يتهيب الشباب دخول عالم ريادة الأعمال خوفا من الفشل، فالعقل الذي تبرمج على مدى ١٢ أو ١٦ عاما دراسيا على يدي والديه والمحيطين به والمعلمين بلا شك سيشعر بالتهيب والخوف من أن يكون موظفا، وهو أمر نفسي طبيعي جدا. والسبب الآخر
قسوة المنافسة واللوبيات من أصحاب التجارة المستترة، الذي يكاد يكون عاملا مشتركا بين دول الخليج كلها.
العامل الثالث أن بيئة التحكم في السوق من قبل الشركات الكبرى ورغبتها في دخول كل نشاط تقريبا مهما كان صغيرا يزيد خوف الشباب، فما نزال في دولنا الخليجية رغم قوانين منع الاحتكار، إلا أن هناك فجوات وطرقا يستطيع البعض التسلل منها وخاصة أصحاب التجارة المستترة لمضاعفة الأرباح وتعظيمها، والقضاء على الأحدث في السوق.
والعامل الأخير الذي يخيف الشباب أن أغلبهم يتجه للاستدانة من بنك التنمية أو الصناديق للبدء في المشروع، فيرى الدَين ذلاً في النهار، وهماً في الليل حسب ثقافتنا، وقد يتحول إلى سجن!
إن هذه العوامل كلها تحتاج إلى بناء ثقة الشاب والشابة في أنفسهما وقدراتهما على التعامل مع مجموعة التحديات، إلى جانب التعامل مع التحدي الرئيسي، وهو ضرورة نجاح المشروع ووقوفه على أرض صلبة ونموه وتطوره كل صباح جديد. وهنا يحتاج الشاب إلى موجه ومرشد يكون معه على مدار الساعة، ويكون مرجعا له أثناء كيفية معالجة التحديات تكتيكيا واستراتيجيا.
ويطرح السؤال نفسه، لماذا لا تقوم الجهات المعنية بتشجيع ريادة الأعمال بالاستفادة من فئة المتقاعدين من الخبراء والمستشارين ليرفدوا الشباب بأفكارهم ورؤاهم وخبراتهم وتجاربهم وحنكتهم الطويلة، فالخبرة والحنكة والمراس والدربة ثروة كبيرة يحتاج لها هؤلاء الشباب الغض كي يشق طريقه في رحلة بناء الثقة بنفسه وقدراته في عالم ريادة الأعمال.
وقد تكون هذه الاستعانة مجانا أو بمقابل مقطوع إذا كان هذا الخبير المتقاعد بحاجة إلى مصدر رزق، وذلك حتى يكون دوره حيويا وقويا ومستمرا لفترة محددة بعام مثلا أو أكثر إذا دعت الحاجة.
أظن إضافة هذا الحافز البشري الداعم معنويا وخبراتيا سيكسر حاجز الخوف في نفوس الكثير من الشباب للتوجه لريادة الأعمال بأريحية.