Image Not Found

الحداثة والجدلية المرجعية (18-20)

Visits: 7

صادق حسن اللواتي

الانسان والحضارة والوحي (11)

كان حديثنا فيما ما مضى عن المنهج العقلي في الفكر الحداثي كوسيلة ثانية من وسائل تغيير العالم ، نكمل بحثنا في الحديث عن الوسيلة الثالثة من هذه الوسائل وهو (العرفان)

من منكم لم يسمع بمفردة العرفان ، أعتقد أن أغلبكم سمع به أو قرأ عنه و منكم من يعيش حالة التفاعل معه وجدانيا ، لأن النفس الإنسانية تنفعل أمام ما تجهله من معلومات كنوع من العشق الفطري من أجل الوصول الى الحقيقة المعرفية..

وهذه المعرفة ينظر إليها من ركنين أساسيين أولا : قيمة المعرفة المتحصلة . ثانيا : مدى حجية المعرفة المتحصلة. لهذا يدعي أصحابها أنها أشرف المعارف حيث تتميز بالعلم الحضوري النابع من القلب و المؤيد بالعقل.

قبل التوسع في البحث تعالوا معي لنتعرف على معنى العرفان لغة و اصطلاحا ، يقول (راغب الأصفهاني) في كتابه (المفردات ص 560 ) (العرفان هو إدراك شيء بالتفكر يقال فلان يعرف الله ولا يقال فلان يعلم الله) وفي (لسان العرب – ج 9 ص 236) (العرفان يعني العلم).

العرفان هو علم المعرفة بالله و صفاته و أسمائه و آلية إدراك الحقائق فيه قائمة على الكشف والشهود و هو ما سماها ابن سينا في كتابه (الإشارات والتنبيهات) (بالحكمة المتعالية).

فمحورية علم العرفان متعلق بالتوحيد ، والعرفان ليس مرادفا للتصوف حيث يختلط عند البعض و يظن أن التصوف مرادف للعرفان وهو ليس كذلك حيث إن التصوف كما جاء في (عوارف العوالم – شهاب السهروري – ص 37 ) عن (معروف الكرخي) إنه قال ( التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق)

فالتصوف بهذا المعنى يمثل العرفان في البعد الاجتماعي ، بالنتيجة يمكننا القول إن النسبة بين العارف و الصوفي هي نسبة الإطلاق و الخصوص بمعنى كل عارف صوفي وليس كل صوفي عارف.

سؤال : هل صيغة العرفان صيغة دينية أم ليست كذلك ؟ وهل تشمل جميع الأديان ؟ أنت عندما تسافر إلى بلاد الغرب كيف تجد المجتمع هناك مثلا لو سافرت إلى أمريكا أو بريطانيا هل تجد المجتمع مجتمعا متدينا أم لا ؟

الجواب : الإجابة ستختلف من شخص لآخر قد يقول البعض مجتمع متقدم فكريا ، والآخر سيقول مجتمع متطور تقنيا ، هذه الإجابات و إن كانت مبعثرة إلا أنها توحي أن للمجتمع الغربي بنية و نظام اجتماعي. وهذا النظام لابد له من خصوصيات فإذا قلنا أن العرفان يعتبره البعض الوسيلة الثالثة في تغيير العالم لنسأل العارف هذا السؤال :

أي مجتمع تريد أن يكون ؟ هل تريده مجتمعا متطورا تكنلوجيا أم مجتمعا متدينا أم مجتمعا يجمع كل الثقافات ؟ من المؤكد فإنه لن يخرج من محوريته وسيطلب مجتمعا متدينا وهذه البنية هي التي بني عليها النظام الفكري العرفاني.

فإذن لابد أن تكون عند العارف خارطة طريق لبناء نظام اجتماعي متدين ، و إذا لم يكن عنده ذلك هل يستطيع أن يقوم بتغيير العالم أم لن يستطيع ؟ لن يستطيع قطعا. .

سؤال من أي دين من الأديان ولد العرفان هل من الدين الإسلامي أم من غيره ؟ جاء في (تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج6 ص193) (ليس التصوف ما أبدعه المسلمون من عند أنفسهم لما أنه يوجد بين الأمم التي تتقدمهم في النشوء كالنصارى و غيرهم حتى الوثنية من البرهمانية و البوذية).

مما يدل على أن العرفان مشترك بين الأديان في معرفة الله عزوجل ، وهذا المخزون الروحي جدير بالبحث عن نظم التفكير و أسلوب الحياة فيه. و يمكن تسجيل ملاحظات المنهج العرفاني في البعدين المعرفي و العملي من زاوية عقلنة المعرفة بعيد عما نعتقده أو يعتقده غيرنا .

عرفنا أن المعرفة ينظر إليها من ركنين أساسيين قيمة المعرفة المتحصلة و حجية هذه المعرفة سؤال إلى أي مدى يمكن أن تحظى هذه المعرفة بمصداقية ؟ ومن أين تستمد مصداقيتها ؟

جاء في كتاب (تاريخ الفلسفة في العالم الاسلامي – خليل الجر – ج1 ص 244) نقلا عن لويس ماسنيون المستشرق الفرنسي المتصوف أنه قال (إن البذر الحقيقي للتصوف في مائدة القرآن وهذا البذر بقدر من الكفاف و الغنى يجعله يستغني عن أي مائدة اخرى) .

وهذا التصريح له ترابط مع قول (الشيخ مرتضى المطهري) في كتابه (مدخل الى العرفان ص 493) ( إن العرفاء المسلمين لا يدعون كلاما وراء كلام الإسلام ويتبرأون من مثل هذه النسبة بشدة بل يدعون أنهم اكتشفوا الحقائق الإسلامية أحسن من غيرهم ).

بهذه الرؤية يتضح لنا أن العرفاء اعتمدوا على النص المقدس من كتاب الله و سنة نبيه في بناء منظومتهم المعرفية ويستمدون منه مصداقيتهم

نكمل بحثنا في الحلقة (19) إن شاء الله تعالى….. إلى اللقاء.

الإنسان و الحضارة و الوحي (12)

تحدثت فيما مضى عن العرفان لغة و اصطلاحا نكمل بحثنا و بالله الاستعانة.

العصر الذي نعيشه يحتل العلم مكان السبق من واجهته الفكرية و الثقافية و العقلية حتى شاع عنه أنه عصر العلم و تماشياً مع وجهة النظر هذه يكون العرفان العصر الراهن أولا و قبل كل شيء هو العلم الذي ينبغي منه فهم الواقع المعاصر فهما عمليا يبحث في خصائصه و مقوماته و التنظيم الأمثل لمناهجه ،

في محاولة حل المشاكل التي تخرج من دائرة اختصاص العلماء ، وهذا ما يراه البعض من الذين آمنوا بعلمية الواقع و علمية الحياة الإنسانية وأرادوا أن تنسحب هذه الخصيصة العلمية على العرفان مثلما انسحبت على باقي الدوائر المعرفية فالأمر بين الأمرين ،

أما علمية العرفان يحل المشاكل التقليدية وغيرها ، وأما أن يكون مقصورا على الجانب الذاتي واليأس مما في أيدي الخلائق ،فبتالى لن نجادل معه حول آلية تغيير العالم و لن نضعه ضمن قطبية إنتاج المعرفة العقلية .

طالما الموضوع محصور بين الأمرين دعونا إذن ننظر أي الأمرين اختاره (علم العرفان) هل اختار الجانب العملي و التفاعل مع الواقع المعاصر أم اختارالجانب النظري مقتصرا على ذاته فقط.

اتفق الجميع أن العرفاء اعتمدوا النص المقدس من كتاب الله و سنة نبيه في بناء منظومتهم المعرفية و يستمدون منه مصداقيتهم . و هذا النص بتشكيله و ترتيبه و لغته ليس من صنع البشر بل هو من صنع مؤلفه وهو الله من عزوجل .

والقرآن كتاب الله يمكن أن نصفه أنه أسس حضارة قامت على أسسها الثقافة و العلوم و الفكر، و كان مركز هذه الحضارة (النص) ، فطبيعة البشر لا تُرجِع المعرفة لنصٍ له حالة من الثبات و الديمومة لماذا ؟

لأن النصَ في تصور الإنسان مهما امتلك من تناسق و متانة في الدلالة فإنه محكوم بعوامل الزمن التي تفرض عليه تطورا دلاليا للنص فيصبح النص حينها معبرا عن المعرفة و ليس منتجا لها . تعالوا معي لننظر هل النص المقدس الذي اعتمده العرفاء عبرعن المعرفة عندهم أم أنه منتج لهم أي منهم ؟

ناخذ (تفسير التستري) و هو العارف (سهل بن عبدالله التستري) من أعلام القرن الثالث الهجري ، وتفسيره من التفاسير الباطنية و يسمى بـالتفسير الإشاري و أصحابه يقولون أن جذور هذا المنهج الباطني هو من أقوال النبي وأهل بيته (ع) حيث يروون حديثا عن النبي الأكرم (ص) قال فيه :

(إن كتاب الله عز و جل على أربعة أشياء: العبارة ، الإشارة ، اللطائف ، الحقائق – فالعبارة للعوام ، و الإشارة للخواص ، و اللطائف للأولياء و الحقائق للأنبياء) ( بحار الأنوار – ج 89 – ص 103)

جاء في (التفسير والمفسرون – محمد الهادي – ج2 ص 976) نقلا عن (تفسير التستري – ص 45) في تفسيرالآية 36 من سورة النساء ( و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل) قال التستري :

(هذا ظاهر القرآن أما باطنه فالجار ذي القربى هو القلب ، والجار الجنب هي الطبيعة ، و الصاحب بالجنب هو العقل المقتدي بالشريعة ، و ابن السبيل هي الجوارح المطيعة لله) .
فالنص في هذه الحالة تحول من الكتابة و التأويل إلى كائن آخر ، و هذه الكينونة تتحدث بلغة غير التي وجد من أجلها هذا النص ، فالعارف هنا وضع نفسه في حالة الاصطدام مع العالم و السبب أنه ربط ظاهر النص مع باطنه ثم قام بتاويله فتغير المعنى للنص.

و للحفاظ على المعنى سيضطر العارف الانتقال من واقع إلى واقع آخر يحتمي فيه ، فالنص هنا هل عبر عن المعرفة أم أنتج وضعا آخر للعرفاء ؟ الجواب أنتج وضعا آخر للعرفاء و هذا الذي جعل العارف ابن عربي يهتم بالتفسير الباطني حين قال كما جاء

في (اليواقيت و الجواهر ج2 ص 84) (فكما أن تنزيل أصل القران على النبي (ص) كان من قبل الله ، فان تنزيل فهمه على قلوب المؤمنين من قبل الحق تعالى)

و هذا يؤكد لنا أنهم أي العرفاء يرون أن مذاق فهم النص و تفسيره باطنيا جاء إليهم من إلهامات و إشراقات لمعت بها قلوبهم و خواطرهم حسب استعدادتهم في تلقي الفيوضات من الملاء الأعلى ، حتى رأوا أنفسهم و النبي (ص) في منزلة واحدة سوى الوحي .

الآن قل لي هل من الممكن أن يقول الفكر الحداثي أن هذا الفهم للنص نابع من الحس المرهف عند العارف وهو نتاجه الفكري حيث التبس عليه الأمر فحسب عملياته العقلية شهودا تماما كالشاعر الذي يصف الطبيعة و جمالية الرؤية فيها أم لا يمكن ؟ الجواب ممكن لماذا ؟

لأنه لا يريد العيش فوق الواقع ، وهذه الظواهر العرفانية بوصفها منهجا و أسلوبا للحياة هل نستطيع التحقق منها بغية الاعتماد عليها في كشف الواقع وإدراك الحقيقة أم لا نستطيع ؟ لا نستطيع ، بالنتيجة العارف يعيش مع ذاته أم مع الواقع العملي ؟ الجواب يعيش مع ذاته .

نكمل بحثنا في الحقلة (20) إن شاء الله تعالى…. إلى اللقاء.

الإنسان والحضارة والوحي(13)

كان حديثنا فيما مضى في (العرفان) وهوالوسيلة الثالثة من وسائل تغييرالعالم ، نكمل بحثنا الآن في الوسيلة الرابعة وهو (الوحي) وبالله الاستعانة.

ما هو الوحي ؟ الوحي لغة : من الوحاه ويعني السرعة. أما اصطلاحا : هو الإعلام بخفاء ، و له صور متعددة منها : الإلهام ، الكلام من وراء الحجاب ، النفث في الروع ، الرؤيا الصادقة ، نزول ملك على هيئة إنسان ، وعلى هذا فكل إعلام من طرف لطرف فيه سرعة وإخفاء فهو وحي سواء كان هذا الإعلام بالإشارة أو بكتابة أو بأي وسيلة أخرى مشتملة على سرعة و إخفاء.

سؤال ما حقيقة الوحي ؟ الجواب ، إذا دخلت أي دار من دور العبادة عند المسلمين أو اليهود أو المسيحين وسألت أحد الموجودين هناك ماذا تعرف عن الوحي؟ الإجابة الطبيعية ستكون إنها الواسطة في إيصال رسالة الله عزوجل إلى الناس عبر شخص يسمى النبي ، وإذا سألت هندوسيا سيقول إن كتاب الفيداس و باغفت جيتا كلام الوحي ، وإذا سألت زرادشتيا سيقول أن تعاليم (جورو) كلها وحي إلهي .

سؤال : هل اختلفت الأديان مع بعضها في وصف الوحي؟ الجواب : كلا . فإذا كانت صفة الوحي هي ذاتها في الأديان الهندوسية والزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام فإنه يعتبر ركنا من أركان هذا الدين وأنهم بحاجة ماسة إلي الوحي . لماذا ؟

أولا : الوحي ليس من عالم الدنيا ، ثانيا : تنكشف به زيف الدجالين و مدعين النبؤة ، ثالثا : مصدر معلوماته لا يستطيع أحد التلاعب بها ، رابعا : لا ينزل إلى أحد إلا بأمر من خالقه ، خامسا لا يختلف الكتاب المقدس في أهداف الوحي من كتاب الى كتاب

مثلا تجد في القرآن الكريم سورة التوحيد أو الإخلاص و تجد شبيها لنصوص هذه السورة في كتب الديانة الهندوسية . جاء في كتاب (أوبنيشاد المقدس- ج4 آية 19) (عسى أن يكون معروفا أن الكون المرئي و الكون اللامرئي كلاهما واحد مع رأيي كذلك ، الكون هو واحد مع برانا و برانا هو ذات كل الكون ، هو النور الذي يعطي الحياة و الوضوح لكل شيء)

سؤال : عندما يتحدث الله عزوجل عن كتابه ماذا يقول في (سورة الواقعة آية 77-78) (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون) ، في هذه الحالة هل يمكن القول أن نصوص أوبنيشاد من كتاب مكنون أو لا يمكن؟ إذا سلمنا أنه كتاب سماوي فإنه بلا شك يمكننا ذلك .

فالوحي أصبح ضرورة دينية أم ضرورة معرفية يقينية أي منهم ؟ الجواب : ضرورة معرفة يقينية فهو مصدرالمعرفة للجميع فاذا وضعنا ملف ظاهرة الوحي على طاولة الحداثة هل سيقبلون به أم لا ؟

الجواب : بما أن الوحي جزء من الدين و المنظومة الدينية يقول اينشتاين (إن الدين بدون علم أعمى و العلم بدون الدين كسيح) . (محمد إقبال اللاهوري) قدم لنا قراءة للنبوة والوحي حسب نظرة الغرب اليهما وفسرها في كتابه (تجديد التفكير الديني في الإسلام ) نلخصه لأنها مجموعة دروس ألقاها في العشرينيات من القرن الماضي وجمعت في كتاب :-

إن النبوة التي لا تنفصل عن الوحي في معالجة القضايا والموضوعات لبلوغ الكمال مع إدراكها في إلغاء نفسها وهو أمر ينطوى على استحالة بقاء الوجود ، فإن الإنسان لكي يحصل كمال معرفته لنفسه من الوحي ينبغي أن يُترك ليعتد في النهاية على وسائله هو دون الحاجة إلى مقود يقوده فأهلا و سهلا بالوحي حينئذ بمعنى

إذا كان هدف الوحي هو بلوغ الإنسان إلى درجة الكمال فإن كماله يكمن حين يغدو غرضه هو تحرير حركة العالم من تلك التصورات الدوغمائية الحابسة للحركة والفاعلية وعند إدراكه أنه صاحب إرادة خلاقة في هذا الكون.

هنا نستنتج أن الفكر الحداثي يقبل بالوحي كوسيلة لتغيير العالم على شرط أن يكون هذا الوحي الذي يتحدث على لسان دين ما يجب أن لا يكون هذا الدين دينا تاريخيا لأن التجارب أثبتت أن الدين التاريخي مزق وحدة الجنس البشري فلابد من تغيير الإتجاه.

إذن ما هو اتجاه الدين الذي يجب أن يكون عليه لسان الوحي حسب القراءة الحداثية ؟

الجواب دعونا نطرح اتجاهات الدين الإسلامي في الوحي لننظر مدى انسجامها مع قراءة الفكر الحداثي للوحي الذي قدمه لنا (محمد إقبال اللاهوري) ، ثم ننطلق إلى اتجاه الدين الذي يطالب به الفكر الحداثي أن يكون عليه لسان الوحي.هناك ثلاثة اتجاهات في الدين الإسلامي عن الوحي :-

الأول : الاتجاه الكلامي الذي ذهب إليه بعض المتكلمين مثل الشيخ جعفر السبحاني في كتابه ( الإلهيات بين الكتاب والسنة والعقل ج 3 ص 128) ( أما الوحي ليس نتاج الحس و لا العقل و لا الغريزة و إنما هو شعور خاص).

ثانيا : الاتجاه الفلسفي ( إن الوحي عبارة عن اتصال النبي بالعقل الفعال و هو العقل العاشر والعقل الفعال تكميل للنفوس الإنسانية أولا و إفاضة الصور الجوهرية على عالم المادة ثانيا) ( نفس المصدر السابق – ص 148)

ثالثا : الاتجاه العرفاني فهو يختلف كليا عن الاتجاهين السابقين فالوحي عندهم ( ظاهرة من سنخ المكاشفات العرفانية العلم الحضوري فهم يعتقدون أن جبريل عندما كان ينزل على قلب النبي (ص) ليس ظاهرة تتمثل بنقل التعاليم و إنما هو تلق من قبيل العلم الحضوري (العرفان النظري مبادئه و أصوله – يزدان – ترجمة علي عباس- ص 92 ).

نكمل بحثنا في الحلقة (21) إن شاء الله… إلى اللقاء