حيدر اللواتي – لوسيل
أمر طبيعي أن يسيطر اللون الأحمر على أداء البورصات العالمية هذه الأيام في ظل تزايد عدد الحالات المرضية المصابة بفيروس كورونا الذي وصل إلى عدة دول خليجية مؤخراً، في الوقت الذي شدد فيه مدير عام منظمة الصحة العالمية أن على العالم أن يبذل المزيد من الجهود لاحتواء تفشي هذا الفيروس المستجد وأن عليه الاستعداد لـ «وباء عالمي محتمل».
هذه الأخبار تحمل الكثير من التشاؤم حاليا في العالم، في الوقت الذي تواصل فيه القطاعات الاقتصادية تأثرها السلبي، حيث تتراجع مبيعات النفط والسفر والسياحة والتجارة والصناعة وغيرها من جراء المرض وتفشيه في دول مختلفة. كما يزداد عدد حالات الوفيات والإصابات اليومية، الأمر الذي يثير مخاوف العديد من الدول من فقدان السيطرة على انتشار هذا الفيروس بين مواطنيها. فعدد الدول التي وصل إليها الفيروس حاليا في ازدياد ليتعدى اليوم 25 دولة، وبالتالي يؤثر تلقائيا على حركة الناس والأسواق ومنها أسواق المال العالمية. فهذه الأسواق تنزف اليوم في آسيا وأوروبا وأمريكا بجانب الدول الخليجية في ظل القلق من انتشاره بصورة أكبر، في الوقت الذي أعلنت فيه الصين أن إجمالي عدد الحالات المصابة بالفيروس القاتل يزيد عن 77658 حالة مؤكدة، والوفيات بنحو يزيد عن 2663 حالة (قبل يومين). وعند مقارنة حالات الفيروسات التي لحقت العالم في السنوات السابقة مقارنة بالفيروس الحالي وفق خرائط مراكز السيطرة على الأوبئة في الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية نجد أن «فيروس سارس» على سبيل المثال أصاب 8096 حالة ونتج عنه 774 حالة وفاة، فيما أصاب «فيروس ميرس» 2494 شخصا ونتج عنه 858 حالة وفاة، بينما الفيروس الحالي كورونا تزايدت حالات المصابين به ليصل العدد تقريبا إلى 80 ألف حالة، بالإضافة إلى أكثر من 2700 حالة وفيات، الأمر الذي يؤكد تفشي هذا الفيروس بصورة غير معتادة رغم الإجراءات والتحضيرات التي يأخذها الناس في حياتهم اليومية.
وإزاء ذلك، تتأهب الدول لمواجهة هذا الفيروس القاتل، وتمنع شركاتها من الطيران إلى الدول الموبوءة، وتقفل حدودها البرية، وتلغي العديد من الفعاليات الدينية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الحد من وصول المرض إليها بصورة أو بأخرى. من جانبها، فإن منظمة الصحة العالمية مستمرة في بث بياناتها وإجراء اتصالاتها مع دول العالم طالبة من الحكومات ضرورة التدخل والتنسيق سريعا قبل فوات الأوان لمكافحة هذا الوباء، في الوقت الذي تتسابق فيه مراكز الأبحاث والعلماء لإنتاج لقاح يستطيع الحد من هذا المرض والإقلال من الحالات المصابة منه واحتوائه.
وما يزيد أزمة الناس من هذا المرض ورود شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تترك هي الأخرى آثاراً سلبية على حركة الناس والأسواق والتجارة العالمية، منها نشر خرائط مسارات للخطوط الجوية حول العالم على أنها تشير إلى مسارات تفشي فيروس كورونا في العالم، وخرائط أخرى بأن الفيروس سوف ينتقل من مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها هذا الوباء إلى 400 مدينة في العالم خلال الفترة المقبلة نتيجة لسفر الناس من تلك المدينة إلى أماكن سكناها. الكثير من القيل والقال يحدث في هذا الأمر، ولكن نؤكد بأن الوقاية خير من العلاج وعلى الجميع الحذر من هذا المرض.