Image Not Found

مجلس الخنجي المرئي يتناول موضوع الفرق بين الدول المزدهرة والفقيرة

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس الخنجي المرئي هذا الاسبوع الفاضل/ تيم فالانسي الرئيس التنفيذي لشركة إدراة المرافق. وتناولت الجلسة عدة محاور وهي الفرق بين الدول المزدهرة والفقيرة ، ودور الحكومة في تعزيز الرخاء، والمجالات الرئيسية للاحتياجات نحو رؤية عمان 2040. وقد حضر الجلسة عددا من رجال الاعمال والاقتصاديين والمهتمين من داخل وخارج السلطنة.

في بداية الجلسة تحدث الضيف عن أسرار تقدّم الاعمال في العالم، وكيفية تمكين المؤسسات للعمل على ازدهارها، مشيراً إلى دور العلم والمعرفة والمؤسسات التعليمية في التقدم والتطور.

وتساءل عن كيفية استخدام المعرفة المنتجة؟، مؤكداً على أهمية تبادل الخبرات وتزويد الطلبة بالخبراء في مختلف مجالات العلم والمعارف، موضحاً أهمية المنتجات في عدد “وحدات البايت” التي نتطلبها. وقال بأن تصنيع المنتجات تتطلب أكثر من 1 بايت، الأمر الذي يحتاج إلى شخص للقيام بتجميع الأشخاص الاخرين ، ويتم ذلك من خلال شبكات من الأفراد تسمى الشركات، حيث يمكن لهذه الشركات أن تفعل أشياء لا يستطيع الأفراد القيام بها، ومن ثم نقوم بإنشاء سلاسل تقييم تتكون من العديد من الشركات. وقال بأن نوع الاعمال تختلف مع الناس حسب أوضاعهم الانتاجية، الأمر الذي يتطلب التعاون فيما بينهم لانتاج السلع والمنتجات. ولكن كيف يمكن نقل الناس وأعمالهم وسلعهم من منطقة لأخرى؟
ثم تحدث عن أهمية الحروف فقال أن الحرف الواحد لا يعني أي شيء، ولكن كلما زادت الحروف تكوّن لها معاني أخرى. وكلما زادت هذه الحروف زادت معني الانتاجية والسلع، موضحاً أن الشركات الكبيرة مثل اولدز موبايل للسيارات بديترويت تأخذ علومها من الماضي، وتتقدم في أعمالها بالتعاون مع الأشخاص الذين يعملون بها لتقديم المزيد والجديد. وأشار إلى أن 126 بنغالياً أحضرتهم إحدى الشركات في الدول المتقدمة لتأهيليهم في مصانع الملابس الجاهزة، وبعد سنوات استقال البعض منهم للقيام بأعمال حرة، وآخرين استغلتهم الشركات العالمية الاخرى، ومن ثم زاد عددهم في هذا القطاع، بحيث أصبحت اليوم هناك استثمارات كبيرة في صناعة الملابس، ونتجت عنها الهجرة العالمية، وهذا نوع من العلم والمعرفة.

ومن حيث الإبداع، اشار الضيف أن نظام التشغيل للهجرة أكثر أهمية، مشيراً إلى أن 54٪ من العاملين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) ولدوا في وادي السيليكون، وأن معظم الـ 46٪ المتبقية لم يولدوا في ولاية كاليفورنيا (ولاية بها 40 مليون نسمة). أما 28٪ منهم فقد ولدوا في بقية الولايات المتحدة و 18٪ في كاليفورنيا. كما أن 52٪ من رواد الأعمال في وادي السيليكون مولودون في الخارج، وأن 14٪ من سكان الولايات المتحدة مولودون في الخارج، و 29٪ من رواد الأعمال مولودون في الخارج أيضا. واليوم فان العديد من الدول لا تتنافس على المواهب، ولكنها تسمح لمواطنيها المهرة بالمغادرة.

وقال بأن الدول تحافظ على علومها، ولكنها تعمل أيضا على إيصالها لدول أخرى، وعلى الدول أن تعمل على جذب الكفاءات وأصحاب الفكر، ويمكن تحقيق ذلك حاصلا في رؤية الاقتصاد العماني 2040. وقال نحن نرى اليوم خروج العمالة الوافدة من المنطقة والسلطنة، في الوقت الذي نرى فيه هناك دولا أخرى تعمل على جذب المزيد منهم وخاصة أصحاب الكفاءات والقدرات. وهذا ربما يُعزى إلى عدم السماح للوافدين بالاستثمار بصورة واضحة، الأمر الذي يتطلب جذبهم للاستثمار في مجالات العقار وفتح مجالات اقتصادية أمامهم.

كما أن مشكلة بعض الدول أنها لا تحصل على المعرفة في الداخل، بينما تسمح بخروج الكفاءات الوطنية إلى الخارج. ففي السلطنة على سبيل المثال هناك اليوم 85% من الاجانب من درجات متدنية في التعليم، في الوقت الذي يتطلب العمل فيه على جذب الاستثمار الاجنبي، وجذب الكفاءات والقدرات، والمضي قدماً في البحث العلمي، حيث له أهيية في عمليات المعرفة والاستكشافات. فتقدّم البحوث مهم جداً لبناء المجتمعات المتعلمة، وعلينا الاستمرار في هذا الاتجاه ومواصلة الابتكار والتعليم والتوجة نحو الصناعات، بحيث تكون لدينا بحوث مستقلة في جميع التوجهات وفي مجال التكنولوجيا. فالمعرفة لا تأتي من التقليد، ولكن من خلال أصحاب الكفاءات والبحوث والمعرفة. فبعض المواطنيين في المنطقة يريدون الحصول على رواتب عالية دون أن يكون لديهم المعرفة.

وفي جلسة الاسئلة والاجوبة، اشار الحاضرون إلى أن قوانين الاستثمار أصبحت اليوم سهلة في السلطنة مقارنة بالسنوات الماضية، ومن الصعوبة أن تتطور الاعمال بدون الهجرة والاستثمار والتملك وغيرها من الامور الاخرى. وإذا كانت الرؤية لدى الدول واضحة فهذا يجعلها أن تتقدم وتتطور بسرعة مثلما حصل في ماليزيا وسنغافورة وغيرها من الدول الاخرى. أما بقية الامور فيمكن تحقيقها وتنويعها مع مرور الزمن.

ويرى بعض الحاضرين أن الكثير من الناس يريدون المجئ إلى السلطنة للعيش بها، ولكن هذا لا يعني بأن عليهم أن يحصلوا على العمل هنا، فهذا يعني حصول تحديات أخرى، مؤكدين على ضرورة الاستفادة من المواطنيين. وتساءل البعض على أن هناك العديد ممن عملوا في قطاع النفط والغاز، ولكن كم من هؤلاء الاشخاص عمل لنفسه من خلال الخبرات التي امتلكها في هذه القطاعات وقدم الخدمات التي تحتاج إليها تلك الاعمال. فلا بد أن يكون الحقل مهيأً لأي عمل نريد أن نعمل فيه، ولدينا من الكفاءات، وأن الثقافة تشجع ذلك.

ويرى البعض أن التغيير لا يحتاج فقط إلى المعارف فقط، ولكن من المهم التعامل مع الثقافة والبيئة الداخلية أيضا لأحداث التغيير، والسلطنة كبيرة في مساحتها الجغرافية ولكنها قليلة في عدد السكان، الأمر الذي يؤدي بها الاستعانة من الخارج. ويرى الضيف بأن الضرائب لا تأتي بفوائد عديدة، ولكن من المهم تشغيل العمالة الوطنية في الاعمال، لأنه الهدف الذي نسعى إليه من خلال تطوير الأعمال والمؤسسات. وعلينا دعوة الاخرين بالاتيان إلى البلاد والاستفادة من الاجواء الموجودة في المؤسسات.

ويرى المحاضر بأن التحدي الان هو كيف نجعل من عمان البلد الذي يمكن أن تقام فيه مختلف الاعمال للسنوات المقبلة، وتأهيل الكوادر للمضي قدما في الاعمال، خاصة وأن تاريخ العمانيين يشير إلى أنهم وصلوا إلى دول العالم من خلال أعمالهم التجارية إلى الصين والهند وبريطانيا وأمريكا. وهذا الأمر يتطلب التغلب على التحديات القائمة وتوفير العوامل التي تساعد على تحقيق الرؤية الاقتصادية عمان 2040 خلال المرحلة المقبلة، والاستفادة من الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها مع دول العالم في الشؤون الاقتصادية.