د علي محمد سلطان
فعندما يتحدث التاريخ عن هذا الصرح العمراني فهو يتحدث عن تاريخه الضارب في تخوم الأرض لسنين متطاولة.
وعندما يتحدث عن سُكناه فهو يتحدث عن أناس عاشوا داخل حصونه متشبثيين بالأرض.
وعندما يتناولهم العلامة الكبير سالم بن حمود السيابي في ( العنوان في تاريخ عمان) فإنه يدرك أن من سكن في هذا الصرح لهم تاريخ ممتد منذ أيام النباهنة.
وعندما مر على ذكرهم صاحب الفتح المبين ومن كتب في سيرة السادة البوسعيديين ( حميد بن رزيق بن بخيت النخلي العماني) فقد ذكر رعويتهم لحكم الإمام أحمد بن سعيد قبل أن تطأ خيله ورِكابه تراب أرض مطرح وهو يستقبل رعاياه من الأحسنيين واللواتيا.
وعندما أجريت الدراسة على يد المختصين المعينيين من الجهات الرسمية
Bruce Buchanan and
Alison Brown
فإن الدراسة قد أشارت إلى هذا الصرح الضارب ببجران الأرض
عبر تاريخه الممتد لأربعمائة سنة عندما بدأ العمران يأخذ الحيز ضمن حصونه وارتفاعات بنيانه فإن المكون اللواتي هو من قد بناه في مختلف تشكيلته العمرانية مازجا بين الطراز الإسلامي والعربي والهندي فيدلل على عراقته وتنوعه الثقافي والتعددي.
وماذكره جي جي لوريمر في دليل الخليج وما يلز في الخليج وبلدانه وقبائله وكالوين في The India Merchant Community of Muscat والمخضرم مالألله علي حبيب وروبن بيد ويل و دكتورة نورة القاسمي في دراستها عن الخليج و Chayya Goswami في The call of the sea و دكتور محمد رضا باقر في
The roots of British domination
ومن خلال الوثائق التاريخية التي تناولت الصرح والمكون الذي عاش ضمن حصونه الأربعة فإن جمال مطرح الآسر لكأنما يقف على أعتاب الشريط الساحلي ليشير بسبابته إلى كفاح الإنسان وعلو همته وثقافته المتنوعة وأدواره العلمية المتقدمة وانفتاحه وتعايشه مع المكونات
وبانورامات إرث كل مكونات مطرح ومن غير تمييز.
فهذا الصرح وسُكناه لهما الصورة المصغرة لمطرح الرجال والصروح والكبرياء والعنفوان والسواعد والأداء والتلاحم والتعايش.