تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي المرئي هذا الاسبوع ثلاث أخوات رائدات أعمال للتحدث عن تجربتهن في العمل الحر. وتناولت محاور هذه الجلسة التي دارت بعنوان ” ريادة الاعمال بين الواقع والمثالية” كل من الفاضلة/ غيداء بنت أحمد اللواتية رائدة أعمال واستشارية إدارة التغيير، وإسراء بنت أحمد قاسم، خبيرة إدارة العلامات التجارية، ورحاب بنت أحمد قاسم رائدة أعمال واستشارية ريادة أعمال مؤسسة Spaceoman@ .
وقد تناولت كل منهن المحاور التي تتعلق بالاسباب التي دفعتهن لريادة الاعمال، وعمّا إذا كانت ريادة الاعمال مناسبة للجميع، بالاضافة إلى طرح محور أهمية التسويق في ريادة الاعمال، والتحديات التي تواجه الرواد في هذا العمل، بجانب تقديم بعض الاقتراحات والحلول.
في بداية الجلسة تحدثت الاستاذة غيداء اللواتية حول ريادة الاعمال، مشيرة إلى ان هذا العنوان يظهر بصورة كبيرة في وسائل الاعلام ويعطي انطباعا عن عالم وردي، وأن ريادة الاعمال تشبة العصا السحري للباحثين عن العمل والمشاكل التي تواجه العالم، إلا أن التجارب الحقيقية تحمل شيئاً مغايراً في هذا الشأن. وتحدثت عن الاسباب التي دفعت الاخوات الثلاث التوجه بأن يصبحن رائدات أعمال، وعما إذا كان ذلك قد حصل من خلال التخطيط أو بطريق عفوي.
كما تناولت تأثير البيئة العائلية التي عاشتها مع اخواتهن في المنزل في جو يتسم بالمبادئ الديموقراطيه والقيم التي غرسوها الوالدين فيهن للقيام بالمهام التي تناسب ظروفهن من أجل بناء الشخصية لاحقا، الأمر الذي دفعهن ليصبحن شخصيات قيادية في الاعمال، سواء تلك التي قمن بها في المؤسسات الحكومية أو في أعمالهن الخاصة في سوق العمل. وقالت بأن الدخول إلى السوق لها تم بحماس واجتهاد بعدما رأت بأن المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة تحكمها القوانين، وأن الاقتراحات والافكار التي يتقدم بها المرء من أجل التغيير لا يؤخذ بها وتترك مهملة، وتحتاج إلى فترة طويلة. كما تمر عبر سلسة من القوانين والبيروقراطية المملة. وترى أن القرار في المؤسسات الحكومية يؤخذ من قبل الادارة العليا دون مشاركة الادارة السفلى، الأمر الذي يصطدم به البعض الذي تعود على العمل الديموقراطي، مشكّلاّ لها صعوبة واصطداما في حياتها. وقالت بأن بعض الاعمال في القطاع الخاص يتطلب وجود الشخص لساعات طويلة، الأمر الذي يؤثر على حياة بقية افراد العائلة. ومقابل ذلك تقول غيداء أنها والاخوات الثلاث قررن التوجه نحو ريادة الاعمال التي تناسب حياتهن والدخول في عالم العمل الحر باعتباره المكان المناسب لتحقيق الاحلام. كما تحدثت عن بعض الانشطة التي قامت بها كانشاء نادي للقراءة.
ثم تحدثت الاستاذة إسراء مؤكدة على أهمية المهارة في عمل رائد العمل، بحيث أصبح اليوم التعامل مع البشر من خلال تقنيات الاتصالات الحديثة والقيام بالحملات التسويقية من هذه البرامج والتقنيات. ففي السابق كانت الحملات التسويقية تتم عبرالجرائد والمجلات دون أن يعرف رائد العمل من هم الاشخاص الذين قرأوا الاعلان وعددهم وتفاعلهم، بينما اليوم فان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت متعددة ومعقدة أيضا، بحيث يعرف المرء جمهوره ومع من يتعامل وعددهم، فيما تتميز الحملات بالرفاهية. واصبحت عملية التسويق تتم بتوجّه وغير عشوائية، ويحصل المرء على الارقام والاحصاءات بجانب تعريف الناس بالمنتجات والخدمات من خلال التسويق الحديث الذي يختلف كلية عن التسويق التقليدي الذي كان له عمل في فترة سابقة، فيما اليوم يتم التسويق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الذي يعتمد على الابتكار والتسويق.
أما الفاضلة رحاب فقالت أن منصات التواصل الاجتماعي تعطينا الدعم في توصيل صوتنا إلى أكبر شريحة من الناس، مشيرة أنه من خلال تجاربتنا الثلاثة مع الآخرين نجد ان هناك العديد من التحديات في ريادة الاعمال متناولة تجربتها الخاصة في هذا الشأن. وأضافت أن بداية مشروع ريادة الاعمال ورحلة العمل تتطلب دراسة السوق، وان يكون الشخص متحمساً، ويتوقع أن يلقى الدعم والحافز مقابل الجهد الذي يقوم به، إلا أنه يصطدم بواقع جديد مع البيروقراطية ومع متطلبات عديدة يُطلب منه تقديم التصاريح والرخص التجارية والأاوراق، والعمل بشروط لا تتناسب مع رائد العمل المبتدئ، ويتم تعامله بشروط والتزامات وكأنه تاجر قديم متمرس في الشأن التجاري، الأمر الذي يتطلب من القائمين عدم الاكثار من الشروط .
ثم تأتي مسألة التمويل والخيارات هنا قليلة في زظرها، في الوقت الذي يعرف الجميع بأن معظم رواد الاعمال تركوا الاعمال الوظيفية للانخراط في العمل الحر ولا توجد لديهم ضمانات، وهنا تأخذ مسألة التمويل شهورا، والبعض يفقد الامل ويترك المشروع، في حين يتكبد الاخر خسارة مادية ومعنوية ويبتعد عن تحقيق فكرته بسبب الشروط التعجزية أحيانا.
وقالت لاحظتُ في بداية عمل مشروع المؤسسات الصغيرة بأن هناك عزوف من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في إعطاء المناقصات لأصحاب ريادة الاعمال بسبب تخوف العاملين في تلك المؤسسات، وكلما حصل أحدهم على مناقصة فان ذلك يؤدي إلى نقلة نوعية في حياتهم وأعمالهم.
ومن خلال تجربتها قالت لقد تم إلغاء النشاط الذي كنت أعملُ فيه دون علمي، الأمر الذي اضطرني أن أتوجه لعمل آخر وأبدأ الكَرّة من جديد للحصول على التصاريح وتسوية ما عليّ من ديون والانطلاق مرة أخرى. وأضافت عندما فكرتُ الرجوع إلى العمل الوظيفي في سوق العمل مرة أخرى تأثرت سيرتي الوظيفية بالفراغ الذي حصل في حياتي العملية لست سنوات في العمل الحر. ولكن في جميع الحالات فان رائد العمل يتعلم كثيرا من عمله وتجاربه في السوق سواء في مجال الادارة أوالمالية أوالتسويق عكس العمل في المؤسسة الحكومية.
وهنا تقدّم رحاب عددا من الحلول البسيطة لمساعدة رواد الاعمال وهي:
· إشراك رواد العمل في وضع التشريعات اللازمة لأعمالهم حيث أنهم أدرى بأحوالهم وأوضاعهم.
· الخدمة التسويقية، باعتبار أن رواد الاعمال عملاء لمؤسسات أخرى، فانهم يحتاجون إلى خدمات تلاءم أعمالهم وتناسب أوضاعهم.
· رائد العمل تختلف التزاماته المالية، الأمر الذي يتطلب من الجهات التمويلية أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار.
· رواد الاعمال يتطلعون إلى ندوات ومؤتمرات تبحث عن أفعال، الأمر الذي يتطلب من الغرف التجارية تنظيمها لبرامج تناسب قدراتهم وانشتطتهم وعدم الاكتراث من الاجراءات وخلق التحديات أمامهم.
· مطلوب مرونة في القوانين وإعطاء مساحة أكبر وتقديم الدعم والحوافز الحقيقية لأصحاب رواد الاعمال، وليس الشعارات لأن هؤلاء الناس يقدمون الكثير لأنفسهم ومجتمعهم من خلال إدارة أعمالهم الخاصة.
وفي جلسة الأسئلة والاجوبة، يتفق الجميع على ضرورة وضع القوانين وتحفيز قطاع رواد الاعمال باعتبار أن المشاريع الكبيرة تبدأ بأفكار صغيرة، بالاضافة إلى الاستمرار في تمويل المشاريع الصغيرة والعمل بروح المبادرة العمانية، والتخلي عن الشعارات البراقة وقص الاشرطة في المشاريع. كما يرى الحاضرون ضرورة العمل بمرونة في القوانين بحيث لا تنهار المؤسسات الصغيرة ومشاريعهم المبتدئة. ومن المهم أيضا أن يتعلم الانسان من تجاربه وأخطاءه ، ويكون ملماً بمهنته وعمله بحيث يبدأ في المشروع الذي هو قريب إلى عمله السابق أو في المشروع الذي يمكن أن يستمر فيه. كما أكدوا على أهمية تحقيق ما جاء في أعمال وتوصيات ندوة سيح الشامخات قبل عدة سنوات مضت فيما يتعلق برواد الاعمال، حيث أن الكثير من تلك التوصيات لم تحقق إلى الان.