د علي محمد سلطان
غابت عن نواظرها وهي في عز شبابها
متى كنتِ قد غبتِ عن المشاهد؟
كنتِ ولازال شرخ شبابك حاكٍ عن قدرك بأنك تبقين يانعةً في عز عنفوانك.
شلي ضربة عندما هبت رياحه والحيمر عندما كسحت سافياته وگونوه عندما ماجت أمواجه وفِيْت عندما اجتاحت عاتياته فإن أركان مطرح بقيت صلبة راسخة وقواعدها مرفوعة وبقيت متمردة على أعتى أنواء الطبيعة وهي شامخة أبية.
كانت كلما تكسرت على أعتابها السفائن وهي مجروفة من أعالي البحر الممتد إلى غبتها فقد كانت تزداد ألقاً وشموخاً وكبرياءً وصلابةً.
لم تكن مطرح في كل تاريخها الممتد وعلى مر الأزمنة والدهور ليسومها الضيم أو يحيف عليها القدر فكانت كالجبل الراسخ القدم والموتد في ميَدان الأرض حتى تخومها.
ولئن كانت للجائحة كلمتها و ( لكورونا ) عنفوانها وللمحاجر سطوتها فإن لمطرح كلمتها الفصل فهي تدرك بأن منافذها لم تكن قد سُدت نكاية بها بل حفاظا على جمالها ومرتاديها وسُكناها وكل كيانها.
إن هي إلا أيام ستنقضي وتعود مطرح كما قد عاشت في كل دهورها ولئن حالت متاريس الحماة بيننا وبين لقياها فلأن ضياء الشمس يؤذي العيون في حالة رمدها.
