Image Not Found

الصيام والعادات الغذائية

د. طه بن محسن اللواتي – غُمان

في فترة الصيام نمسك عن الطعام والشراب لساعات تزيد عن نصف اليوم لنفطر بعدها تعويضا عن يوم صيام طويل، ولقد اكتسبنا عادات غذائية كثيرة، منها الجيدة وللأسف منها ما يجب مراجعته.

وحيث إننا في الشهر الفضيل فلنستخلص العبر من سيد الخلق -صلى الله عليه واله وسلم- فعن أنس بن مالكٍ قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطر على رطباتٍ قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطباتٌ، فعلى تمراتٍ، فإن لم تكن حسَا حسَواتٍ من ماءٍ».

عند تحليل ذلك نرى أن بعد فترة طويلة من صيام الجسم من الغذاء التي تؤدي إلى هبوط السكر والجفاف، ثم الإقبال على مثل هذا الإفطار، يجعلنا نعوض النقص بالسكر والسوائل، ومن ثم التوقف للصلاة، فإلى جانب الحس الروحي والنفسي فهي تعطي الجسد الوقت للهضم. وبعدها نعود لتناول باقي الفطور.

وهنا نجد أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قال «مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ» رواه الترمذي. ولكن ما المعمول به غير ذلك حيث تعج طاولاتنا بأنواع الأكلات المشهية عالية السعرات الحرارية والتي نستمر بالأكل بها غالبا للتخمة، وهنا نحاول تشخيص كل ما نأكل:

فالأكلات المحتوية على كمية عالية من السكريات كاللقيمات مثلا تؤدي إلى ارتفاع شديد بمستوى السكر واستنزاف للبنكرياس ومشاكل معوية وسوء هضم وسمنة بالنهاية.

أما الأكلات المحتوية على كمية عالية من الدهون والمقليات كالسمبوسة مثلا فهذه تؤدي لتشحم الكبد والسمنة وأمراض عدة. وأهم شيء هذين العاملين الغذائيين من المسببات المباشرة لارتفاع قيمة مؤشر كتلة الجسم والسمنة والتي قد تؤدي إلى أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة.

وهنا لا أقول أن نمنع أنفسنا مما حلله الله علينا من الغذاء وإنما نتبع توصيات الحبيب المصطفى بان نكون أمةً وسطا، والوسطية تكون في كل شيء حتي فيما نأكل. وأن نحاول التخفيف من المحتوى السكري العالي بالفاكهة الطازجة والمقليات بالفطاير بالفرن مثلا وما إلى ذلك من ما يحتوي على كميات وسعرات غذائية أقل حفاظا على صحتنا في هذا الشهر الكريم.