صادق حسن اللواتي
قال الدكتور(علي عباس) رئيس قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة دمشق لوكالة ( سبونتك ) “اليمن يتمتع بأهمية جيوسياسية تتجلى بالموقع الجغرافي ، وما يختزنه هذا النطاق الجغرافي من ثروات وموارد طبيعية هامة ..
، هذا من جانب ، ومن جانب آخر ينطوي الموقع الجغرافي لليمن على أهمية استراتيجية تتجلى بإشرافه على مضيق باب المندب ، الذي يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بالأهمية بعد مضيقي ملقا وهرمز،
إضافة إلى امتلاك اليمن للعديد من الجزر ذات الموقع الهام والتي تضاعف من الأهمية الاستراتيجية لموقعه البحري ، وبخاصة جزيرة سقطرى. هذا ويعد اليمن البوابة الجنوبية لمنطقة الشرق الأوسط ” ،
ولقد بذلت جهودا كبيرة للحيلولة دون سقوط الطريق البحري للبحر الأحمر في يد الثوار أو ما يسمى بالربيع العربي عام 2011 م .
من هنا برزت أهمية اليمن في التاريخ البشري ، واليمن تعتبر من أوائل البلدان التي انطلقت منها الحضارات إلى العالم ، وهي في نفس الوقت مهد الديانات السماوية ومحط اهتمام أنبياء الله وأوصيائه حيث قال فيهم رسول الله (ص) : ” الإيمان يمان والحكمة يمانية ” وهذا الإيمان هو في حقيقته وحدة الأصل الإنساني وحضور الفعل الإلهي في التاريخ .
ومن هذا المنظور بدأ المؤرخون في دراسة شمولية تتناول تاريخ اليمن القديم والحديث إنطلاقا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي على خارطة العالم ، ولكن لا نجد للأسف الشديد ضمن هذه الدراسات ، دراسة للأحداث التي ستقع في اليمن حول خروج شخصية اليماني كشرط للظهور المقدس للمهدي (ع) ،
وهو حدث سيغير معادلات كثيرة في العالم ، فاليماني شخصية أختيرت من قبل الطاهرين (ع) ليوم الخلاص وخروجه حتمي . وقد نقل إلينا في التراث الإسلامي عند الفريقين عن خروج اليماني من اليمن ولكي نصل الى هذه النتيجة ،
فإن الخروج يتوقف على شرط لتحقّقه ، فهو خاضع لعلاقة العلة والمعلول والسبب والمسبب بالنتيجة ، ودون تحقّق هذا الشرط يتعذّر حينئذٍ تحقّق الخروج. وهنا سوف نذكر بعض من التراث الإسلامي الذي نقل إلينا عن أشراط خروج اليماني : –
في بشارة الإسلام ص ١٨٧ : (يخرج ملك من صنعاء اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمرالفتن ، يظهر مباركاً زاكياً ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء).
جاء في بحار الأنوا ر جزء 52 ص 380 أنه : (يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة) وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة.
جاء في الغيبة للنعماني ص 277 عن عبيد بن زرارة ، قال : ” ذُكر السفياني عند أبي عبدالله (ع) فقال : أنى يخرج ذلك ولما يخرج كاسرعينيه في صنعاء ” وأيضا في ذات المصدر قال الصادق (ع) : ” فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على النّاس وكلّ مسلم ” .
قال الإمام الباقر(ع) : « وإنّ من علامات خروجه خروج السفياني (من الشّام) ، وخروج اليمانيّ (من اليمن) كمال الدين وتمام النعمة (للشيخ الصدوق) ، ص 328 باب 32 ، حديث رقم 7
جاء في الإرشاد للمفيد جزء 2 ص 375 عن أبي عبد الله (ع) قال: خروج الثلاثة: السفياني والخراساني واليماني، في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد.
هذه بعض الروايات صحيحة السند هي التراث الواصل إلينا لمعرفة أهمية شخصية اليماني في الإسلام ، وتحقيق خروجه مشروط بالسبب والمسبب ،
فلو رجعنا إلى الوراء قليلا وتحديدا في تاريخ 21 سبتمبرعام 2014م دخل السيد (عبدالملك بدر الدين الحوثي) صنعاء وسيطرعليها بالكامل وأصبحت تحت قيادته ، وأصدر أمرا بحرمة بيع الاسلحة ، وانهزم أصحاب السفياني من صعدة .
هذا التوافق بين الحدث والروايات لم يكن صدفة ، وقلنا أن الخروج لا يتحقق إلا بشرط وهو خاضع لقانون العلة والمعلول والسبب والمسبب ، ونحن هنا أمام تجربة عملية واقعية ،
فالتركيبة العلية تدل على أن التجربة مرتبطة بالظواهر ، لأن قانون العلية ينص على أن الظواهر ترتبط ببعضها ارتباط السبب والمسبب ، وعلى أساسه ينشئ الفكر تعميماته بشأن الوقائع التجريبية ليصل إلى قوانينها العامة .
وتعريف العلة هي ” التغير الأخيرالذي يسبق حدوث الظاهرة مباشرة ويرتبط بها مباشرة ”
وعليه رواية (اليماني سيمنع بيع الأسلحة وكذلك سيكون ملكا على صنعاء .ومن اليمن ، وسيكسر عين السفياني ) سبقت الحدث وارتبطت به عند حدوثه (عام 2014م) .
لهذا قيل إن قانون العلية «قضية إخبارية تركيبية بشأن العالم الواقعي وليس مبدأ عقلياً خالصاً سابقاً على التجربة ” .
(المصدر:- الموسوعة العربية صادرة من هيئة الموسوعة العربية – سوريا).
لإتمام اليقين فإن نظام الخرزة التي تحدث عنها الإمام الباقر (ع) كقاعدة لتنزيل الروايات على الوقائع والأحداث ، فإننا لا يمكن أن نعتمد على حدث واحد بل لابد من توالي أكثر من حدث حتى يحصل اليقين. فإذا نظرنا إلى الروايات نجد فيها أربعة أحداث متتالية (ملك صنعاء ، تحريم بيع الأسلحة ، كاسرعين السفياني وخروج اليماني من اليمن) أنها تتطابقت مع الأحداث والوقائع.
من هنا نستطيع القول على ما تقدم أن اليماني الآن هو الملك في صنعاء ، وقد هزم التكفيرين في صعدة وكسر عين السفياني فيها ، وحرم بيع الأسلحة وهو من اليمن وعلية فإن تاريخ خروجه هو 21.9.2014 ،
وهذا ايضا ينقلنا من الشك إلى اليقين عن صحة خروج اليماني
حيث كان خروج الخراساني في 10.6.2014 والسفياني في 6.6.2014 في شهر واحد ، واليماني في نفس السنة 2014 م
لتنضم الينا رواية عن خروج الثلاثة في شهر واحد وسنة واحدة .
إضافة إلى الإنجاز الإستراتيجي في السيطرة على خطوط الملاحة في البحر الأحمر حيث نشر مقالا في الصحافة الإيرانية غداة سقوط صنعاء بقول الكاتب
” أننا أصبحنا الأن سلاطين البحر الأحمر الجدد”
والحقيقة التي هي جديرة بالإهتمام أن ما يحدث في العالم اليوم هو في الواقع علامات دينية واضحة وارهاصات لظهورالمقدس .
هناك أسئلة كثيرة حيرتنا عن شخصية اليماني ، مثل : لماذا لم تذكرالأحاديث والروايات أن اليماني سيسلم الراية للمهدي عند ظهوره مثل الخراساني ؟
الجواب : الخراساني واليماني كلاهما رايات هدى ، ولأن المسؤولية القيادية الاستراتيجية الملقاة علىٰ عاتق الخراساني هي إنشاء أمة متكاملة تستهدي بنور الإسلام المحمدي الأصيل ، وتنطلق لتنظيم شؤونها وإصلاح أوضاعها ، إضافة إلى بث روح العلم والمنافسة العلمية والثقة بالنفس في التقدم على الآخرين ، والقدرة على إنشاء جيل عقائدي وتوجيه سلوكه لتحقيق أهداف مشتركة في مسرح العمليات ،
وهي مسؤولية ليست مجرد أوامر ونواهي وإنما تغير محتوى من الداخل والخارج ، وآثار ذلك كثيرة.