لا ينكر المرء بأن الكثير من مفاهيم الحياة بدأت تسير اليوم عبر استخدام الوسائل الالكترونية والتقنيات الحديثة، وخاصة مع الجائحة كوفيد 19، الأمر الذي يدفع الجميع الاهتمام بالوسائل الالكترونية في إنجاز الأعمال. فالجائحة تدفعنا نحو العمل الرقمي بسرعة أكبر، وخاصة في مجال الصناعة المالية. كما تدفع الكثير من الشعوب إلى إجراء إصلاح شامل لأنظمة المعالجة القديمة والتنفيذ الواسع النطاق لما يعرف بالتقنيات الحديثة ABCD – وهو مصطلح شامل يشمل الذكاء الاصطناعي (AI) والأتمتة، وبلوك شين، وبيتكوين والحوسبة السحابية والحلول الرقمية القائمة على البيانات وفق ما تحدثت عنها مجموعىة اكسفورد بيزنس.
فرغم أن بعض هذه التقنيات كانت تلقى اهتماما كبيراً قبل تفشي وباء كورونا في العالم، إلا أنها اليوم تزداد أهمية أكبر في الكثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وتحقق رجحانًا لا رجعة فيه، وهذا ما تؤكد عليه المجموعة، مشيرة إلى أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تجري معها المعاملات، حيث صارت المؤسسات تستخدم البنوك والوسطاء ومديري أصول الذكاء الاصطناعي للحصول على رؤى وتنبؤات تتعلق بكل من الأسواق واحتياجات العملاء وملفات تعريف المخاطر، بجانب كيفية استخدامها للحسابات المصرفية عبر الإنترنت من أجل التحليل الذي يغذي واجهات التكنولوجيا المالية.
ومؤخراً حلت التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي محل العديد من الأنشطة التي كانت مستحيلة بسبب إجراءات الإغلاق، إلا أن الكثير من الأعمال تدار اليوم ومنها الاعمال المصرفية بالطرق والوسائل الحديثة، مع قيام الشركات المالية بالاستجابة بطريقة ممتعة تجاه القضايا، وتكييف عروضها في الوقت الفعلي ومسايرة المتطلبات المتغيرة في الوباء. أما بلوك شين فإنه يعد من المواضيع الساخنة وفق تعبير مجموعة اكسفورد بيزنس، حيث توفر هذه التقنية الكثير من الامكانات لزيادة الكفاءة في إنجاز مختلف المعاملات التي ترتبط بالخطط والدراسات والسياسات التي تتبناها المؤسسات. فهذه التقنيات غيرّت الخدمات المالية بشكل أساسي مقارنة بالماضي حيث كانت المؤسسات تعتمد على أنظمة تقنية المعلومات المكلفة التي أصبحت اليوم قديمة أمام تقنيات بلوك شين، الأمر الذي يدفع المؤسسات بالوصول إلى الكثير من الأنظمة المطلوبة ومراكزالبيانات والخدمات عبر هذه السحابة، مع عمل المختصين وتلك الانظمة بالمحافظة عليها وتأمينها وتحديثها.
فمن خلالها تقوم المؤسسات المالية باقتحام أسواق جديدة بسرعة مذهلة للتعرف على التطوارت في الاسواق المالية وغيرها. كما أن هذه الانظمة السحابية وحلولها تعد الأرخص من حيث التكلفة، الأمر الذي يوفر مدخرات يمكن للمؤسسات المصرفية وشركات تكنولوجية مالية ناشئة على حد سواء بنقلها إلى عملائها أيضا، مع توفير أقل قدر من العمالة في تشغيل تلك البرامج مقارنة بالايام السابقة التي كانت تحتاج إلى مصاريف كبيرة لمعالجة قضايا تقنية المعلومات الداخلية الضخمة. فالكثير من الاشخاص يستخدمون اليوم التقنيات لإدارة شؤونهم المالية، وخاصة الخدمات المصرفية عبر هواتفهم المحمولة نتيجة للحوسبة المالية الحديثة، الأمر الذي يمثل تحولاً كبيراً في هذه الأعمال في السنوات الاخيرة، ويعتبر تعقباً سريعاً في المجتمعات لمحو الأمية المالية.
وعليه لا يمكن لنا أن نكتشف ما يخبئه لنا المستقبل في هذه البرامج والتقنيات التي لا تتوقف عن تقديم الحلول الذكية والتحديات للعملاء سواء في المجالات المالية أو المصرفية أو في أي مجال آخر.