د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
خلال متابعتي لكل أدبيات التوظيف والتعمين، ولجميع الجهات، لاحظت اتفاق الجميع على توفير تدريب للشباب الباحث عن العمل؛ كي يستطيع دخول سوق العمل المتغير بسهولة ويسر، تدريب يركز على احتياجات السوق الآنية والمهمة، كي يتم التعيين بسهولة.
إن هذا الإجماع على التدريب، يجعلنا بحاجة للاهتمام بالتدريب كأولوية قصوى، وأن يواكب هذا التدريب أحدث المستجدات، وأن يكون كافيا ووافيا.
إن اهتمامنا كقطاعات حكومية وقطاعات خاصة والمجتمع بالتدريب، وتطوير مؤسساته، وتسهيل التحاق الشباب به بمجرد التخرج، سيسرع في عملية التوظيف وتقليل عدد الشباب الباحثين عن عمل، وهنا نحتاج إلى نقطتين مهمتين، أولهما: أن تحدد قطاعات العمل حاجاتها التدريبية وتعلنها مع إعلان الشواغر من الوظائف. وأن نعمل لتوفير هذه الأنواع من التدريب بأسرع وقت، فلا بأس من أن يلتحق الخريج بالتدريب بمجرد تخرجه مستغلا فترة الصيف؛ فإذا كان التدريب لمدة عام أو أكثر أو أقل، فإن المسارعة إلى التدريب يجعل الشاب باقيا على حماسته ولياقته الذهنية، مترقبا الوظيفة التي تنتظره كما ينتظرها.
جهات عديدة تساعد الدولة في توفير مخصصات التدريب، ولا يمنع من زيادة هذه الجهات؛ لأن التدريب عملية مكلفة جدا، ومن ناحية ثانية أن يكون التدريب الذي تقدمه مؤسسات التدريب عمليا ومكثفا ومواكبا للمستجدات في ساحة العمل التي تتغير باستمرار، ومناسبا لفئات الوظائف المعلن عنها.
من تجربتي المتواضعة لاحظت أن بعض شبابنا لا يملك الثقة الكافية بنفسه كي يقتحم سوق التدريب، وخاصة أنه تنقصه المادة لذلك؛ فهو لا يعمل، ويحمل هما لتمويل تدريبه، لكن إذا وعد بفرصة عمل جيدة تنتظره، وطلب منه أن يتدرب لمدة عام مثلا في مجال ما، ويتم تمويل تدريبه، فلا شك أنه سيبادر بقوة، وستبقى نقطة أخيرة، وهي أن يكون التدريب فاعلا وعمليا، ممدا إياه بكل الكفايات التي يحتاجها في الوظيفة التي تنتظره، لذا فإن تفصيل التدريب على الوظائف الشاغرة أفضل من تدريب مجموعات من الشباب على كفايات عامة، أو نفترض مسبقا كفايات تدريبية نعتقد أن سوق العمل بحاجة إليها، لكن بعد التدريب نكتشف العكس.