د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected]
أوقفت الدنمارك وهي دولة نفطية الاستثمار في البحث عن آبار نفط جديدة، وتعمل على الاستثمار في الطاقة النظيفة أو الطاقة المتجددة. وحسب التقارير فقد بلغت الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة 288.9 مليار دولار عام 2018، حيث تجاوز المبلغ الذي تم إنفاقه على الطاقة الجديدة أكثر بكثير من الدعم المالي للحصول على طاقة الوقود الأحفوري الجديدة.
وقد وصل الاستثمار في أوروبا إلى 39 % أي حوالي 61.2 مليار دولار في عام 2018. وارتفعت نسبة الاستثمارات في معظم العالم النامي بنسبة 6% لتبلغ 61.6 مليار دولار، وهو رقم يبدو صغيرًا للدول النامية مجتمعة. وقد استحوذت الصين على 32 % من إجمالي الاستثمارات العالمية، تليها أوروبا بنسبة 21 %، والولايات المتحدة بنسبة 17 % وآسيا – أوقيانوسيا (باستثناء الصين والهند) بنسبة 15%. ثم الهند بنسبة 5 %، والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 5 %، والأمريكتان باستثناء البرازيل والولايات المتحدة بنسبة 3 %، والبرازيل بنسبة 1%.
وأهم ما تذكره التقارير أن الطاقة الشمسية لا تزال هي محور التركيز الأكبر للاستثمار، حيث بلغت 139.7 مليار دولار في عام 2018، بانخفاض 22 % بسبب التحسن الكبير في تكنولوجيا الطاقة الشمسية ورخص التكلفة. وبلغ الاستثمار في طاقة الرياح 134.1 مليار. أما الاستثمار في الكتلة الحيوية وتحويل النفايات إلى طاقة، فبلغ 8.7 مليار دولار. ولا شك أن الأرقام قفزت خلال العامين الأخيرين، فقد كشف تقرير لعام 2020 أن بلدان الاتحاد الأوروبي تمكنت خلال النصف الأول من هذا العام من إنتاج الكهرباء من المصادر البديلة بنسبة 40% فتجاوزت تلك التي أنتجت من الطاقة الأحفورية 34% وذلك لأول مرة.
أهم ما يلفتنا في أرقام هذه التقارير أن الاستثمار الأكبر في الطاقة الشمسية بسبب تطور تكنولوجيا الطاقة الشمسية وانخفاض تكلفتها انخفاضًا كبيرًا؛ وهما أمران يدعواننا نحن كدول تسطع فيها الشمس طوال العام إلى أن نفكر في الاستثمار في الطاقة الشمسية بقوة كبيرة، وان نحقق قفزات كبرى في المجال، فالخطط التي تقودها المنظمات الدولية تقدر ان عام 2050 سيكون عام استكمال وتطبيق تشريعات مقاضاة استعمال الوقود الأحفوري، فالدول التي ستبقى على ذلك ستضطر إلى دفع ضرائب قاسية جدًا لما يسببه الوقود الأحفوري من أضرار بالبيئة.
ومن جانب آخر، فإن الذي يقود قاطرة الاستثمار في الطاقة النظيفة في دولنا أغلبها شركات النفط المتعددة الجنسيات، مما يعني أن شراء الطاقة النظيفة سيكون مكلفا وبشروطهم، فلا يوجد استثمار محلي بحت 100% في دولنا في الطاقة النظيفة إلى اليوم. ترى هل سنلحق بقطار إنتاج الطاقة النظيفة السريع أم سنضطر إلى دفع الأكلاف والأثمان الباهظة لاحقًا، وهل سنشهد تخصيص استثمار أو صندوق استثمار محلي في هذا المجال ؟