Image Not Found

قصة شاب متفوق…!

د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected]

حصل على نسبة عالية جدا في دبلوم الثانوية العامة، وكانت ٩٧%
نظرت إليه في انبهار، وقلت له أنصحك أن تدرس الطب في جامعة السلطان قابوس، ولا شك أنه بسبب تفوقك العلمي ستكون مدرسا في كلية الطب.

نظر إلي بابتسامة لطيفة وقال: أعرف أني ساحصل على بعثة دراسية بسهولة ؛ فأنا أريد أن أدرس النانو تكنولوجي في واحدة من الجامعات العالمية العريقة، كي أرجع وأخدم بلدي في هذا التخصص الحساس والخطير، والمهم جدا لتقدمنا المستقبلي.
غامت عيناي بسحابة قلق وقلت: «أخاف ألا تحصل على وظيفة»، نظر إلي باندهاش، سكت فلم أحر جوابا، لربما نسبة التشاؤم عندي مرتفعة، هكذا رددت في نفسي وطمأنتها.

سافر الطفل الوحيد لوالديه إلى بلاد بعيدة، إلى واحدة من أرقى الجامعات في بعثة، يحدوه الأمل والطموح الأخضر الجميل، وتعتمل في داخله عشرات الأفكار لعشرات الابتكارات في مجال النانو تكنولوجي.

مرت الأيام سريعا، فقد كان متفوقا، وحاز على مرتبة الشرف، وحسبتها له الجامعة العريقة كدرجة ماجستير بعد البكالوريوس، وقدمت له فرصة أن يكمل الدكتوراه لديها، ثم يعمل فيها. فرصة على طبق من ذهب، رفض العرض السخي لأنه كما كرر لي يريد أن يعمل في بلده، ويفيد بخبرته وأفكاره وطنه. عاد منذ ثلاثة أعوام يملؤه الأمل والرغبة في العطاء. طرق أبوابh عديدة لم يحصل على وظيفة، وما يزال يبحث. أخاف من انطفاء الأمل والطموح، أخاف أن يعود الى تلك الجامعة التي ما تزال تنتظره كي تستقطبه إلى الأبد .

اكتب هذا المقال،ويحدوني الأمل أن يتواصل معي كرسي النانو تكنولوجي في جامعة السلطان قابوس لاستقطاب هذا الشاب الفذ، أو يتواصل معي مجلس البحث العلمي. كي أزودهم بعنوان الشاب قبل أن يفقد الأمل، ويعيد التفكير في العرض المقدم له من تلك الجامعة العريقة في ذلك البلد.