جمانة اللواتي – شؤون عُمانية
ألقى فيروس كورونا بظلاله على الجميع دولة وأفراد ومؤسسات، وتأثر بسبب الإجراءات المتبعة للوقاية منه الكثيرون بنسب متفاوتة بطبيعة الحال، هذه التأثيرات مختلفة الجوانب: منها اجتماعية، ومنها آثار اقتصادية، ومنها تأثر أولئك الذين قد لا يكونون ضالعين كثيرا بالأمور المالية، ولكن الحياة أجبرتهم على عمل مشروعهم الصغير؛ ليكون لهم مصدر دخلهم الوحيد في ظل ندرة الفرص الوظيفية، فمنهم من اقترض ومنهم من حشدت عائلته كل إمكانياتها لمساعدته ليبدأ مشروعه…
أصحاب المشاريع الصغيرة هم أحد المتضررين من وجود هذا الفيروس و الذين كانوا -عند عملهم لدراسة الجدوى- ربما وضعوا احتمالات للعراقيل والأزمات، ولكن أزمة عالمية كهذه لم تكن على البال والخاطر.
وبعيدا عن دور الدولة وسبل مساندتهم، فهناك دور كبير يجب أن يكون للإعلام، حيث إن معظم أصحاب المشاريع الصغيرة هم من العامة، وليسوا متخصصين في مجال الاقتصاد والمال والأعمال، وللإعلام دور كبير في توعيتهم من هذا الجانب بلا شك، فمثلا عندما يتم نشر خبر عن صندوق النقد الدولي وتصريحاته حول النمو في دولة معينة يظن معظم العامة أن الوضع الاقتصادي لهذه الدولة يسير على نحو جيد، وهنا يأتي دور الإعلام لتوضيح أن معدل النمو لا يعني مطلقا أن الدولة غير مديونة لصندوق النقد الدولي، ويوضح أيضا أن الوقت الذي يمر به العالم هو وقت حرج وعصيب، لا سيما بعد انهيار أسعار النفط وتفشي جائحة كورونا في العالم.
يقول أحد خبراء التسويق العمانيين: إن الفترة التي نمر بها حاليا هي فترة “ضيق” ولكن الأزمة المالية الحقيقية المترتبة على الأوضاع الحالية ستظهر في عام 2022م، والسؤال هنا: هل هناك حملات إعلامية توعوية لتوجيه أصحاب المشاريع الصغيرة أو حتى المقبلين على عمل مشاريعهم؟ هل هناك توعية بشأن تقليل رأس مال المشروع وتضييقه قدر الإمكان؟ هل يتم إخبارهم بأن الأساليب التسويقية اختلفت، وبأن المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد إعلاناتهم تجدي نفعا؟.
وبما أننا في هذا السياق فلنتحدث قليلا عن الترويج للمشاريع عن طريق المشاهير في وسائل التواصل،
أولاً: يجب أن نعلم أن لهذه الوسائل آلية عمل معينة ومنظمة إذا اتبعها الفرد فإنها كفيلة بالترويج للمشروع، هذا بالإضافة إلى أدوات الترويج الفعالة التي وفرتها هذه التطبيقات مقابل مبلغ زهيد مقارنة بالمبالغ الكبيرة التي قد يدفعها الفرد للمشهور الفلاني بدون أدنى نتيجة، ولأنه في كثير من الأحيان يكون متابعو هذا المشهور وهميين -تم شراؤهم- أو قد يكونون حقيقين ولكنهم يتابعونه بداعي الفضول ليس إلا، وبالتالي فإن عدد المتابعين ليس مقياسًا على الإطلاق، وهناك طرق كثيرة لمعرفة مدى استجابة الأفراد لدعايات هذا المشهور، بعض هذه الطرق يعرفها المتخصصون وبعضها يعرفها العامة.
الخلاصة أنه يتوجب على الأشخاص الذين يملكون مشاريع صغيرة التسلح بالوعي و لا يعطون “لتجار وسائل التواصل” فرصة لاستغلالهم وإقناعهم بدفع مبالغ طائلة بدون ضمانات، كما يجب أن يعرفوا أساليب الترويج الصحيحة التي تعود على مشاريعهم بالمنفعة والنجاح، هذا بالإضافة إلى دور الإعلام في توعيتهم -قدر المستطاع- لتجنب الخسائر قدر الإمكان.