Image Not Found

مجلس الخنحي يطرح موضوع خصائص اللغة العربية وواقعها ومستقبلها

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس الخنجي هذ الاسبوع الباحث الدكتور محمود بن سليمان الريامي استاذ قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس للتحدث عن خصائص اللغة العربية ومكانتها وواقعها ومستقبلها بين اللغات السامية، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية . كما تناول الباحث الخصائص البنيوية والحضارية للغة العربية وحضورها في العالمين الواقعي والافتراضي.

وقال بأن اللغة العربية تعتبر سادس لغة معتمدة في الأمم المتحدة منذ عام 1973، كما تم اعتماد يوم 18 من ديسبمر من كل عام يوماً للغة العربية منذ تم اقراره في 18 ديسمبر عام 2012. وأضاف أن شعار العام الحالي هو “اللغة العربية والذكاء الصناعي”. ثم تحدث المحاضر عن مفهوم اللغة والقصد منها مشيرا إلى أن اللغة عبارة عن اصوات تعبّر بها كل قوم عن أغراضهم، وتبدأ بمقاطع وجمل، كما أنها نظام للسلوك الاجتماعي ونظام التحويل والتوليد.

واشار أن هناك اليوم 422 مليون شخص يتحدثون اللغة العربية مشيرا إلى أن الشعوب السامية نشأت في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين، موضحا التقسيم في اللغات السامية في الشمال وجنوب الجزيرة العربية، ومشيرا إلى أن عدة لغات ذهبت لكن بقيت اللغة العربية التي تتميز بالصوتية وبناء الجملة وقصرها وترابطها بجانب الخصائص التي تتميز بها في التراكيب والدلالات. وقال بأن اللغة العربية لها وسط ولها 28 صوت بالاضافة إلى 3 أصوات للفتحة والضمة والكسرة، فيما يتسع جهاز النطق للعربية 50 سم تقريبا، وتتسمم بالانسجام في الكلمات. وقال بأن اللغة العربية لا تسمح بتوالي الاصوات المتقاربة مثل الزاي والظاء، والحاء والهاء والنون قبل الراء، أي لا تسمح بلقاء الساكنين.

وفي الخصائص الصرفية ، فهناك تفريق بين الأسماء والأفعال والحروف، في النطق الاشتقاقي ( مشتقات كثيرة) مع نقص أو زيادة الحروف، والتفريق بين المذكر والمؤنث عكس اللغات الاخرى التي لا تفرق في ذلك. كما لها صفة التصغير مثل كتاب، وكتيب التي تخلت عنها لغات أخرى. كما أن بها النسبة اي نقول مصري للذي ينتمي لمصر، وعماني لعمان، وفيها تعدد الجموع مثل جمع مذكر سالم وغيره.

أما الخصائص التركيبة للغة العربية فان بها التفريق بين الجملة الاسمية والفعلية وبها الأركان والقيود والتقديم والتأخير والحذف والذكر (لغة الايجاز). كما تحدث المحاضر عن الخصائص الدلالية للغة العربية وبلاغتها موضحاً أن سعة المعجم اللغوي (المستعمل والمهمل) يبلغ 12 مليون كلمة، وأن المستخدم منها قليلة والمستعملة 400 ألف كلمة. والشخص العادي يستخدم ما بين 8 إلى 12 ألف كلمة.

وعن الخصائص الحضارية للغة العربية قال أنها لغة القران الكريم التي يستخدمها 1.5 مليار مسلم (بلسان عربي مبين) ولها تأثير في أغلب اللغات العالمية كالانكليزية والفرنسية وغيرها، وتتميز بالدقة في النظام الكتابي العربي. وقال بأنها أقدم لغة بشرية مستعملة حتى اليوم (2000) سنة ولكنها واضحة.

وقال بأن خروج اللغة العربية من الجزيرة بدأ مع انتشار الاسلام، وأنها تسود العالم منذ عدة قرون، وأن أسباب تراجعها يعود إلى جهل الابناء وكيد الاعداء، وإلى التأخير العلمي والسياسي والحضاري للعرب الذي كان لها تأثير سلبي على اللغة العربية، مشيرا إلى أنها تعتبر اللغة الاولى أو الثانية في الكثير من الدول ولها حضورها القوي في التعليم والاعلام والادارة وغيرها.

وقال بأن الدول لا تقوم بدون العمل بلغاتها، مشيرا أن هناك صراع في الازدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداول الهجين (العربجيزية) وعُجمة التعليم العالي والبحث العلمي، وفي الاقتصاد العالمي ومجتمع العولمة. وقال أن هناك ضعف في المجامع اللغوية العربية وضعف في الترجمة والنشر والابداع، حيث أن العرب متأخرين في الترجمة.

وحول حضور اللغة العربية في العالم الافتراضي اشار المحاضر أن 71% من سكان المنطقة العربية يصلون إلى شبكة المعلومات، وهناك 18 مليون مستهلك للتقنية وغير منتج (الترتيب 14 عالميا). كما هناك اهتمام لشركات التقنية الكبرى بالعربية من منظور استهلاكي ، فيما يبلغ المحتوى الرقمي العربي 3، وهذا أدى إلى نجاح مشاريع حوسبة اللغة العربية والذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء، مؤكداً انه لا بد للغة العربية أن تكون حاضرة في هذه الانظمة للاستمرار. وقال بأن العرب على مستوى محرك البحث الاجنبي، لم يقوموا بإيجاد المحرك العربي الخاص بهم مثل الصينين ودول أخرى مثل إيران.

وعن النظرة المستقبلية للغة، قال المحاضر بأن القوة الذاتية والحضارية والدينية عامل بقاء لها، وأن المستقبل ليس قاتما لأن اللغة العربية لديها القوة الذاتية، ولديها عمق حضاري وديني وليس من السهل تجاوزه. وأن هناك زيادة في عدد المعاهد والكليات والدراسات في العالم الاسلامي للغة العربية، كما أن هناك زيادة في المستعملين لها من الدارسين من غير المسلمين خارج الدول العربية، كما لها حضور في العالم التقني ووسائل الاعلام، ولكن هناك حاجة إلى زيادة الترجمة وزيادة المحتوى الرقمي للعربية والدخول بقوة في الثورة التقنية الرابعة وما يليها. ومطلوب اليوم اصلاح لغوي عربي يواكبه اصلاح تعليمي وسياسي ومدني وتشريعي عربي مواز، مؤكداً أن اللغة العربية ستسود ولو بعد حين.

وقد شهدت الجلسة نقاشا حول العديد من المحاور التي وردت في هذا الشأن، واستخلص المحاضر في الجلسة إلى الأمور التالية:
1) التعليم بحاجة إلى اللغة العربية.
2) مطلوب إنشاء مراكز بحثية ( التعليم والبحث العلمي) لتعزيز جوانب اللغة العربية.
3) لا يمكن لأي أمة ان ترتقي بدون لغتها، وعلينا ان نسلّم لهذا الامر اذا اردنا النهوض بهذه اللغة وبكل ما يعنينا في هذا العالم.