د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
فاجأتني إحصائية الباعة العمانيين المتجولين، وشعرت لدى تصفحها بمدى الإصرار لدى الإنسان العماني أن يعمل ويكافح لأجل أن تكون له مهنة يمتهنها، ويكسب من ورائها لقمة عيشه. فهناك المئات والمئات من الباعة المتجولين، يتوزعون ما بين بيع المشاكيك، وبيع الفواكه والخضروات، وبيع البخور، وبيع الذرة، والمشروبات، وبيع مستحضرات تجميل، وبيع البخور….. وأخيرا المقاهي المتنقلة.
وعدد كبير من الأنشطة الجميلة، وجهد جميل رغم بعض التعب، ومع ذلك صرنا نرى إطلالات للوافدين في هذا النشاط، وخاصة بيع الذرة وحلويات الأطفال، حيث نراهم عند مداخل (الهايبرات)، فهذا النشاط لا يحتاج إلى مكان ثابت، فيسهل اختراقه، وخاصة مع غياب المتابعة والضبط في بعض الأوقات والأماكن، ونرجو أن يبقى حكرا على العمانيين مع تطويره وتعزيزه، وأن تشجيع هذا القطاع وتنشيطه يوفر فرص عمل للشباب الذين لم يكملوا تعليمهم، أو الذين لم يتدربوا على مهنة بعينها، فيمكن امتصاص الفائض منهم، ومع قليل من التنظيم والتأطير، وتحديد مواقع لهم؛ سيصبح نقطة جذب جميلة للسياح أيضا. وهو قطاع يدر دخلا جيدا لصاحبه رغم بعض التعب.
كما أن دراسة جدوى هذا القطاع وتنشيطه بالسماح بتوسيعه عبر إدخال أنواع وأقسام مبيعات أخرى، وتكثير وتنشيط المقاهي المتنقلة، وابتكار بعض الأفكار مثل السوق الليلي؛ سيعطيه زخما وسيدفع به إلى الأمام أكثر، وسيتيح مجالا أوسع لانخراط الشباب من الجنسين فيه بقوة.