د علي محمد سلطان
وجوه من مطرح غيبتها يد القدر وبقيت ذكرياتهم حية
نتصفح الوجوه وجها فوجها.
فمن صيدلاني أفنى في مداواة الناس ومن أقدم صيدلية عرفتها رواقات مطرح إلى صاحب دكانة في زاوية من زوايا السوق الكبير في مطرح وهو يبيع على الناس أعشابا مستخدمة للأغراض الطبية والآتية من إيران والهند.
وجه آخر يحمل المسؤولية الإجتماعية لأبناء قبيلته وأهليه وذويه على عاتقه فيتقلد دور المشيخة كابرا عن كابر بجانب أدائه لمهام عمله على رأس كبريات المؤسسات التجارية عرفتها مطرح.
وجه آخر من الوجوه التي غادرت عمان مع بداية الأربعينيات من القرن المنصرم فيؤسس واقعا تجاريا في قلب كراتشي ويبقى لسنين تربو على الثلاثين وهو يحمل شارات مطرح في گارا در ومحفل شاه خراسان وزلزلة ويتعامل مع كبار التجار من مطرح ممن فتحوا المكاتب التجارية في كويتا وبسني وگوادر وكل أقليم مكران.
ونمر على سحنات واحد من كبار تجار البز في السوق الكبير لمطرح فنتذكر البوبلين وسورو هزار والبفتة وكيتي 4000 وحرير شنغهاي والنايلونات والمزكشات والمنمنمات والزريات ومتى ماذهبنا لأبعد محل من محال السوق الكبير فإننا نشير إلى تلك المكائن من السنجر وأبو العلامة SIN فإبن المؤسس موجود في الصورة بينما الوالد وهو يترك كراتشي مع أواخر الستينيات قد جلب العلامات التجارية للرز الباكستاني الأشهر وإبنه بجانبه يتصبب عرقا وهو يتقلد أدوار والده في البيع والشراء وفتح الإعتمادات( ايلسيات ) فمطرح قد عناها أمر التجارات ولرجالاتها عنفوان وكبرياء في ساحات العمل والكفاح.
ووجه من الوجوه وحينما غادر إلى الكويت فقد فتح له محلا لتجارة البز في زاوية من زوايا بيته بادئ ذي بدئ ومنها فقد نمت تجارته فغدا رقما معتدا من الذين تبوؤا المواقع الريادية في بلد خليجي كان ظلا وارفا لإخوته من العمانيين.
وشخصية وأخرى قد إشتهرت في الوساطات التجارية والدلالة فاحتاج لخدماته تاجر وآخر متى ما امتلأت البخاخير من البضائع الآتية عبر البحار فقد كانوا بجانب الجمادارات يؤدون الخدمات النوعية للتجار ويسترقون الأخبار عن العملات والسفن المحملة للبضائع وهي لازالت على قوائم شركة The British India Navigation company limited وهؤلاء كانوا من الأمناء ومواضع الثقة لهم.
ومع كهرباء مطرح وأحد رجالاتها الخمسة الذين أسسوا للشراكة وجلبوا التوربينات ووزعوا عبرها الكهرباء إلى أبعد نقطة في مطرح في شراكة نوعية للقطاع الخاص في تلك المرحلة الزمنية من الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين وهو ذاته الذي تعامل مع الهند وباكستان وإيران في توفير المال اللازم للتجار المتجولين والذين كانوا يسافرون في مواسم التجارات إلى تلك البلدان ويحملون البضائع مباشرة منها ويومذاك لم يكن ليسمح للتاجر من حمل النقود فيوفره هذا التاجر من خلال المكاتب المقامة في أشهر الموانئ لتلك البلدان.
ولعل الصورة المحزنة في تعدد الوجوه هي تلك التي رسمت ملامح الحياة التي إختفت لتوها وغادرت دنيانا قبل أيام وهو أحد التجار الذين عاشوا ذات يوم في مومباي متابعا تجارات والده ثم ومع رجوعه إلى مطرح تعامل في صناعات النسائج ثم غدا واحدا من كبار تجار السجاد في السوق الصغير والكبير في مطرح وقبل أن تتوسع تجاراته في بيع الأثاث.
وتاجر وآخر كان قد تعامل في بيع التحف من الدلال والتفاق والسيوف والمتاريس والمراش والخناجر الفضية والمراود والخلاخل والحجال والقلائد والأساور والحُلق فجال في المدن العمانية يختار من أهل الإختصاص أجود التحف بجانب التجارة في البز والكميم المنجمة.
ونتتهي من جولة تصفح الوجوه لنقف على المخضرم الذي ترك مكاتب السلطان سعيد بن تيمور رحمه الله مغادرا إلى أرض العراق فالتحق بواحدة من الشركات لعلامات الشاي السيلاني ومع رجوعه لأرض الوطن في بدايات العهد الميمون للسلطان الراحل طيب الله ثراه تقلد مناصب دبلوماسية وإدارية رفيعة إنتهى به المقام ليكون مستشارا بإحدى الوزرات وقد عُرف عنه اطلاعه الواسع وانفتاحه على الثقافات.
هذه الصورة في خور فكان قريبة من فندق أوشنيك جمعت أعز الأصدقاء وقد خلت الديار من جلهم وكان الجمع ملبيا دعوة الحاج حمدان حبيب الساجواني في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي.
العدسة لحمدان حبيب الساجواني.