Image Not Found

الوقاية من الموجات الجديدة للجائحة

حيدر اللواتي

لا توجد دولة في العالم إلا وتُعلن اليوم عن ازدياد حالات الإصابة والوفيات لديها جراء ظهور السلاسل الجديدة لجائحة كوفيد- 19 الذي يفتك بالشعوب دون أي رحمة، ويدفع الأعمال التجارية نحو الإغلاق، ويحرّم الأطفال والطلاب من مواصلة تعليمهم التقليدي، ويزيد من خسائر المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتراكم الديون، ناهيك عن عدم تمكّن المستشفيات من استقبال المزيد من مصابي الجائحة.

هذه المعضلة تبحث عن الحل في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطعيم سكانها باللقاحات المتوفرة لديها، فيما يقرّ العالم عن انتشار سلالات جديدة للفيروس. ورغم مساوئ الجائحة، إلا أن الكثير منا لا يراعي الإجراءات الاحترازية في حضوره التجمعات، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الوباء بصورة ملحوظة بين الأفراد في الأسرة الواحدة في العمل والبيت والنادي وغيرها من الأماكن الأخرى. ونتيجة لذلك نرى أن جميع الفئات العمرية تصاب بهذا الوباء بغض النظر عن أعمار هؤلاء الأشخاص – ومنهم شباب في مقتبل العمر – سواء كانوا من سكان الدول المتقدمة أو النامية أو الفقيرة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع حالات الوفيات ودخول بعضها في العناية المركزة. فالحفاظ على أرواح الناس صار أمراً مقيداً بالناس أنفسهم. وهذا يتطلب أخذ الاحترازات والابتعاد عن التجمعات والاختلاطات اليومية للحفاظ على حياة البشر والوقاية من الوباء، وخفض حالات الإصابات والوفيات.

ونرى أن جميع دول العالم بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي قامت من جانبها بتوفير اللقاحات واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن تغيُّر السلاسات وعدم تفهم الكثير من الأفراد لنوعية هذا الوباء يؤدي إلى تفاقم الأزمة يوميا، الأمر الذي يرجح زيادة أعداد المصابين خلال الفترة المقبلة، واحتياج الكثير منهم لرعاية كبيرة وخاصة في المستشفيات، في الوقت الذي تزيد السلالات الجديدة وتزيد من الأزمة. وهذا ما نراه اليوم في دول المجلس حيث ترتفع فيها حالات الإصابات والوفيات اليومية بالرغم من توافر أحدث العلاجات التي يتم تقديمها للداخلين للعلاج.

إن هذه الأزمة تؤكد عجز الحكومات في مواجهة المعضلة بنفسها دون المجتمع، الأمر الذي يتطلب تعاون جميع الأفراد والمؤسسات والمجتمع المدني بنشر التوعية والابتعاد عن مكامن الإصابة بهذا الفيروس الذي يمكن له أن يفتك بالشخص في أي لحظة. فالحكومات من جانبها تتخذ الإجراءات، وتعلن عن الإغلاقات لجزء من الأعمال التجارية وحركة الناس، وتمنع السفر أحيانا، وغيرها من الإجراءات المتاحة من أجل منع تفشي هذا الوباء ودخول السلالات الجديدة إلى مجتمعاتها، مع جهودها المستمرة في تطعيم شعوبها باللقاحات المتوفرة لديها، حيث إن هذه العملية سوف تأخذ أشهراً بل سنوات لتتمكن من تلقيح الجميع من الوباء. وتبقى المسؤولية الفردية في الابتعاد عن مكامن التجمعات.

وحتى هذه اللحظة، لا توجد هناك مؤشرات على أن الجائحة في طريقها إلى الزوال قريبا، في الوقت الذي تعمل بعض الدول على تصنيع اللقاحات لمقاومة الوباء. وهنا نشير إلى غياب دور الدول العربية في هذا التصنيع والبحث العلمي، بالرغم من الإمكانات المالية الهائلة والقوة البشرية التي تتمتع بها في الكثير من الحقول العلمية. وخلاصة القول إن الجميع مطالب اليوم بالالتزام بالمعايير الاحترازية والتدابير الوقائية وأخذ اللقاح بأسرع وقت ممكن.