الإنسان والحضارة والوحي (1)
إذا ما تصفحت المجلات والجرائد اليومية ستجد أن العالم يموج بتغييرات سريعة ومتلاحقة في شتى المجالات التي يكون فيها النشاط الإنساني ، هذه التغييرات في ظاهرها توحي بالرقي الحضاري للإنسان وسعيه الحثيث نحو بناء مجتمع مثالي ، وهذا الحلم الذي كان يراود الإنسان كل يوم ليكون هو الأقوى والأفضل والأحسن .
ولم يزل يداعب هذا الفكرخياله إلى أن وصل إلى واقع العلم ليقول بعد التجارب التي خاضها والخبرات التي اكتسبها أن (البقاء للأصلح) هذا الفكر المبطن الذي خبائه هذا الإنسان بين ثنايا عالمه من أجل أن يكون هو محور هذا التغيير ولا أحد غيره.
هذا الإنسان من الصعب تعريفه لأنه مبهم ذلك أنه يصنف ضمن المفاهيم التي تميل للظهورعند مواجهة معضلة أخلاقية أو مأزق وجودي ، والعلماء عرفوا الإنسان حسب تمتعه بالعقل ،
(أدموند هوسرل) يقول (إن الإنسان ذات طبيعة روحية في فضاء تاريخ العالم) ، (كارل ماركس) يقول (الإنسان مخلوق اجتماعي يتطورفقط في المجتمع) و(ديفيد هيوم) يقول (كل ما يخص الفهم البشري في الجهل والغموض يأتي من التشكيك والحذر وعدم الإعتراف بأي فرضية) ، (أفلاطون) يقول (الإنسان هو من يبحث عن المعنى) ،
(إيمانويل كانط) يقول (أنّ البشرمصممون وقادرون على الحصول على المعرفة والقدرة على التصرف وفقًا لها دون الإعتماد على أي شخص آخر بإستثناء عقولهم) ،
المفكرالإسلامي (عباس محمود العقاد) في كتابه : ” الإنسان في القرآن الكريم ص 7 ” (الإنسان في عقيدة القرآن هوالخليفة المسؤول بين جميع ما خلق الله ، يدين بعقله فيما رأى وسمع ، ويدين بوجدانه فيما طواه الغيب ، فلا تدركه الأبصار والأسماع).
في الواقع الفكري الذي وجدناه هناك رؤى متعددة حول الإنسان وكل رؤية تحاول أن تقدم نفسها على أنها تحمل الخلاص للإنسان فيما تقدمه من مفاهيم.
(هوسرل) يعتقد أن التجربة الإنسانية لا ترتبط إلا بسمات روحية ، و(كارل ماركس) يعتقد أن الطبيعة البشرية تتشكل إلى حد بعيد من خلال تاريخها ، و(ديفيد هيوم) يعتقد أنّ كل الأفكارالبشرية لها جذورمن انطباعات الحس و(أفلاطون) يعتقد أنّ البشرلديهم روح وجسد ، أما (كانط) يعتقد أن تفاعل الإنسان مع العالم يكون بناءً على تصوره له و(عباس محمود العقاد) كغيره من علماء المسلمين يعتقدون أن الإنسان خليفة الله في أرضه.
من خلال هذا النسق الفكري والتصورات والمفاهيم التي تتحكم بتفكير الإنسان والتي قد تطول بعضها وقد تقصر ولكنها تستند على مرجعية فكرية تشكل الحاضن الأساسي للدين والعلم ، ومن هذا المنهج يمكننا أن نميز بين الحقب المعرفية في الفكرالحداثي والفكرالإسلامي.
ولكي نعي أسلوب الناس ونتمكن من فهم الآخرين ثم نقوم بالتواصل معهم من خلال مجتمعنا المتعدد ، هنا نحن مجبرون على الإجابة عن هذا السؤال ما هوالإنسان ؟
أنتم ارجعوا إلى معتقداتكم ماذا ستجدون ؟ ستجدون أنكم منذ الصغركبرتم عليها ، الآن ماذا تفعلون حيال هذه المعتقدات ؟ لنقل (الإمامة) منكم من تربى على (نظرية التعين) ومنكم من تربى على (نظرية الشورى)
إذا صادف أن سئل أحدكما عن الإستدلال القرآني في النظرية التي تربى عليها ، هل توجد هذه الاستدلالات في القرن الأول إلى القرن السابع الهجري وهي فترة عصرالتنويرالإسلامي أم لا توجد ؟ الجواب لا توجد ، إذن كيف كان تصورالإنسان عنها في تلك الحقبة ؟
كان تصوره السيطرة على السلطة ، والدليل عبيدالله بن عبدالله بن عباس قائد الركن لجيش الحسن بن علي وإبن عمه ترك قيادة الجيش والتحق بمعاوية في الشام ، وشورى الخلافة التي تكونت بعد الخليفة عمربن الخطاب من ستة أشخاص تحولت إلى وراثة.
فهل تجد تطبيقات لنظرية التعين وعصمة الإمام ؟ أوهل بقيت شورى الخلافة بعد الخليفة علي بن أبي طالب حية أم لا ؟ الجواب كلا. في هذه الحالة ما هو تصورالإنسان للعالم في الفكرالحداثي والفكرالإسلامي ، تعالوا معي لنحدده ضمن هذه الأسئلة :
ماذا يجب أن نسلك ؟ الجواب في الفكرالحداثي أن نسلك المنهج العلمي والبحث عن الظواهرالقابلة للقياس بينما في الفكرالإسلامي نسلك طريق طاعة الأوامر والنواهي.
كيف نعرف الصواب والخطأ ؟ الجواب في الفكرالحداثي نعرفه من خلال المعارف القابلة للتحقق والإبطال ، بينما في الفكرالإسلامي نعرفه من خلال الكتاب المنزل مصدرالمعرفة أولا ثم التجربة الدينية ثانيا.
إذن تصورالإنسان للعالم يمكن تصنيفه إلى أربعة أصناف : (الرؤية المنبثقة عن العمليات العقلية) ، (الرؤية المنبثقة عن التجارب العلمية) ، (الرؤية النابعة عن الإلهام الديني) ، (الرؤية المنبثقة عن الطاعة دون الرجوع إلى التجربة أوالعقل).
نكمل بحثنا في الحلقة (9) إن شاء الله تعالى … إلى اللقاء.
الإنسان والحضارة والوحي (2)
توقفنا في الحلقة الماضية عند تصورالإنسان للعالم وصنفت رؤيته إلى أربعة أصناف ، نكمل بحثنا وبالله الاستعانة.
مما لا شك فيه أن معرفة الإنسان مدخل إلى معرفة العلوم الإنسانية وبدونه لا يمكن الدخول إلى هذه المعارف و(علي بن أبي طالب) وهو أكبرشخصية علمية إسلامية التي وصفها خاتم النبيين (ص) إنها باب مدينة علمه وهي التي ساهمت في وضع أول لبنة لعصرالتنويرالإسلامي في القرن الأول الهجري كما سيأتينا خلال البحث ، قال في أحد أشعاره (أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر).
فالإنسان حسب موقعه الطبيعي ينسب إلى هذا العالم بما فيه من أشياء وجودا مستقلا في ذاته ، هذه الاستقلالية يمكن النظر إليها من زوايا متعددة مثلا عندما نطلق على شخص ما ونقول هذا فيلسوف ، هذا أصولي ، هذا عالم في الفلك ، إذن أمامنا إنسان واحد متعدد الزوايا .
فهناك إنسان ديني وإنسان عرفاني وإنسان كيميائي وإنسان ثقافي وإنسان اجتماعي ، هذه العناوين ومثلها إلى ماذا تشير؟ الجواب , تشير إلى تعريف هذا الإنسان ، فلو قال لك أحدا أن هذا إنسان فيلسوف أو إنسان عرفاني ، الفيلسوف مفردة جاءت من الفلسفة أليس كذلك ،
ولكن اسأله هو فيلسوف في ماذا ؟ هل في فلسفة الحكمة المتعالية (لملا صدرا) أو في الفلسفة الوجودية (لسارتر) أو الفلسفة المشائية (لأرسطو) , كذلك الإنسان العرفاني ، هذه مفردة جاءت من العرفان فتسأل هذا الشخص هو عرفاني في ماذا ؟هل عرفان (ابن عربي) أوعرفان (الخميني) أوعرفان (عبدالقادرالجيلاني)
كذلك إنسان ديني , مفردة ديني جاءت من الدين فتسأل هذا الشخص هو ديني في ماذا ؟ هل في الأديان الإبراهيمية أو الدين الهندوسي أو الدين الكونفشيوسي أو الدين الزرادشتي أو الدين البهائي أو الدين السيخي ، وإذا كان في الأديان الإبراهيمية فأي منها اليهودية أو المسيحية أو الإسلام المحمدي ، وإذا كان الإسلام المحمدي فأي الإسلام هل إسلام شيعي أو إسلام سني أو إسلام صوفي أو إسلام درزي، فإذا كان إسلام شيعي فأي فرقة منه إثنا عشرية أو إسماعيلية أو شيخية أو علوية أو نصيرية .
قد يقول قائل لماذا نسأل كل هذه الأسئلة ؟ ركزوا معي رجاء في الجواب إننا بأسئلتنا تلك نحدد مفهوم الإنسان في معناه الأصيل والذي يدل على دراسة نصوص العصور التي عاشها سواء في العصرالإسلامي أوالعصرالغربي وما أحدثته من تغييرات اجتماعية ، فهي الرؤية التي تتلخص في المجهود النظري والعقلي لفهم هذا الإنسان والمجتمع البشري كله.
قل لي إذا صادف وسئلت هذا السؤال : ما هي متطلبات علم الفلك ؟ الجواب الفيزياء الكيمياء الرياضيات ، هل يوجد في هذه القائمة علم الفقه أولا يوجد؟ لا يوجد.
إذن الوظيفة الأصلية هي عرض العلاقة بين العلوم بعضها بالبعض الآخر فلا بد إذن من قراءة القوانيين التي تحكم كل علم ضمن دائرة هذا الإنسان أو ذاك ، فعندما أقول العلاقة بين علم الفلك والفقه لأن هناك من الباحثين من توصل إلى تحديد رؤية الهلال علميا دون الحاجة إلى الرؤية الفقهية بالعين المجردة.
لأن هذا الإنسان يقول أن هناك مجموعة من الأمور ثابتة لفظا ومعنى مثل مفردة الرؤية لا تعني الرؤية بالعين المجردة فقط ، والشاهد يوسف النبي (ع) قال (إني رأيت أحد عشركوكبا) هذه الرؤية هي رؤية منامية ، ويمكن أن تكون رؤية عقلية في اتفاق الأفكار و الشاهد ما جاء في سورة يونس آية 5 (لتعلموا عدد السنين والحساب) هذه الرؤية هي رؤية علمية عقلية اتفقت عليها الأفكار
من هنا نستطيع القول أن هناك من يرى الرؤية بالعين المجردة فهو شهيد على هذه الرؤية وهناك من يرى الرؤية من خلال حسابات دقيقة فهو أيضا شهيد على هذه الرؤية والمتلقي منهما فهو شاهد عليهما مثلا نبي الله يوسف نقل الرؤية إلى أبيه فهو شهيد على ما رأى والسامع هو نبي الله يعقوب فأصبح شاهدا على هذه الرؤية ، إذن لدينا شاهد وشهيد في كل المعاملة.
أنت انظر إلى قاضي المحكمة عندما ينتدب خبير في تخصص ما لإبداء رأيه في قضية ما فهو يطلب منه البحث في نقاط معينة وقفت القوانين القضائية عاجزة في إصدارالحكم دون وجود تقريرالخبير، فعندما يُقدَم للقاضي هذا التقرير يصدرحكمه مباشرة في القضية الماثلة أمامه ، فالقاضي هنا شهد الحقائق من خلال التقرير وإن كان غير حاضرا وقت البحث وتقصي الحقائق والخبير يعتبر شهيدا على ما وصلته من معلومات خلال فترة مأموريته ووقف على صحة البيانات الماثلة أمامه.
فالمعيار هنا فهم المنتج ، وهذا الفهم يحتم علينا التنقيب بين المناهج لنتعرف على الحلول التي نقدمها من خلال تصور رؤيتنا للعالم وكيفية استخدامها كإجراء منهجي لمقاربة مفهوم الإنسان الحداثي وكيف حاولت الرؤية الحداثية في بناء مفهوم جديد للإنسان وتأمل في لغة تصورات العالم عند غيرنا.
نكمل بحثنا في الحلقة (10) إن شاء الله تعالى…..إلى اللقاء.
الإنسان والحضارة والوحي (3)
ما زال الحديث مستمر حول الإنسان وكيف حاولت الرؤية الحداثية بناء مفهوم جديد للإنسان ، نكمل بحثنا وبالله الإستعانة.
خلال حديثنا الماضي برزت نقاشات متعددة حول الحاجة في تجديد مشروعية المرجعية الفكرية للإنسان وهذه المرجعية هي التي يدور حولها بيان مفهوم الإنسان للعالم ونظرته إليه ، وهذه النقاشات تنوعت بين خطابات ذات معايير شرعية وأخرى بعيدة عنها.
وهذه المعاييرفتحت المجال لبلورة الرؤية الفكرية التي تأثر بها الإنسان كالوحي مثلا ، فالوحي هوالعنصرالذي تأثربه الإنسان في نظرته للعالم ولكن هذا الوحي أصبح محاميا لحضارة الإنسان لا حاكما عليها ، هنا نطرح هذا السؤال ما هي نظرة الوحي للإنسان ؟
قبل الإجابة عليه دعونا نُعرف مفردة الوحي ، الوحي لغة : من الوحاه ويعني السرعة ، أما اصطلاحا : هوالإعلام بالخفاء، وله صورمتعددة منها : الإلهام ، الكلام من وراء الحجاب ، النفث في الروع ، الرؤيا الصادقة ، نزول ملك على هيئة إنسان. سؤال ما هو دورالوحي في حياة الإنسان ؟ ركزوا معي رجاء على الجواب
إذا دخلت أي دار من دور العبادة عند أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاثة أو الهندوسية أو الزرادشتية وسألت أحدهم ماذا تعرف عن الوحي؟ فالإجابة الطبيعية للمسلم ستكون إنها الواسطة في إيصال رسالة الله تعالى إلى الناس عبر شخص يسمى النبي ، وأما الهندوسي سيقول إن كتاب الفيداس وأوبنيشاد وباغفت جيتا كلام الوحي ، والزرادشتي سيقول أن تعاليم (جورو) كلها وحي إلهي.
سؤال : هل اختلفت الأديان مع بعضها في وصف الوحي؟ الجواب : كلا ، فإذا كانت صفة الوحي هي ذاتها في الهندوسية أو الزرادشتية أوالديانات الإبراهيمية الثلاثة فإنه يعتبر ركنا من أركان هذه الرسالات ، والإنسان بحاجة ماسة إليه ومعرفة آثاره ودلائله ، فإثباته هو إثبات لصدق معتقده وهذه المصداقية تتمحورفي أربعة نقاط أساسية وهي :
أولا : الوحي ليس من عالم الدنيا ، ثانيا : تنكشف به زيف الدجالين ومدعين النبؤة ثالثا : مصدر معلوماته لا يستطيع أحد التلاعب بها ، رابعا : لا ينزل إلى أحد إلا بأمرمن خالقه.
وهذه العقيدة مرتبطة بمن ، بالوحي أو بالمرسل أو بالرسول ؟ الجواب مؤكد مرتبطة بالرسول ، لماذا ؟ لأن ما يقوله الرسول أو النبي هو صورة طبق الأصل من منطوق الوحي ، هل هذا المنطوق يتوافق مع مصدرالمعلومات وهي (النصوص) أو لا يتوافق ؟ الجواب نعم يتوافق.
مثلا إذا جئنا الى تفاسيرالمسلمين (كتفسيرالعياشي ج1 ص 89) عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبي عبدالله (ع) قال (لو قد قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين) دلالة على أن أسماء الأئمة الإثنا عشر موجودة في القرآن وقت نزوله ، وهل فعلا يوجد نص إلهي يتوافق مع التراث الديني أم لا ؟
(د. حامد نصرأبو زيد) يقول (القول بإلهية النصوص والإصرارعلى طبيعتها الإلهية يستلزم أن البشرعاجزون بمناهجهم عن فهمها ما لم تتدخل العناية الإلهية بوهبهم طاقة خاصة تمكنهم من الفهم) (نقد الخطاب الديني ص 206).
حسب هذه الرؤية لو كان هناك نص إلهي لأخبرالرسول (ص) المسلمين أن اسم علي بن أبي طالب مدون في القرآن ولم يكن الرسول (ص) بحاجة أن يوقف الركب المحمدي عند غدير خم لتنصيب عليا خليفة للمسلمين ولبقي علي والأئمة أحياء إلى قيام الساعة لأنه لايمكن أن يعتريهم الموت ، فبموتهم مات النص ومات القرآن ، والحال القرآن هو لكل عصر، هنا هل توافق النص مع منطوق الوحي ؟ الجواب كلا ، إذن يجب أن يتوافق النص والوحي معا.
هذا مفهوم الوحي في الأديان ، والإنسان الحداثي ما هي نظرته إلى الوحي ؟ الجواب الحداثيين لم يصرحوا بقبول الوحي مطلقا ولا برفضه مطلقا ، يقول (محمد مزروعي) في كتابه (العقل والتاريخ والوحي ص 102) (لا يوجد نص مكتوب في هذه الدنيا يمكن تقبله على أنه منزل من السماء أو متعال على ظروفه التاريخية التي أوجدته وجعلته ممكنًا).
من هنا نستطيع القول أن (الوحي ليس كلاما معياريا نازلا من السماء من أجل إكراه البشرعلى تكرارنفس الطقوس والممارسة إلى ما لا نهاية) (محمد أركون – القرآن من التفسيرالموروث إلى الخطاب الديني ص 85).
نستنتج أن مفهوم الوحي في الفكرالحداثي لا ينال صفة الإلزامية كما هو في الإديان ، بل هو مستند من ذات الإنسان وطبيعته ليصل الوعي الإنساني إلى مرحلة من النضج يستطيع إدارة شؤون حياته بنفسه.
يقول (الدكتور محمد خلف) في كتابه (العدل الإسلامي هل يمكن أن يتحقق من الداخل ص 51) (إن البشرية لم تعد بحاجة إلى من يتولى قيادتها في الأرض باسم السماء فقد بلغت سن الرشد ، وآن لها أن تباشرشؤونها بنفسها) إذا طبقنا هذه النظرية هل استوعب الوحي التطورات المستقبلية أم لا ؟
نكمل بحثنا في الحلقة (11) إن شاء الله تعالى…. إلى اللقاء.