Image Not Found

الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري

حيدر اللواتي – لوسيل

يتجه العالم إلى استغلال مصادر الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها في تصنيع أجهزة وفق احتياجات الناس والمؤسسات والمجتمعات، خاصة تلك التي تعاني من قلة المشاريع الاقتصادية، فبعض هذه الأجهزة المصنعة من الطاقة المتجددة كاستخدام أشعة الشمس وحركة الرياح والمياه وغيرها صغيرة الحجم، ويمكن استغلالها على مستوى عائلة معينة أو مجموعة من الأفراد في قرى نائية، ولها مفعول ونتائج كبيرة في الاستخدام اليومي.

أما البعض الآخر منها فيمكن استخدامها بصورة أكبر في احتياجات الناس كإضاءة المساحات الكبيرة والشوارع بالإنارة ليلاً، وفي حفر الآبار النفطية وآبار المياه وسحبها، ورصف الشوارع وبناء المدارس والمستشفيات وتشغيلها في أماكن بعيدة عن مظاهر التنمية الحديثة.

إن تطوير وسائل الطاقة المتجددة سيؤدي إلى توفير ملايين الأعمال في العالم، حيث تقدّر وكالة الطاقة الدولية أنه في حين سيتم فقدان حوالي 5 ملايين وظيفة على مستوى العالم في التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري على سبيل المثال، فإنه من المتوقع أن تنشأ عن تطوير مشاريع الطاقة المتجددة 14 مليون وظيفة في العالم في أمور أخرى، وتزداد الأعمال مع التحولات الجديدة في التنمية وخطط المشاريع التي تعدها الدول، الأمر الذي يزيد من اهتمام الحكومات بهذه المشاريع لتنمية وتنفيذ خططها الاقتصادية والاجتماعية التي ستكون لها تأثيرات إيجابية على الأعمال وعلى الأسواق الناشئة مستقبلاً أيضا.

ومن هذا المنطق، تشير مؤسسة أكسفورد للأعمال إلى أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يكون هناك توسع سريع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف التخلص من الوقود الأحفوري مستقبلاً، في الوقت الذي سوف تتسم فيه الأعمال والانتقال إلى مشاريع الطاقة المتجددة حدوث العديد من التحديات والفرص في آن واحد. فمن المتوقع أن تصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر منفرد للطاقة بموجب الخطة التي تضعها بعض الدول، فيما ستنخفض مستويات الوقود الأحفوري من المستويات الحالية بصورة كبيرة أيضا.

ومن هنا تضع الوكالة مسؤولية كبيرة على الحكومات لتعزيز التقنيات وأشكال الطاقة المستدامة بيئياً لتحقيق هدف صافي الصفر عام 2050، الأمر الذي يتطلب وضع خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف قبل موعده.

ففي الأسواق الناشئة مثل أسواق دول الشرق الأوسط وأفريقيا على سبيل المثال، فإن غالبية الطلب على الكهرباء خلال العقود القادمة سيكون مع تطور الاقتصادات الصناعية والنمو الاقتصادي، خاصة أن العديد من تلك الدول تعتبر من كبار منتجي النفط والغاز في العالم، وهذا ما أدى بعدد من الدول المنتجة لتلك السلع في المنطقة مثل قطر والسعودية بالتأقلم مع المطالب الجديدة لهيئة مصممة للتوصل إلى استراتيجيات طويلة الأجل للوصول إلى العالمية لصافي الانبعاثات الصفرية، وانضمت مؤخراً إلى كل من كندا والنرويج والولايات المتحدة في إنشاء منتدى منتجي الصفر للوقود الأحفوري.

فبعض دول المنطقة، تعتبر من أكبر منتجي النفط والغاز عالمياً، ولديها خطط طموحة بشكل خاص لتصبح رائدة في تحول الطاقة، وتعمل بعضها على استخلاص 50٪ من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، بزيادة كبيرة مما هو قائم اليوم، الأمر الذي يزيد من خططها في تأسيس محطات الطاقة الشمسية بقدرات هائلة بهدف إعادة هيكلة اقتصاداتها، وجني مزيد من تبعات هذه المشاريع المتجددة مستقبلاً.