مسقط ـ الوطن
نظم النادي الثقافي ضمن خطته الثقافية لهذا العام، وضمن برنامج “من أعلامنا” ندوة ثقافية فكرية حملت عنوان ” جواد الخابوري ودوره في التعليم والفكر” ، وانقسمت الندوة التي ادارها صادق جواد سليمان الى ثلاثة محاور
تناول المحور الاول موضوع نشاة المفكر جواد الخابوري وحياته، قدمه محسن بن جمعة اللواتي وتحدث فيه عن حياتي الممتدة من الفترة (1330 _ 1404 هـ / 1911_ 1984) ، فهو أديب ومفكر كان له دور كبير في التعليم والفكر والأدب. كما تلقى الخابوري العلم في بداية حياته على يد عدد من الاساتذة في عمان في الفترة الممتدة بين سنة 1337 هـ الى 1350 هـ و كان ابرزهم الاستاذ عبد الرسول اللواتي، وهو معلم وكاتب و شاعر ثم رحل لتلقي العلم في العراق وقال ان اكثر ماشغل الخابوري به في حياته هو طلب العلم والتفكر والتدبر.
كما استعرض عددا من القصائد الشعرية التي كتبها الخابوري ومع ذكر تفاصيل اسباب كتابة الابيات . واستعرض الصعوبات التي واجهت الخابوري خلال رحلته ومشكلاته مع المجتمع في تلك الفترة بسبب ارائه التي كانت تعتبر غريبة انذاك .
كما تناول المحور الثاني دور الخابوري في نشر التعليم في عمان وخارجها قدمه مصطفى مختار اللواتي حيث بداه بالحديث عن ملامح من فكر جواد الخابوري مشيرا الى انه كان يتبنى فكرا يمتاز بطابع الانفتاح وكان يرى ان الاختلاف هو عنصر ايجابي وهو اساس اعمار الارض و احد اسباب الاثراء والوئام بين الناس. وكان يرى ان الانسان يجب ان يترك حرا في طريقة تفكيره .
وفيما يتعلق بنظرته للثقافات كان الخابوري يرى ان الحضارة هي نتاج الفكر الانساني وليست حكرا على امة وهناك امة تتفوق على امة الا ان الحضارة هي نتاج تكاملي لكل الامم و كان يرى انه على المسلمين ان يتوحدوا فيما بينهم انطلاقا من المشتركات.
واوضح اللواتي ان الخابوري كان يرى ان العروبة تكليف ومسؤولية وليست افتخارا وتفاخرا فحكمة الله اقتضت ان يكون الدين الاسلامي بلسان عربي لهذا فعروبة المرء تضع على عاتقه مسؤولية حمل هذا الدين الى الامم الاخرى. كما اوضح ان المفكر العماني جواد الخابوري كان عضوا فعالا في جمعية الاديان في كراتشي التي تضم عددا كبيرا من الاديان، وكان يعتقد ان الجهل اساس المشكلات لهذا وسعى لعلاج الجهل بفتح مدرسة خاصة عام 1940 يعلم الشباب والنشء ثم تلاها معلما في المدرسة السعيدية ثم معلما في الهند ثم معلما في باكستان و ظل لاخر ايام حياته يكافح الجهل ما استطاع الى ذلك سبيلا ، و كان له نشاطات متعددة في مطرح ، وكان يرى ان العلم يجب ان يكتسب لذاته بغض النظر عن كونه وسيلة لكسب العيش . واتقن الخابوري اضافة الى العربية اللغة الانجليزية حيث الف بها والقى بها محاضرات كما اتقن اللغة الاورديه والبوجاتية (احدى اللغات الهندية) والف عددا من الكتب كان ابرزها كتاب الادوار العمانية في شبه القارة الهندية و كتاب الحسن الصباح .
وتناول المحور الثالث من الندوة الانتاج الفكري للخابوري حيث استعرض على سليمان الرواحي اراء و تساؤلات الخابوري و اطروحاته حول عدد من القضايا الفكرية و الفلسفية الملحة في تلك الفترة و مفهوم الحرية الفكرية اضافة الى البحوث و الدراسات التي اجراها و مدى تاثر انتاجه بالتجربة الصوفية.
أتت هذه الندوة ضمن أعمال النادي الثقافي الذي تعمل على جمع الموروث الثقافي الذي تركه الأجداد من المؤسسين في جميع الميادين المعرفية والثقافية، إيماناً من القائمين عليه بأهمية الدور الريادي الذي قدمه هؤلاء الأعلام وما أسسوه من علوم قامت عليها بعد ذلك معارف عدة وبنت عليها الأجيال من بعدهم ثقافتها، فكانت لبنة مهمة وأساسية في الحضارة العمانية حتى وقتنا هذا . وتضمن برنامج الندوة كلمة لأسرة الراحل قدمها نجله الدكتور مازن بن جواد الخابوري.