د. حيدر اللواتي – لوسيل
تشهد المنتديات الثقافية والاجتماعية في عمان وخاصة في ليالي شهر رمضان المبارك تنظيم العديد من الفعاليات الهادفة. ومؤخرا تناول مجموعة من العمانيين ضمت أكثر من 120 شخصية قضية هامة تحت عنوان (التطورات والأزمات في منطقة الخليج) تحدث فيها الدكتور عبدالله باعبود استاذ زائر في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة. وتناول المحاضر أهداف القمم مشيرا إلى أنها تعقد لتتويج سياسات معينة، وطرح حلول لمستجدات تشهدها الدول في مختلف الاوضاع، موضحا أن هذه القمم تأتي بسياسات واستراتيجيات مستقبلية، إلا أنه من المهم الاستعداد لها مسبقاً وألا تكون ارتجالية. وتحدث عن القمة العربية والخليجية الاخيرة بمكة مكرمة، مشيرا إلى انها جاءت في سياق القمة الاعتيادية لمنظمة المؤتمر الاسلامي، بحيث إن جميع الدول العربية – وهي اسلامية- كانت حاضرة في إطار منظمة المؤتمرالاسلامي. وقال بأن القمم لها أجندات وملفات وقضايا معروفة، وأن القارئ والمطلع على البيانات الختامية للقمم العربية الأخيرة يعرف جيدا بأنها تتحدث عن أمور معتادة وخلافية مع بعض الدول ومنها إيران، مؤكداً ان إيران دولة اسلامية واقليمية مهمة في المنطقة، ولها سياساتها واستراتيجياها، وأن الاختلاف معها أمر طبيعي لأنه في البيت الواحد يحصل خلاف بين الشخصين. كما أكد أن جميع الدول الخليجية لديها مصالح في القطاعات النفطية والغاز، الأمر الذي يتطلب من الجميع عدم تدخل أنفسهم في الصراعات والابتعاد عن الحروب، مع أن الكثير من القمم العربية لم تأت بجديد، رغم أن عشرات الالوف من الناس ماتوا في الحروب التي شهدتها الدول العربية خلال العقود الأخيرة، بينما هناك العديد من المشاكل تبحث عن الحلول تتعلق بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
كما تحدث المحاضر عن الهيمنة في المنطقة والصراعات القائمة بين بعض الدول منذ منتصف القرن الماضي متناولا الاسباب التي أدت إلى تأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي. كما تحدث عن الوضع العربي وخسائر الحروب العربية مع اسرائيل، وعدم الاستفادة القصوى من الثروة النفطية لصنع الانسان العربي الناجح، وافتقاده للاخلاقيات والقيم. كما تحدث عن الاسباب التي أدت إلى نجاح الاتحاد الاوروبي رغم الاختلافات المذهبية والعرقية والسياسية وتعدد اللغات فيما فشلت الدول العربية في تحقيق هذا التكامل. وتناول المحاضر قضية (صفقة القرن) مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يعلن عنه بصورة رسمية، وأن أمريكا تمهّد لهذا الموضوع نتيجة لضعف العرب، مؤكدا بأن العالم يتعامل مع القوة وأن العرب يحتاجون إلى مشروع تنويري في القيادة.
كما تناول المحاضر ضرورة إيجاد مجتمع مدني عربي متطور مشيرا إلى أن الاعلام العربي مملوك للدول، ولا يستطيع أحد إعطاء رأي مستقل متناولا الازمة القطرية، وأهمية اتفاقية السوق الخليجية المشتركة، التي سمحت بتنقل الافراد ورؤوس الاموال والسلع، إلا أن الازمة القطرية نسفت هذه الاتفاقية الموقعة بين القادة الستة دون الرجوع إلى الدول المعنية والأمانة العامة، مؤكدا على أهمية الالتزام بالاتفاقيات الموقعة. وحول الموقف العماني أكد أنه ليس من مصلحتها أن تقف مع أحد في هذه الازمة، وأن عمان معروفة عنها بأنها لا تستغل الازمات لنفسها لا على مستوى الافراد ولا على مستوى المجتمع. وأن السلطنة كل هدفها إيجاد الأمن والاستقرار وحفظ المنطقة من الصراعات الدولية.