د. طاهرة اللواتية –
[email protected] –
تتواجد لدينا أمراض نادرة عديدة، تدخل الوراثة كمسبب رئيس لها، حيث تقع السلطنة ضمن المنطقة التي ترتفع فيها نسبة الأمراض الوراثية، ومنها الأمراض النادرة. فيظهر المرض على الطفل بعد الولادة مباشرة أو بعد فترة من الزمن.
وترتفع احتياجات هذا النوع من الأطفال، فهم بحاجة إلى رعاية خاصة وغذاء خاص وأدوية خاصة. وإذا كانت المستشفيات توفر الرعاية الصحية والأدوية، فإن الاحتياجات الأخرى تشكل عبئا كبيرا على أسر هؤلاء الأطفال، فهم مثلا مضطرون لشراء ألبان وأغذية معينة ذات سعر مرتفع وغال. ولا تتوافر في الهايبرات أو محلات البقالة، وإنما في الصيدليات حصرا.
إن أسر هؤلاء الأطفال يعانون عبئا نفسيا واجتماعيا بوجود طفل أو أطفال ذوي إعاقات جسمية أو عقلية أو الاثنين معا، وهذا العبء مرهق جدا، يستهلك طاقة الأسرة وتركيزها بشكل يومي ودائم، فبعض هؤلاء الأطفال في حاجة إلى بيئة خاصة جدا ؛ كي يكبروا بعيدا عن المخاطر التي تتهددهم. آن التعاضد والتفهم الاجتماعي مهم جدا، كي يشعروا بالمساندة والدعم الكافيين. وإذا أضفنا لذلك العبء المالي الكبير؛ فتصبح الأمور خارج نطاق التحمل الأسري والملاءة المالية للأسرة.
إن التكافل الاجتماعي سمة لا يجب أن نتخلى عنها لمساعدة ودعم هذه الأسر؛ فهل أذنبت لولادة طفل معوق لها، وما ذنبها كي تعيش كل تلك المعاناة الباهظة.
إن التكافل مفهوم اجتماعي راق بحاجة إلى أن تعمل به الصيدليات أيضا. إن الصيدليات بحاجة إلى أن تبيع أغذية هؤلاء الأطفال والأجهزة المعينة لهم بسعر مخفف، أو سعر التكلفة أو نصف السعر، كنوع من التكافل والمساندة الاجتماعية. فهذه الحالات ليست ذات العدد الكبير، والصيدليات لديها قائمة طويلة من المبيعات الأخرى وخاصة الأدوية، وهي تربح جيدا من بيع الأدوية، فنحن أغلى دولة خليجية من حيث سعر الأدوية.
إن هذه اللفتة تعني الكثير لدى أسر هؤلاء الأطفال، على الأقل تخفف جزءا من العبء المالي كلما احتاجوا شراء لبن لأطفالهم المعوقين أو طعام ما.
