د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
دخل مصطلح الذكاء العاطفي إلى الحياة في أواخر القرن العشرين، فقد اكتشف علماء النفس أن الكثير من الذين يملكون معدل ذكاء عال I.Q لا يستطيعون النجاح في الحياة والمجتمع على قدر معدل ذكائهم الخام. ففهموا أن هناك ذكاءات من نوع آخر لها الدور الحاسم في النجاح في الحياة والمجتمع، ومنها على الأخص والأهم ما سمي بالذكاء العاطفي. ويشمل هذا الذكاء خمسة مجالات أساسية، الأولى: أن يعرف كل إنسان عواطفه: فالوعي بالنفس والتعرف على شعـور ما وقت حدوثه، هو الحجر الأساس في الذكاء العاطفي، فالقدرة على رصد المشاعر من لحظة لأخرى عامل حاسم في النظرة السيكولوجية الثاقبة وفهم النفس وإدارتها، كمـا أن عـدم القدرة على ملاحظة مشـاعـرنـا الحـقـيـقـيـة تجـعـلـنـا نـقـع تحـت رحـمـتـهـا وسطوتها.
أما المجال الثاني: فهو إدارة العواطف؛ فالتعامل مع المشاعر لتكون مشاعر ملائمة قدرة تنبني على الوعي بالذات. فهي القدرة على تهدئة النفس والتخلص من القلق الجامح، ومن التهجم ومن سرعة الاستثارة والغضب، أما ثالث المحددات: فهي تحفيز النفس، أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما، مما يعني التحكم الكامل في الانفعالات وتوجيهها الوجهة الصحيحة. ويأتي رابع المحددات: وهو التعرف على عواطف الآخريـن أو الـتـقـمـص الـوجـدانـي، وهي مقدرة أخرى تتأسس على الوعي بانفعـالات الآخرين، فهي مـهـارة إنـسـانـيـة جوهرية جدا للتفاعل الإنساني وخدمة الناس وكسب محبتهم وتقديرهم أما خامس المحددات: فهي توجيه العلاقات الإنسانية؛ ففن العلاقات بالناس في معظمه مهارة تطويع عواطف الآخرين، وهي القدرات التي تكمن وراء التمتع بالشعبية والقيادة والفعالية في عقد الصلات مع الآخرين.
يولد أناس بمستوى ذكاء عاطفي عال جدا، فلا يحتاجون لبذل الكثير من الجهد لتعلمه واكتسابه، لكن بالمقابل من الممكن جدا تعلم الذكاء العاطفي وتطويره، بحيث يحقق الفرد أقصى الذكاء الانفعالي مع التعلم والتدرب.
مرتبط