Image Not Found

تكلفة التغير المناخي في العالم

حيدر اللواتي – لوسيل

بالرغم من وجود بنية تحتية قوية في العديد من الدول الأوروبية لمساعدتها في إنجاز الأعمال اليومية سواء في مجال سكك الحديد أو الطرق أو الأنفاق وغيرها من القطاعات الاقتصادية الأخرى، فإنن الطبيعة تمكنت مؤخراً من دمار هذه المشاريع في بلد صناعي كبير كألمانيا الاتحادية وبلجيكا وهولندا، ناهيك عن تخلفها لمئات القتلى الذين فقدوا حياتهم من جراء الفيضانات المدمرة التي تعد الأسوأ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

هذه الفيضانات تتعرض لها الكثير من الدول بين الفينة والأخرى، ولنا تجربة كبيرة في عُمان عندما تعرضت السلطنة لأكبر إعصار في يونيو عام 2007 وهو “إعصار جونو” الذي ما زالت آثاره باقية على بعض المشاريع التي تم تدميرها، في الوقت الذي تمر به بعض المدن العمانية حاليا بأخدود الحج الذي أدى إلى حدوث العديد من الخسائر في المباني والمنشآت في البلاد نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على عمان خلال الأيام القليلة الماضية.

أما في أوروبا فإن هذه الأمطار قد سببت حدوث فيضانات، ونتج عنها الكثير من الدمار في المباني والشوارع والبنية الأساسية، بجانب حالات الوفيات، في الوقت الذي دعا فيه الخبراء في تلك الدول إلى مواجهة ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري الذي يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الفيضانات، وتساقط الأمطار الغزيرة، فهذه الظاهرة تؤدي إلى رفع درجات الحرارة عالميا بسبب ضخامة الصناعات التي تؤدي إلى زيادة معدلات الانبعاثات، الأمر الذي يتطلب من الحكومات اتخاذ الخطوات للتقليل من معدل هذه الانبعاثات.

واليوم فإن الكثير من الساسة والخبراء يطالبون بضرورة خفض هذه المعدلات للانبعاثات الكربونية التي تسبب في التغير المناخي، مؤكدين أن هذه الأحداث متوقع حدوثها خلال الفترات المقبلة في مختلف دول العالم، فالخسائر الناجمة من هذه الأحداث كبيرة جداً على اقتصادات الدول بجانب الوفيات والمفقودين والأمراض التي تنتج عن ذلك، فعالمنا اليوم معرّض لخطر تخطي درجة حرارة الأرض أكثر مما وضعه علماء المناخ، خاصة أنه خلال السنوات الماضية عقد الكثير من الفعاليات والمؤتمرات التي تعرضت للآثار السلبية لتغير المناخ وتأثيراتها السلبية على البشرية والحياة.

إن الأمطار الأخيرة في الدول الأوروبية خلفت وراءها مآسي عديدة تتطلب فترة من الزمن لمعالجتها، في الوقت الذي تعهد فيه المسؤولون بدعم الجهود لإنقاذ الناس وإعادة بناء ما تم تحطيمه من تلك الفيضانات، فهذه المناطق تتعرض في الشتاء إلى زيادة الأمطار وتساقط الثلوج، وفي الصيف إلى فيضانات مائية كبيرة التي تسبب في حجم الدمار.

الأمر الجيد في مثل الكوارث أن الحكومات الغربية تتخذ قراراتها بسرعة كبيرة في معالجة الأوضاع السائدة في المناطق المتضررة، وتقديم المساعدات المالية والعينية لمواطنيها، في الوقت الذي يتكاتف فيه الجميع لمساعدة بعضهم البعض في مثل هذه الحالات لإزالة آثار التدمير والعمل على إرجاع إمدادات الكهرباء والغاز والاتصالات والطرق بسرعة عاجلة.

إن تكلفة الفيضانات والأعاصير تسبب خسائر اقتصادية كبيرة للدول تصل إلى المليارات، إلا أن معظم تلك المشاريع مؤمنة لدى شركات التأمين التي دائما توفي بوعودها في تعويض الناس عن تلك الأضرار لكي تعيد دورة الحياة الاقتصادية إلى العمل مرة أخرى.