د. سلوى بنت عبدالأمير بن سلطان – شرق غرب
فِي الوقتِ الذي يتوقَّع فيه أولياءُ أمور التلاميذ أنْ يتمتَّع أبناؤهم ببيئةٍ مدرسيةٍ آمنَة، بدأتْ ظاهرةٌ سلبية تغزُو مَدَارسنا في السنوات الأخيرة؛ بفِعل تأثيرات العَولمة والغزوِّ الإعلامي الغربي، ألا وهي: ظاهرة التنمُّر المدرسي، وتسمَّى بالبلطجة (Bullying)، والاستقواء، والترهيب، والتسلط أيضًا، وقد بات العالم كلُّه يعاني من هذه الظاهرة وويلاتها، خاصة المهتمين بالعملية التربوية، ويبحثُون عن خُطورتها وسُبل علاجها، وتوعية الأهالي بالأسباب التي زادت من حِدَّتها.
وقد جَاء اسم “ظاهرة التنمُّر” بهذه التسمية، دلالةً على تحوُّل السلوك الإنساني لسلوك في التعامُل مُشابه للسلوك الحيواني في الغابة؛ حيث لا بَقاء لضعيف، ولا احتكام إلا للغة القوة الوحشية، دُونَما مراعاة لخُلُق قويم أو سُلُوك فاضل.
نَتَناول في هَذَا المقال تعريفَ ظاهرة التنمُّر، وأنواعها، وطُرق التعامُل معها، وأسبابها، وكيف يُمكننا أن نعرف أنَّ طفلًا ما يتعرَّض لها، وكيف يُمكن علاجها؛ حتى نتمكَّن من تنقية المجتمع المدرسي من هذه الظاهرة السلبية، وتحقيق بيئة خالية من سلوك التنمُّر والعدوان، يتمتَّع فيها كل عُضو في المجتمع المدرسي بالأمن والأمان.
تعريف ظاهرة التنمُّر
يُعرَّف التنمُّر على أنَّه سُلوك عُدواني مُتكرِّر بالقول أو الفعل، ويهدف لإيذاء شخص آخر جسديًّا أو نفسيًّا، من قِبل شخص واحد غير مُتكافئ في القوة، أو مجموعة من الأشخاص؛ لنَيل مكتسبات غير شرعية منه.
وأسهمت وسائل التقنيات الحديثة في التقاط الصور –والفيديوهات- للضحية عِند السيطرة عليه، ونشرها وتبادُلها على الهواتف المحمولة، أو نشر رسائل التَّرهِيب والتخويف والقمع، وتشويه السُّمعة على شبكات التواصل الاجتماعي، أو تعديل صُورة الضحية في “الإنترنت” ونشرها؛ مما يُشكِّل إذلالًا وخطرًا عليه.
وهذا يعني أنَّ التنمُّر ينقسمُ إلى ثلاثة أقسام: التنمُّر اللفظي؛ ويشمل: الإغاظة والسخرية والاستفزاز، والتعليقات غير اللائقة والتهديد. والتنمُّر الجسدي؛ ويشمل: الضرب والعنف والصفع والطعن… وغيرها من طرق الإيذاء البدني. والتنمُّر العاطفي: عن طريق إحراج الآخر، ونشر الشائعات حوله.
وتبدأ أشكالُ التنمُّر في المدارس عادةً بتقسيمٍ تلقائيٍّ فطريٍّ يفعله الأطفال في بداية وجودهم معًا، على نحو: بدني، أو عِرقي، أو طائفي، أو طَبقي، ثم يستقطبُ الطرفُ الأقوى مجموعةً أو ما يُسمَّى بـ”الشلة”، يستميلها لتكون بادِرة من بَوَادر التنمُّر التي يَجِب انتباه المعلمين لها، وتقويمها منذ البداية.
وكان يُعْتَقَدُ في الماضي أنَّ المتنمِّرين يُمارسون أعمالَ الترهيب والتخويف؛ لأنَّهم يعانون من تدنِّي احترام الذات. أما في الوقت الحالي، فتعد الحاجة لإثبات الشخص المتنمِّر لذاته، وتأكيدها، السببَ الأكثر احتمالًا وشيوعًا؛ فالمتنمِّرون يتصرفون بهذه الطريقة؛ كي يُنْظَرَ إليهم على أنهم مُحبوبون وأقوياء، أو قد يتم ذلك من أجل لفت النظر، واكتساب السلطة على حساب شخص آخر، وتتمثل مظاهر التنمُّر في: التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو التحرُّش، أو الإقصاء المتعمَّد من الأنشطة، أو الإساءة الجسدية مثل الضرب والركل، وقد يتَّبع المتنمِّرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد والتقليل من شأن الآخر.
ولا تقتصرُ هذِه الظاهرة على مدارس البنين، بل هي موجودة في مدارس البنات، ولكن بحِدَّة تتناسب مع الطبيعة الأنثوية الضعيفة، وللمشكلة صُورَتان مُؤثِّرتان على المجتمع تأثيرًا شديدًا: صورة الضحية التي يقع عليها الإيذاء، والمتنمِّرون الذين يتصرفون بعنف في تعاملاتهم، ومن الخطأ الاهتمام بأحدهما وإهمال الآخر؛ ففي الحقيقة كلا الطرفين يحتاجان للعلاج النفسي والسلوكي، مع تكثيف العلاج على الضحية.
وقد لا يَشعُر الكثيرُ من أولياء الأمور والمسؤولين التربويين في المدرسة بمدى المشكلة التي يُعَاني منها أبناؤهم، أو تَلامذتهم كضحايا للتنمُّر إلا بعد فترة طويلة نسبيًّا، وقد يتساءل القارئ: لماذا يُخفِي الأطفال تعرضهم للتنمُّر؟!
إنَّ الأطفالَ (الضحايا) ينتابُهم الخوف الشديد، من زيادة المتنمِّرين لعدائهم إذا ما أظهروا الشكوى، أو أخبروا الكبار عمَّا يتعرضون له مِنْ أذى مِنَ المتنمِّرين، كما أنَّهم يخشون من عدم تصديق كلامهم، وأخذه على مَحمل الجد، وقد يَكُون السببُ في ذلك شعورهم بالخجل والدونية لتعرضهم لأعمال التنمُّر.
أسباب التنمُّر
يعدُّ سلوك العُنف سُلوكًا مُكتسبًا ومُتعلمًا.. ومن أسبابه: تعرُّض الطفل للعنف والعقاب الجسدي والاعتداء، والفقر والإهمال، وتأثير وسائل الإعلام وما يُعرض فيها من أفلام العنف، هذه العوامل -أحدها أو مُجتمعة- قد تَكُون سببًا في تحويل الشخص إلى مُتنمِّر يتَّصف باضطراب الشخصية والأمراض النفسية، ونُوْرِد فيما يأتي هذه الأسباب:
1- الأسباب النفسية الاجتماعية (السيكوسوسولوجية)
ينحدرُ المتنمِّرون في كثير من الأحيان من الأوساط الفقيرة، ومن العائلات الني تعيشُ في المناطق المحرومة، وتعانِي من مشكلات اقتصادية؛ ففي ظلِّ هذه الظروف تتَّسع الهُوَّة والفوارق بين الطبقات، كما يعدُّ التفكك الأسري من أبرز الأسباب التي تؤدي لغياب دور الأسرة في تقويم سلوك الطفل، ومن ثم انحرافه.
ومن الناحية النفسية: يكُون المتنمِّرون عادةً ذوي شخصيَّات قوية، ومن الشخصيات السيكوباثية المُضادَّة للمجتمع، وتعاني من اعتلالات واضطرابات عقلية ونفسية، والإدمان على السُّلوكات العدوانية وحب السيطرة على الآخرين، هؤلاء بحاجة لعلاج نفسي بعَرْضِهم على طبيب مُختص في الطب النفسي للأطفال.
وقد يَكُون العنفُ الأسريُّ والمجتمعيُّ أحد أسباب التنمُّر؛ فالطفل الذي يعيش في بيئة تتَّصف بالعنف، ويُشاهد أفعالَ العنف التي تُمَارَس معه، أو مع المتعاملين مع الأسرة من الخدم والمربيات والسائقين، لا بد أنْ يتأثر بما يُشاهده، وربما يُمارسه فعليًّا مع الآخرين، وهكذا يجنِي المجتمع على أبنائه، ويُسهم الأبوان في إفساد سلوك أبنائهم، ودفعهم لانتهاج هذا المسلك.
وعلى العَكس من ذلك، فإنَّ بعضَ الأسر تنشغل عن متابعة أبنائها، وتعتقد أنَّ المهم هو تلبية احتياجات الأطفال المادية، وإلحاقهم بأفضل المدارس، ومساعدتهم في مجال الدراسة، بتوفير مُعلِّمين خصوصيين، وإلقاء التبعة على المعلمين أو المُربِّيات في البيوت، مُتجاهِلين دورَهم الأساسيَّ في المتابعة التربوية، وتقويم سلوك أبنائهم، وتعديل الصفات السيئة، وتربيتهم التربية الحسنة.
لا بُد أنْ يُرَاجِع الوالدان أنفسهما جيدا، وينتبها لأبنائهما وسلوكاتهم في المدارس أو النوادي، وفي كلِّ التجمعات حتى لا يُمارس أبناؤهما ذلك العمل المشين، كما أنَّ على المسؤولين التربويين أنْ يرصُدا تلك الظاهرة ويُتابعوها مُتَابعةً فعَّالة وواعية؛ حتى يمكنهما اتخاذ اللازم لإنقاذ المتنمِّر والضحية.
كما أنَّ على الوالدين مُتَابعة أبنائهما إنْ وَجَدا عليهم علامات؛ مثل: عدم الرَّغبة في الذهاب للمدرسة، أو الذهاب قبل موعد المدرسة المعتاد، والرُّجوع بعد الوقت المعتاد، لتجنُّب الالتقاء بالمتنمِّرين في طريقهم إلى المدرسة، وقد يُلَاحِظ الوالدان وجودَ كدمات أو إصابات غير مبرَّرة في أجسامهم، أو تمزُّق ملابسهم، وتحطُّم أدواتهم المدرسية، أو أيِّ انكسار في شخصياتهم أو انزواء نفسي، وميل للعزلة في البيت، أو ظهور علامات الاكتئاب ومشاكل النوم لديهم، وقد يُلَاحِظ الأهل تأخُّر طفلهم المفاجئ في مستوى التحصيل الدراسي، وقد تدفَع ببعضهم إلى كُره الدراسة والتسرب من المدرسة.
2- إهمال تغذية الأطفال
هُنَاك الكثيرُ من الأطفال غير المُلتزمين بنظام غذائي مُنتَظِم أو مُرَاقَب، وإهمال الأهل يؤدي لتغذية غير كافية، وإهمال تناول الإفطار يؤدي لعدم القدرة على التركيز والتحصيل، وهُبوط السكر كذلك يؤثر سلبًا في سلوك الطفل وتعلُّمه، أو فرط في النشاط، أو التُّخمة، نتيجة تناول الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والدهون والحلويات، وهذه بدَوْرِها تُسهم في تفشِّي الاضطرابات النفسية والعصبية، والإصابة بالأرق والقلق والاكتئاب، وتعكير المزاج صباحًا، في حين أنَّ تناول الغذاء الصحي مثل: الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان، يعمل على وُضُوح الذهن وضبط السلوك والتصرف؛ لذا يتوجَّب على الأهل والمدرسة الاهتمام بتقديم طعام صحي ومتوازن، على أنْ يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل.
3- الأسباب المرتبطة بالحياة المدرسية
تتعدَّد العواملُ التي تُؤثِّر في انتشار ظاهرة العنف في المدارس؛ فمنها: قلة الاهتمام بالمبنى المدرسي ومظهره ونظافته، وقلة وجود المرافق وانتشار الزحام فيها، وغياب الرِّقابة في فترات الاستراحة أو حِصص التربية الرياضية، أو عند رُكُوب الحافلات، ولنوعية العلاقات القائمة داخل المدرسة فيما بين العاملين بها من ناحية، وبينهم وبين الأفراد العاملين والتلاميذ أثرٌ كبيرٌ في انتشار ظاهرة التنمُّر، وقلة الأنشطة الإضافية التي تُقدِّمها المدرسة في أوقات الراحة، والاهتمام بالأنشطة الدراسية، وإهمال الأنشطة الرياضية والاجتماعية؛ ففي هذه الحالة فإنَّ التلاميذ لا يَجِدُون وسيلةً للتنفيس عن أنفسهم غير اللجوء للتنمُّر، وتهاون الإدارة في وَضْع قوانين صَارِمة وحَازِمة لتوقيف التنمُّر، وعدم العدل بين التلاميذ في تطبيق القوانين أحيانًا، وقد يَكُون التنمُّر بسبب الغيرة في الدراسة أو في نشاط معين؛ بسبب مُقارنة المعلمين بين التلاميذ، أو بين التلميذ وإخوته.
4- الأسباب المرتبطة بالإعلام والثورة التقنية
إنَّ قضاءَ الأطفال ساعات طويلة في مُمَارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة، التي تقوم فكرتها على القوَّة الخارقة وسحق الخصوم، واستعمال أساليب مُختلفة للانتصار، يُؤدِّي إلى تقوية النزعة العدائية لديه، ومُمَارستها على من حولهم في البيت أو المدرسة.
وينبغِي للأسرة عَدَم السَّماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب الخطيرة، والحد من توفيرها لهم، كما لا بُد من تدخُّل الدولة لمنع انتشار الألعاب المُخِيفة ولو بسُلطة القانون؛ خشية من تدمير الأجيال والفتك بهم.
كما أنَّ انتشارَ أفلام العنف؛ مثل: أفلام مصاصي الدماء، وأفلام القتل الهمجي، وانتشار قنوات المصارعة الحرة، وأفلام الكارتون التي تُبرز القوة الخارقة والتخيلية، وزيادة إقبال الأبناء على مشاهدتها، وتقليد ما يدُور فيها، وتغافُل الأهل عن ذلك يزيد من حِدَّة العنف في المدارس.
وقد حذَّرت دراسة اجتماعية أعدَّها المجلسُ الوطنيُّ لشؤون الأسرة في الأردن، من مساوئ البرامج الموجَّهة للأطفال العرب في الفضائيات العربية، وما تَترُكه من آثار العنف المتلفَز على شخصياتهم ومستقبلهم، وعلى أمنِ المجتمع واستقراره؛ فالطفل الذي يُشَاهد التلفاز دون رقابة أو انتقائية، يُصبِح أقلَّ إحساسًا بآلام الآخرين ومعاناتهم، وأشد ميلًا إلى مُمَارسة السُّلوك العدواني، ويتَّصف بالأنانية وعدم التعاون مع الآخرين، والسخرية منهم.
إنَّ الاحتفاظَ بعُنصر الجذب المرئي للمبنى المدرسي يلعب دورًا كبيرًا في التقليل من ظهور سلوك التنمُّر؛ فمن المهم أنْ تعملَ الإدارة على تجنب الزِّحام الزائد في مكان بعينه، وغرس رُوح المحافظة على الممتلكات العامة من التخريب والإهمال، واختيار المعدَّل المناسب لدرجة الحرارة والإضاءة والتهوية، وتوفير بيئة تفضي للمواقف الإيجابية والاستماع بعملية التعلُّم، والعمل على نشر المعايير السلوكية على جميع أعضاء المجتمع المدرسي، وضَرُورة الالتزام بها، خاصة البالغين، والعمل على غرس الانضباط الذاتي في نفوس التلاميذ.
وعلى المدرسة تَوفير الاختصاصي الاجتماعي أو النفسي المُلِم بمهارات التواصل، وحل النزاعات بين التلاميذ بحِكمة، وتفعيل دوره في تعزيز أهمية التواصل مع أولياء الأمور في حَال تعرَّض أطفالهم لأي شكلٍ من أشكال العنف أو الأذى، وسَن قوانين حازمة تمنع إيذاء أي تلميذ لآخر؛ سواء كان الإيذاء بدنيًّا أو نفسيًّا، وتكثيف الرِّقابة والإشراف على التلاميذ في جميع الأوقات، خاصة في وقت الفُسحَة؛ مما يَضْمَن توفير بيئة آمنة، وعلى المُعلِّم العمل على تحفيز رُوْح المحبَّة والمودَّة والاحترام بينه وبين التلاميذ؛ بحيث يُجسِّد المعلمون المِثال المحتذى بهم من حيث الاحترام وعدم استعمال العنف.
ويُمكِن للوالدين الاهتمام بالطفل في حالة مَعرفتهم بتعرُّض طفلهم لأعمال التنمُّر، وطمأنته وإعلامه بأنَّ تعرُّضه للتنمر ليس خطأه، وسؤاله عن أسماء التلاميذ الذين يقومون بأعمال التنمُّر؛ حتى يستطيعا مساعدته والاتصال بمدير المدرسة، أو الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي، وطلب تنسيق عقد اجتماع يحضره المعتدي ووالداه، أو مناقشة الموضوع أولًا مع المعلم أو مدير المدرسة ووالدي التلميذ الذي يسيء معاملة الآخرين، وينبغي أن يظهر والدا الضحية الآثار السلبية لهذه المعاملة على طفلهما، والحرص على التواصل مع والديْ المتنمِّر مستقبلًا، وإذا لم يتعامل والدي الطفل بجدية يُمكن الحُصُول على دعم المعلمين والاختصاصي الاجتماعي داخل المدرسة، وصولًا إلى مدير المدرسة.
وفي حَالة عَدَم تعامُل المدرسة مع هذه الأمور بشكل حازم، وإذا لم تتوقَّف المعامَلة السيئة نتيجة لأسباب أخرى؛ فالأفضل أنْ يتم نقل الضحية إلى مدرسة أخرى.
ويُحبَّذ ألا نُعلِّم الطفل الأخذ بالثأر لمحاولة إيقاف المتنمِّر عن سلوكه، بل نطلُب منه التوجُّه إلى الكبار لطلب المساعدة.
وقد يُصَاب ولي أمر المعتدي بالارتباك، إذا أخبره المعلم أو الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي بأنَّ ابنه يسيء معاملة الآخرين ويعتدي عليهم، وقد لا يُصدِّق كلامهم، ويستبعد أن يكون ابنه من المعتدين على الآخرين، ويقف بجانب ابنه، ويدافع عنه، ويخلق له الأعذار، لكنه بهذا الأسلوب لن يستطيع مساعدة ابنه المعتدي، أو الضحية؛ لذلك فمِن الأفضل له في هذه الحالة أنْ يَسأل طفله عن صِحَّة هذه المعلومات، وهل يعترف بأنه يعتدي على التلاميذ أم لا، ويجِب أنْ يقنع ابنه بأنَّ سلوكَه خاطئ، وينبغِي التوقف منه على الفور.
وقد يَطلُب والد الطفل الذي تعرَّض للإساءة أن يقابل والد المعتدِي، فلا يخجَل الأخير، ولا يتردَّد في مُسَاعدته وحل المشكلة بطريقة جيدة، على أنْ يَطلُب من ابنه أنْ يعتذر من الطفل الذي تعرَّض للإساءة، ويعده بألا يكرر هذا السلوك الخاطئ.
كَمَا يجب على الأهل عدم وَصْف الطفل بالمعتدي أو المتنمِّر، خاصة أمام الآخرين، والوقوف على الإحباطات التي يواجهها الطفل في البيت أو المدرسة، والتحكُّم في ساعات مُشاهدة التلفاز، واللعب بالألعاب الإلكترونية، وتصفُّح الإنترنت.
وللقضَاء على ظَاهِرة التنمُّر، لا بد أنْ نعترف بوُجُود هذه الظاهرة السلبية في مدارسنا، فإنَّ اعترافنا يُسهِم في وَضْع حلول مناسبة للمشاكل السلوكية، والحد منها، وهذا لن يتحقَّق ما لم تتضافر جهود الأهل والمجتمع وهيئة التدريس والهيئة الإدارية والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، وتربية الأطفال وتنشئتهم النشأة السليمة، وأنْ نعمل على تقوية الوازع الديني، والعقيدة لديهم منذ الصغر، وأن نغرس القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية في نفوسهم؛ مثل: المحبة، والاحترام، والتواضع، والتعاون، والتسامح، ومساعدة الضعيف… وغيرها من الأخلاق الإسلامية.
المصادر:
ا- جورج فرنافا، ترجمة خالد العمري، “كيف يمكن القضاء على ظاهرة العنف في المدارس”، 2003م، دار الفاروق.
- الملتقى التدريبي التربوي، “التنمُّر والتطرُّف الفكري والإرهاب”، عُمان 24-26 فبراير 2017م.
- “www.hiamag.com” – 8 يناير 2019م.
- “www.ar.m.wikipedia.org” – 8 يناير 2019م.
- موسوعة ويزي وزي، “دور الأسرة والمدرسة في القضاء على ظاهرة التنمُّر في المدرسة”.
- “www.wiziwizi.com” – 10 يناير 2018م
تاريخ النشر: 12 إبريل 2019م