صادق ٱل عيسى
عندما تختفي إبتسامة (هاني بن ألماس) تنطفىء شموع كانت تضيء المساحات من حوله ..
فقد كانت تعلو ثغره إبتسامة جميلة تسبق إستجابته لطلبات الناس التي لم يكن يتوانى في تنفيذها بقلب واسع ونفس راضية ..
عاد بي شريط الذكريات و أنا أقرأ خبر رحيل أبو (عبدالله) مع الساعات الأولى لصباح اليوم فتذكرت طفولتنا في (نازي مويا بمطرح) ..
و تذكرت والده المرحوم الحاج (ألماس) وهو يرفع الآذان من فوق منارة مسجد الإمام الحسن المجتبى بشكل يومي ولسنوات طوال ويستميت في الإشراف على فتح أبواب المسجد وتنظيفه قبل مواعيد الصلاة باكرا وقفل أبوابه لاحقا ..
و تذكرت صوت العم (ألماس) الشجي المملوء حبا وولاء لرسول الله وآل بيته الكرام في ترديد رائعة الشيخ/ حسن الدمستاني المشهورة بإستمرار والتي تبدأ أبياتها بمقدمة مزلزلة :
(أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ..
و أنا المحرم عن لذاته كل الدهور) ..
نعم أحبتي ..
تذكرت أيضا العمة (آمنة) والدة (هاني) التي كم كانت تهبنا من الحب والحنان بعد أن ينتهي مشوار أطفال (الحي) اليومي في دارهم بعد أن ننتهي من لعب كرة القدم فنتناول من يديها الكريمتين ما لذ وطاب من المأكولات العمانية التي دأبت على تحضيرها يوميا في ساحة دارها و كانت تتفقدنا كلما أطلنا الغياب والسؤال عنها عندما كبرنا و أنشغلنا عن أحبتنا ..
العمة (أم هاني) ترقد حاليا في المستشفى ولا تدري عن رحيل فلذة كبدها وإلا كان حزنها أعمق مما أتخيل وكأني بها تردد قول الدمستاني :
(أنت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء ..
إنما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء.
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا ..
فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين.).
نعم أحبتي ..
قال أمير المؤمنين :
(لكلِّ اجتماعٍ من خليلين فرقة..
وكلُّ الذي دون الفراق رحيلُ.).
=========
قد لا تكفي الكلمات لمواساة
إخوة الفقيد ( مسلم ألماس و علي ألماس) ..
لكني أقول للجميع (إطمئنوا) فهاني رحل مطمئن النفس ..
إبتسامة شقيقكم (هاني) إخواني مسلم و علي سيفتقدها الكثيرون وأنا أولهم ..
صحيح أن نبضات قلبه المطمئن توقفت فجرا..
لكن الله سبحانه و تعالى قال في آخر سورة الفجر :
بسم الله الرحمن الرحيم..
«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي 30».
صدق الله العلي العظيم.
تغمد الله (الفقيد الغالي بواسع رحمته و ألهمكم الصبر والسلوان) ..
و إنا لله وإنا إليه راجعون.