أستاذ من أساتذة مطرح خلًف جيلا تعلم على يديه قبل رحيله إلى الكويت في الخمسينيات من القرن المنصرم.
وعندما رجع أدراجه إلى أحضان بلده وفي أواسط الستينيات أعاد الكرة فجلس على كرسي التدريس لِيُعلم جيلا آخر من أجيال العلم وكرٌس جهده ليرفع من مستوى التعليم ثم يضيف لبنة أخرى في صرح التعليم الخاص المشهود له في ولاية مطرح يومذاك.
أضاف للمناهج التعليمية المتعارفة منهجا مبتكرا سماه اللغة الصامتة فوفٌر مكتبة متنوعة من الكتب والروايات وأوعز لطلابه الذين ارتقوا مراقي في سلٌم العلم وفيهم موظفون كانوا يحضرون دروسه في ساعات المساء فيقرأ كلا منهم كتابا في زمن محدد ثم يلقي كل طالب مافهم وتلقى على مجموعة من الطلبة فما قرأه واستوعبه يتاح لباقي الطلبة لأن يستفيدوا وبهذا الأسلوب المبتكر ولًد جيلا قارئا وناقدا وباحثا ماجعل من القراءة عادة متأصلة غدت مع الوقت فرصة لتبادل المعارف بين محبي القراءة فأصبح الكتاب يُتداول بين الأقران يدا بيد.
ومن جانب الأستاذ فإنه كان يصغي إلى نقاشاتهم وتعاطيهم مع مفردات الكتاب فصلا فصلا ثم يصحح متى ما احتاج الطالب إلى تصحيح أو فك إبهام لاختلاف في الفهوم.
ثم أضاف لبنة تعليمية أخرى قد إرتقت مرقى متطورا بأن أدخل الآلات الطابعة في التعليم وخصوصا ممن كانوا يلتحقون للدراسه وهم موظفون ثم أضاف أسلوبا مستحدثا بتمكين الطلاب من الترجمة باللغتين العربية والإنجليزية الأمر الذي أوجد نقلة نوعية وقد كان هذا الأسلوب متوافرا بدرجات متفاوتة ومع النخب المتعلمة وكذلك الطباعة التي دخلت مبكرة وقد بدأها الأستاذ باقر رمضان على مستوى متواضع وفي مرحلة تعليمية مبكرة.
ومرت الأيام ومع دخول الفصل الجديد من التعليم العام في العهد الميمون فإن ماستر عبدالله بن علي اللواتي قد نَحًى كرسي التدريس جانبا أثناء النهار ليعطى لنفسه فرصة جديدة من فرص الحياة أتاحت له أن يدخل في شراكة تجارية مع أكبر إخوانه محسن فدخل في عالم التحف وهذه الصورة حاكية عن الحال إذ تحين الصحفي البريطاني اللحظة فالتقطها بعدسته.
لقد مكنت اللغة الإنجليزية الأستاذ فأكسبته عشاق التحف وهواتها من الوافدين وقد زاد عديدهم مع دخول الشركات والبنوك وخصوصا في بدايات السبعينيات فمن دهاليز السوق الصغير ( سوق الظلام) تربع على عرش التحف وتعامل مع عالم التراث فحقق له أمنيته.
فهنا كان يجالس أقرب أصدقائه في ساعات المساء وهو معالي السيد فيصل بن علي آل سعيد وهو الذي شجعه بأن يتفرغ لمثل هذه المهنة المتخصصة في عالم التحف والتراث لاسيما وأن التعليم العام قد بدأ يأخذ بحجزة الواقع وتتوسع رقعة انتشاره فعمت كل ربوع عمان مع العهد الميمون.
ماستر عبدالله ومع تعاطيه التراث مهنةً ملازمةً إلا أنه لازم التدريس ردحا من العهد الميمون ومن بيته في نازي مويا حيث بقي يعلم النخبة من طلبته في ساعات المساء وبقي وفيا للتعليم حتى بلغ سناً متقدمة.