تغطية: د. حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي عن بعد الفاضلة/ إيمان بنت صالح الصلتية قائدة فريق مشروع زري خصب السياحي للحديث عن مشروعها السياحي بمشاركة معالي السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسندم، وعدد من رجال الأعمال والمهتمين بالقطاع السياحي. وتركزت محاور الجلسة على عدد من النقاط بدءاً بإعطاء نبذة عن المشروع، والموروث الثقافي بمحافظة مسندم، وفكرة زري خصب، ومرحلة المشروع الذي مر بها، بالاضافة إلى التحديات وانجازات الفريق وخططه المستقبلية.
في البداية قدمت الاستاذة إيمان نبذة عن أهمية محافظة مسندم والممرات المائية التي تقع بها وأهمها مضيق هرمز الذي يتدفق من خلاله النفط الخليجي إلى العالم، مشيرة إلى أن هذه المحافظة تضم أربعة ولايات هي خصب العاصمة، وبخا ودبا ومدحا. وقالت أن هذه المحافظة يمكن الوصول إليها عن طريق البر والبحر والجو، وأن كثيرا من السياح يأتون سنويا إلى هذه المحافظة للاستمتاع بالمناظر الخلابة وممارسة هواية صيد الاسماك والغوض بجانب زيارة اماكنها السياحية ومنها جزيرة “التلغراف” التي اشتهرب ببناء أول محطة كابل للاتصالات في الشرق الاوسط للربط بين بومبي بالهند والبصرة بالعراق من خلال عملية تركيب كابل بحري امتد من جوادر إلى الجزيرة وذلك في عام 1864م، ويعتبر من المعالم السياحية التي تشتهر بها المحافظة، وتتمتع بتضاريس طبيعية وجبلية وجيولوجية.
وقالت بأن الجزيرة مأهولة بالسكان وتحتضن في مياهها الدلافين، ويتحدث أهلها مجموعة من اللغات المختلطة، وتتمتع بوجود واحات خضراء بها في فصل الشتاء بجانب احتضانها لعدد من القلاع والحصون والعمارة، والفنون والصناعات الحرفية أهمها الجرز التي تشتهر بها المحافظة. وأضافت أن مشروع زري خصب تم افتتاحة في عام 2012، ويعمل على الاستفادة من السفن السياحية التي تزور المحافظة بين الفينة والاخرى من خلال التنسيق مع شركة عمران التي وقفت مع المشروع منذ انطلاقته وحتى اليوم، الأمر الذي يعود بالنفع على أهالي المنطقة حيث ساهمت عمران في دعم الاهالي من خلال توفير دورات تدريبية في اللغات الاجنبية وأهمها الانكليزية والايطالية. كما تقوم مشروع زري بتعريف السياح على عادات وثقافات أهل المحافظة وتوفير بعض الاكلات الشعبية والملابس للذين يأتون من خلال السفن السياحية التي تصل إلى جزيرة خصب، حيث يتم التسنيق مسبقاً مع الميناء في هذا الشأن، من خلال دخول السياح للخيمة الخاصة التي أنشاها المشروع لاستقبال السواح وطاقم السفن وتقديم المنتجات المحلية لهم، موجهة شكرها للمؤسسات التي ساهمت في المسؤولية الاجتماعية لإنشاء خيمة حديثة مزودة بالاحتياجات والامكانات التي يتطلع إليها السائح، وبحيث يخرج بصورة حسنة عن ذلك.
ثم تناولت الاحصائية للسفن التي زارت ميناء خصب وعدد السواح، حيث بلغ عددهم في عام 2017 نحو 88777 سائح، وفي عام 2018 ارتفع إلى 82435 سائح، واستمر في الارتفاع ليصل العدد إلى 138950 سائح في عام 2019، ونتيجة لاستمرار الجائحة كورونا فان عددهم في الاشهر الماضية من العام الحالي 2020 بلغ 62535 سائح. أما عدد السفن التي زارت ميناء خصب فقد بلغ عام 2017 نحو 45 سفينة وتراجع عام 2018 إلى 37 سفينة، إلا أن عددها ارتفع عام 2019 إلى 70 سفينة، بالاضافة إلى 31 سفينة زارت الميناء في الأشهر الاولى من العام الحالي 2020.
وقالت بأن مشروع زري خصب يتعاون مع الحرفيين والصناعيين لتقديم منتجاتهم بصورة عصرية مثل المباخر والجرز والسعفيات والملابس الوطنية وغيرها حيث يتم تصدير بعضها إلى خارج المحافظة أيضا، في حين ان المؤسسة شاركت في عدة معارض عربية ودولية خلال السنوات الماضية لتقديم منتجها السياحي للآخرين، مع حصولها على عدة جوائز من المشاركات الداخلية والخارجية. وهذا ما دفع بعض السياح الاجانب القدوم إلى الجزيرة أكثر من مرة في زيارات متكررة للاستمتاع برحلات الغوص ومعرفة المزيد حول ثقافات المنطقة، الأمر الذي دفع الكادر والفريق الذي يعمل معي من الشابات العمانيات إلى التأهل بالتحدث ببعض اللغات الاجنبية لتسهيل مهام السياح والقيام بالواجبات المطلوبة للضيافة مع الاستمرار في عملية الترويج والتسويق .
ثم فتح باب الحوار الذي تركز على تسويق تلك الخدمات والمشاريع السياحية في المحافظة، حيث عبرت الاستاذة إيمان عن اهتمامها بالاعلام التسويقي الذي يبدأ من داخل السفن القادمة منذ لحظة وصولها وذلك من خلال توفير البرامج وتلبية مبادرات السواح وطاقم السفن وكيفية استقبالهم وتنظيم ليالي عمانية لهم من خلال التنسيق مع الفنادق القائمة هناك. كما تناولت الجلسة كيفية استفادة المشروع من الرعاية والمسؤولية الاجتماعية والاستفادة من التجارب السياحية للشركات العمانية الاخرى في تقديم الخدمات.
وقد تحدث في هذه الجلسة معالي السيد إبراهيم البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسندم حول بعض الأسئلة التي طرحت حول المحافظة، مشيرا إلى أنه من الضروري وضع مسار مناسب للسائح قبل مجئيه ليقضي بعض أيامه في المحافظة، وتنشيط عملية البيع والتبضع لهم من المنتجات العمانية خاصة الحرفيات، الأمر الذي سوف يساعد ماديا مثل هذه المشاريع وتستفيد منها المحافظة، فيما يقوم السائح بنقل تجاربه إلى اقرانه بعد رجوعه إلى بلده، بجانب ما يقوم به من نشر لتلك القصص في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، الأمر الذي سوف يزيد من دخل المؤسسات بصفة عامة. وقال معاليه أن المحافظة تتمتع بقطاع الفنون والسياحة وقطاع الفندقة والضيافة، وقطاع الانشطة البحرية، وهذه تحتاج إلى مزيد من التطوير والانتاج والانفتاح والتسويق للجميع.
وقال بأن الجهات المعنية تدرس احتياجات هذه المحافظة وجغرافيتها وتستمع إلى جميع وجهات النظر، ونرى بأن جميع القطاعات وخاصة اللوجستيات عليها مساندة عملية السياحة إلى المحافظة باعتبارها عمل مجتمعي، فيما على المؤسسات الخاصة في المحافظة ان تتحاور وتتنافس لتقديم المزيد في هذا الشأن. فمحافظة مسندم تشهد تطورا مستمرا كبقية المحافظات العمانية الاخرى. وأن هناك مساحة كبيرة للتطوير في المحافظة لمشاريع يمكن اقامتها سواء في جزيرة التلغراف أو غيرها من الأماكن الأخرى من خلال قيام المعمارين بقراءة التاريخ وإعادة التخيل للانشاءات في هذه الجزيرة. كما أن وزارة السياحة لديها مشاريع سياحية لأقامتها في المستقبل، فيما تعمل شركة عمران على تطوير المشاريع الجبلية، وهناك أفكار ودراسات واستثمارات نقوم على تسويقها ومتى ما وجدنا المستثمر سوف نبدأ في تنفيذها.
ثم طرح المشاركون بعض الافكار منها النظر في إقامة متحف بجزيرة التلغراف ليتمكن السائح أخذ فكرة عامة عن السلطنة والمحافظة بشكل خاص، وكذلك باعادة النظر والسماح لاصحاب السفن الايرانية في الوصول والنزول إلى البر للاستفادة من الامكانات التجارية، وكذلك العمل في تطوير قطاع الثروة السمكية والحيوانية والزراعية. ويرى الاستاذ خميس الكيومي بضرورة تشجيع السياحة الداخلية سواء البحرية او الغوص او صعود الجبال بالمحافظة، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من الجائحة فان هذه السياحة يجب تعزيز دورها من خلال العبارات البحرية اليومية للاستمرارية ولدعم المشاريع التي تعتمد عليها كمشروع زري خصب، بالاضافة إلى تشجيع إنشاء محلات تجارية داخل الميناء، لأن الوقت لدى السائح محدود وبالتالي يمكن له التبضع من تلك المحلات.
واقترح البعض بأن تقوم السفن القادمة بعرض أفلام قصيرة عن السلطنة للسياح قبل وصولها إلى الموانئ العمانية بحيث يكون ذلك ضمن اشتراطات الشركات التي تسير رحلاتها البحرية إلى السلطنة، وكذلك ضرورة الاستفادة من الامكانات والخدمات التي توفرها المؤسسات والشركات العمانية للسياح وعدم السماح لشركات خارجية في تقديم تلك الخدمات.
ويرى الاخرون بأن محافظة مسندم يمكن أن تستفيد من السائح القادم إلى الامارات سواء دبي أو الشارقة أو عجمان او غيرها للتوجه إلى هذه المحافظة على تأشيرة دولة الامارات العربية المتحدة لقضاء ليلة أو ليلتين نظرا لقرب المسافة بينهما جغرافياً، باعتبار ان المحافظة لها خصوصيتها الجغرافية، مشيرين أن دبي مقبلة عام 2021 على الاكسبو العالمي ، وأن مدينة خصب تتميز بالعديد من المزايا السياحية ويمكن لها ان تزيد من القيمة المضافة في حالة تسهيل بعض القوانين للحركة السياحية أو تأسيس مشاريع تجارية للمواطنين بها. كما أشار الضيوف إلى ضرورة حصول المؤسسات كمشروع زري خصب على تصاريح الارشاد السياحي بجانب تعزيز دور العبارات في تحريك السياحة، وضرورة تأهيل الكوادر العمانية هناك في المجالات التي تحتاج إليها المؤسسات السياحية وفي كل القطاعات الاخرى، حيث هناك مجال كبير للترفيه والسياحة بالجزيرة لممارسة بعض النشاطات البحرية والجوية، بالاضافة إلى تعزيز دور إعادة التصدير من خصب لتعود إلى سابق عهدها، الأمر الذي يتطلب وضع سيناريو جديد للأنشطة التجارية والسياحية سواء من خلال (اسياد) أو عمران او القطاع اللوجستي بصفة عامة.