Image Not Found

الكتاب والأدباء تعاين القصة القصيرة جدا

عُمان: تغطية – بشاير السليمية

أقامت جمعية الكتاب والأدباء جلسة حوارية افتراضية حول “القصة القصيرة جدا” بين التنظير والتطبيق.

حاورت فيها الكاتبة غنية الشبيبية الدكتور صادق إحسان اللواتي أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس.

وحول تسمية هذا اللون من الكتابة أشار الدكتور صادق إلى أن القصة القصيرة جدا جاءت من تسمية الترجمة الإنجليزية (very short story)، لكن هناك أخرى في الساحة، وأشار أن مشكلة المصطلح الواحد تكمن في تعدد ترجماته حتى إن القارئ ليحار فيها.

وعن التسميات الأخرى ذكر الدكتور صادق: القصة البرقية والقصة المصغرة والسرد الوامض والومضة وملامح قصصية، لكن التسمية الأشهر هي الترجمة المستمدة من الإنجليزية (قصة قصيرة جدا) وتشمل بعدين اثنين، بعد يرتبط بالجنس الأدبي (قصة) وبعد يرتبط بالناحية الكمية (قصيرة جدا)، وقال: “إذا رجعنا إلى هذا المصطلح فإنه يجعل هذا النوع منتميا للسرد، وهي تجلي من تجلي من تجليات السرد، ولكن بعد إذ كانت نحوا من أنحاء السرد هل تستحق أن تسمى نوعا أدبيا مستقلا؟!”

أشار الدكتور إحسان إلى أن هذه المسألة مثار بحث ونقاش لدى كثير من الباحثين الذين يعدها بعضهم نوعا أدبيا مستقلا، ويجد أنه مستحق أكثر من القصة القصيرة لهذا الوصف، وأشار إلى يوسف حطيني الناقد الذي قال: إن الاختلاف بين القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة أكبر من الاختلاف بين القصة والرواية، وقال الدكتور صادق: “قبل كل شيء علينا أن نعرف أن استحقاق كتابة ما لتكون نوعا أدبيا شيء راجع إلى السمات الفنية لهذا النوع”.

وفي حديثه عن المزايا وما إذا كانت للقصة القصيرة جدا تلك المزايا التي تعطيها تميزا جذريا، أشار إلى أن الباحثين تحدثوا عن مجموعة كبيرة من السمات ولكن أبرز السمات هي السمة الكمية “القصر جدا” وهذا يعطي لها مكانتها الخاصة، وأضاف: “عند الحديث عن مدى صعوبة الكتابة في هذا الفن وعن المزايا التي يجب توفرها في هذا الفن، فالمساحة التي يتحرك فيها الأديب محدودة جدا، فالزمان واحد والشخصية واحدة، وهذا النوع من الدقة وضيق المساحة يعطي لكاتب هذا الفن تميزه ويحقق للفن خصوصيته وصعوبته”.

وأشار الدكتور إلى تشبيه لكاتب القصة القصيرة جدا بلاعب السيرك يقف في طاولة صغيرة وعليه أن يتحرك ويقوم بالحركات كلها في حدود هذه المساحة.

وحول استسهال هذا النوع من الكتابة يقول الدكتور صادق: إن القصر جدا لا ينبغي أن يكون مدعاة لاستسهال هذا النوع من الكتابة، وأضاف: “الأساس في القصر جدا أنه كمي، لكن ينبغي أن نلحظ أنه ما دام موجودا فإنه يؤثر في غيره كالمضمون، بحيث يكون مختارا بعناية بحيث تصل الرسالة بأقل قدر من الكلمات”.

وأوضح أنه يؤثر كذلك في التقنيات الفنية بمعنى أن الكاتب لا يستطيع أن يلجأ إلى تقنيات مختلفة ومساحة تعبير واسعة، والتقنيات الفنية التي يستعملها تتأثر بالناحية الكمية، كون هذه الكتابة كمية قصيرة تنطلق من الكم، ولكنه مع ذلك يترك صداه في المضمون والتقنيات للقصصة القصيرة جدًا.

وحول أهم الخصائص الفنية للقصة القصيرة جدًا أشار الدكتور إلى أن الأقوال والآراء تعددت في هذا الشأن، فثمة من يذهب إلى أنها: الحكائية والمفارقة والتكثيف وحدة الحدث، وقال باحثون آخرون: إنها الطرافة والإدهاش وعمق الأثر والإيقاع القصصي.

وقال: ” إذا نظرنا إلى هذه الخصائص فإنها مسوغ للرأي الذي ذهب إليه كثيرون إلى كونها نوعا مستقلا ولكن داخلة تحت عائلة السرد”.