Image Not Found

تجربة مطرح القاسية !!

بقلم عباس الزدجالي

يبدو أن أهم درس لم تتعلمه مدينتي مطرح هو تخليها عن هويتها وتحولها لمدينة آسيوية لوافدين من شبه القارة الهندية وما جاورها في غضون عقود قليلة جعلت من سكانها الغالبية المطلقة في بداية السبعينيات إلى أقلية تائهة في خضم بحر متلاطم من غالبية آسيوية بلغت ١٧٥،٥٠٥ ألف وافد في مقابل ٦٢،٢٢٦ مواطن أي حوالي الثلث تقريبا !!

وعلى مطرح إن أرادت أن تعود عُمانية الهوى والهوية إصلاح الخلل الديموغرافي الخطير الذي تعاني منه والذي تجلى بشكل صارخ ولايزال والسلطنة تواجه «الجائحة» او بالأحرى «الكاشفة» لمكامن الخلل الخطيرة في تركيبتنا السكانية وفي اقتصادنا وحتى في ثقافتنا أيضا !!

وتجربة مطرح القاسية هذه ليست سوى أنموذجا لتجارب تمر بها غالبية مدننا .. على وجه الخصوص البريمي وصلالة ومدن أخرى بنسب متفاوتة .

فإن أرادت مطرح استعادت هويتها وشخصيتها فعلى أهلها الذين هجروها القيام بهجرة معاكسة والعودة لديارهم واحيائهم والعمل معا على إصلاح الخلل قبل فوات الأوان .. وكفى ثرثرة وتنظيرا في مواقع التواصل الاجتماعي ووعود زائفة أطلقها المرشحون عنها لنيل عضويات مجلسي الشورى والبلدي ومن ثم ناموا نومة أهل الكهف .. فقد مللنا سماع جعجعة الرحى دون أن نرى طحينا على مدى ثلاثة عقود !!

والحل باختصار شديد يبدأ بإعادة الوافدين لديارهم على يد من أتوا بهم وبأسرع وقت .. والعمل على استعادة الاحياء وتعميرها وعودة الأبناء وتعُمين السوق التاريخية بأسرع وقت .. ولاشك أن ذلك لن يتحقق دون أشراف مباشر وتنسيق من قبل الحكومة الموقرة التي نأمل في هذا العهد الجديد المشرق أن تعيد الأمور لنصابها وتساعدنا في إصلاح الخلل الديموغرافي اجتماعيا واقتصاديا لتعود مطرح لجذورها وتستعيد هويتها المفقودة

الصور المنشورة من صفحة الكاتب على الفيسبوك:

– مطرح كما بدت في صورة جوية عام ٢٠٠٦م.
– سوق مطرح «خور بمبة» في لقطة من عام ٢٠١٩م .