعاتنا لتغير فهمنا ومنطقنا وفقهنا.