علي حبيب اللواتي – الرؤية
أخي أبا عبد الله .. رحلت في عرفات الله …!
رحلت .. عن رعاية أيتامك عالميآ في يوم قد يقف بعضهم على جبل عرفة يدعون لك …!
***
أتذكرك..
حينما نزعت يد صاحب (الوانيت) القابضة على معصمي بشدة وعمري يومها لم يتجاوز الـ 10 سنين
يعنفني حينما كنت ألعب بالحارة فقد كنت أخا يدافع عن أخوه بحزم شجاع..!
***
أتذكرك..
حينما سجلت قيادة السيارة بعد الحادث بأنك كنت السائق لتخرج أخوك الأصغر من الموقف المحرج …!
***
أتذكرك..
وأنت تحدثني لتصف الأيام الحرجة والمتأزمة حين غزى واحتل صدام دولة الكويت من دون أن يراعي جيرة ولا عروبة ولا قيما ولا إنسانية ليستبيح أرضها وينكِّل بشعبها بفخ أمريكي بإمتياز..!
فلم تغادر أنت و أسرتك الكويت (الحبيبة) مثلما غادرها الكثيرون
وقلة فقط ثبتت وصبرت، فكنت أنت بروحك الشجاعة ثابت
كثبوت وتد الخمية أمام رياح حماقة الاحتلال الأرعن ….!
ثبُتَ..
بعزيمة و إرادة صلبة معرضا نفسك وأسرتك للخطر المحيط بكم جميعا
فلقَّنتَ الاحتلال موقفآ متقدمًا بأن الكويت الذي ولدت فيه ودرست وعشت فيه و تزوجت من بيت كريم من أهله وطنٌ يتسع للجميع.
وأن روحا عاشقة تسري في عروقك لم تضل و بقيت تجري دماؤها لتنساب في قلب يتوهج بكلمات تنشد لحنا دافئا:
(… …… سلمت للمجد ، و على جبينك طالع السعد ..).
فلم تخشَ عربدة الاحتلال وصمدت بوجه غير عابئٍ بترسانته ولا بعسكره …!
حتى ..
رحلت اليوم عنا و قلبك المتعب إلى خالقه الرحمن من إحدى مستشفياتها مودعا بلدا أحببته وعشقته كوطن لم يمنحك شرف حمل الورقة الزرقاء رغم عمرك الـ 64 الذي أفنيته في خدمته ..!
رحمك الله عليك .. يا أخي الحاج ( ابا عبدالله) جمال حبيب الـ حمدون ..
و أسال الله ربي لك الغفران الجميل والسكن بجواركم يا أهل البيت الأطهار، فهذه كانت عقيدته فيكم، و كم كنت أراه يتحاور مع الآخرين مدافاعا عنكم ساداتي …!