العمل المنزلي والأمن الإلكتروني

حيدر اللواتي – لوسيل

تلعب التوعية دوراً كبيراً في تثقيف الناس بالقضايا التي تهم حياتهم اليومية، وخاصة في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم نتيجة لتفشي وباء “كوفيد 19″، حيث ينهمك الناس في مكافحة هذا الوباء، بينما يحاول البعض تعكير صفو البسطاء بالاستيلاء على أموالهم عبر الرسائل الإلكترونية الوهمية التي تُرسل للكبار والصغار، وتحمل أحيانا تهديدات أمنية لأجهزتهم وبرامجهم أيضا.

مجرمو الإنترنت يعلمون جيداً بأن الناس يمارسون العديد من أعمالهم اليومية من المنازل عبر الأجهزة المرتبطة بشبكة الإنترنت المنزلية، وبالتالي أصبحوا يزيدون من جرعات رسائلهم الخبيثة للحصول على المعلومات الخاصة بحساباتهم المصرفية، بهدف سرقة مبالغهم المودعة في المؤسسات المصرفية، أو إرسال برامج خبيثة لتعطيل أجهزتهم وبرامجهم.

وتجاه ذلك يتطلب من العملاء ضرورة الحذر من هذه الرسائل، وعدم تقديم أي تفاصيل عن حساباتهم المصرفية أو أي معلومات تتعلق ببطاقاتهم أو تاريخ انتهاء صلاحيتها. فهناك عصابات وفئات تعمل في هذه الأزمة باسم مرض كورونا من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية التي تتظاهر بأنها مرسلة من البنك للمساهمة في حسابات مرض كورونا، بالإضافة إلى رسائل تؤكد وجود منتجات مصرفية أو تأمينية جديدة، الأمر الذي يتطلب الحذر كل الحذر بالرد على هؤلاء الأشخاص بأي صورة وإنما إلغاء تلك الرسائل والتوقف عن إجابة المكالمات. ونظرا إلى أن ارتباط الناس أصبح اليوم شبه مرتبط بتلك الأجهزة، فمن المهم أن يكون لديهم حصن أمني لبرامجهم الإلكترونية، لكي لا تُعطي الفرصة لمجرمي الإنترنت والقراصنة خاصة مع الذين يستخدمون برامج إلكترونية لأول مرة.

فمهمة هؤلاء المجرمين تكمن في ممارسة عمليات الاحتيال الإلكتروني، وخداع المستخدمين للوصول إلى حساباتهم، فيما تستمر الشركات العاملة في مجال مكافحة القرصنة بتوجيه رسائلها إلى العالم بضرورة التعامل مع أفضل برامج لمكافحة الفيروسات الضارة لكي لا يقعوا في مصيدة الاحتيال الإلكتروني.

هذه النصائح تطالب المتعاملين بعدم فتح رسائلهم الإلكترونية التي تصل إليهم خاصة من أشخاص غرباء لا يعرفونهم، وتأتي بعضها بعناوين تستدعي الإجابة أو الرد السريع، الأمر الذي يمكِّن مجرمي الإنترنت من الحصول على المعلومات والوصول إلى الحسابات المصرفية، وسرقة المعلومات المهمة. فحذار من فتح تلك الرسائل بصورة عاجلة، مع ضرورة أن يكون الرقم السري للشخص صعبا وليس بتلك السهولة، بحيث يشمل الأحرف والرموز والأرقام.

المؤسسات المصرفية مستمرة في إرسال رسائلها للذين يمارسون أعمالهم من المنازل، تحذرهم فيها بضرورة التحقق من الرسائل التي ترد إليهم من بعض الأشخاص والتأكد من ذلك. الأمر الذي يتطلب من المتلقي أن يسأل نفسه عن سر تلك الرسائل، وضرورة الاتصال بمصرفه للتأكد من صحة ذلك. فحجم هذه الرسائل زاد في الآونة الأخيرة بسبب تفشي الفيروس، وبالتالي يتطلب زيادة الحذر أيضا.

إن عملنا المنزلي يتطلب اليوم وجود النسخ الاحتياطية للمعلومات والبيانات التي نتعامل معها، بحيث لا يمكن لمجرمي الإنترنت الاستيلاء على تلك المعلومات وبيعها، أو نخلق مشكلة لأنفسنا من عدم التمكن من إرجاع المعلومات المهمة السابقة. فمن المؤسف أن تجري مثل الأمور في الوقت الذي يواجه فيه العالم الإصابات والوفيات من جراء فيروس “كوفيد 19″، وقيام البعض بمحاولات الاحتيال والقرصنة لأبرياء آخرين، الأمر الذي يتطلب من الجميع اليقظة والحذر.