د علي محمد سلطان
بعد الأربعينية من الحداد على روح فقيد عمان السلطان قابوس إبن سعيد طيب الله ثراه جمعنا سعادة د سعيد بن سالم الوهيبي في النادي الدبلوماسي مع مجموعة من الإخوة والأخوات الذين لهم الباع في الخدمات الإجتماعية تواصلا مع البر وبما أرسى دعائمه المغفور له.
كانت كل مطرح حاضرة من سورها وزرافيتها وأربقها وخور بمباها وعرينها.
زباديتها كانت تحكي قصص الماء العذب الآتي من خب السمن والموصول بالفادعة والكوه بون والممدود حتى نازي موياها وزرافيتها كما وأن ماء ورد محمد عبر سقائي الجيدان والسورك صورها كانت تحاكي دروب روي من السد والكزبرة وحارة طوي الوالي وطوي السيد.
وعلى خطوات منها كان المطرحي يبات في بر الجديدة و المعمورة حيث قف المعشوري وحلة الخطو فيرمي ببصره في أقصى الولجة يمينا والقرين يسارا فلا يجد من يأخذ بيده في الليل الحالك أو يؤانس وحدته ومع الزمن فإن القلعة تشرف على مدرسة نجية بنت عامر ومطعم جبل سمحان للوالد مع بداية السبعينيات في طوي السيد.
فمطرح لم تعد وحيدة محبوسة بين القلعتين ولم تعد في ثوبها التاريخي الذي إنتزعته فتشابكت مساحاتها بمساحات مطرح الكبرى و غدت مدينة مترامية تتحدث بإسم مطرح الكبرى بجغرافيتها المولودة مع العهد الميمون للسلطان قابوس رحمه الله.
كانت الأمسية في النادي الدبلوماسي ليست ككل الأمسيات فقد إختار د سعيد المجموعة بدقة وعناية فبجانب أهل العطاء من أهل مطرح فإنه أدخل العنصر النسائي وتألقت أم سارة الجيدانية الأصل ( جمعية الرحمة ) وهي تتحدث عن تجربة أهل البر في ولاية السيب ومن البدايات في أيام محنة( گونو) فقد أبهرت بحديثها المفعم بالعطاء كل الحضور وهي تنقل تجربتها الرائدة ومن خلالها قد أسست لأهم الأدوار الإجتماعية ودعوتها الصادقة بأن الله يبارك في العمل التطوعي وما كان لله فهو ينمو.
كان لحديثها وهي تنقل صور البذل والعطاء صورا تاريخية أخرى لمطرح عبر كل تاريخها واليوم فقد أصبحت المدن المحيطة بجغرافية مطرح تحاكي أدوارها التاريخية ومتى ما سمعنا عن صور البر والعطاء والبذل والخير فإن ألق مطرح هو المثال الحاضر في الإنفاق في أوجه البر.