تعمل الحكومة الإيرانية على تعزيز برامجها السياحية لإعادة عدد السياح إلى ما قبل جائحة كوفيد 19 ومن ضمنها مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي. وقد رأينا العديد من العمانيين والخليجيين يتجهون إلى إيران خلال السنوات الأخيرة لتحقيق أغراض مختلفة منها العلاج والتجارة والزيارات الدينية بجانب السياحة والاستجمام، في الوقت الذي لا توجد هناك تأشيرة الدخول على مواطني السلطنة وإيران، الأمر الذي عزّز الرحلات الجوية المباشرة للطيران العماني وطيران السلام وشركات طيران إيرانية بين مطارات البلدين. وهذا ما شاهدته في رحلتي الأخيرة إلى إيران عبر طيران السلام.
منظمة السياحة العالمية الدولية اشارت في تقاريرها أن عدد السياح الأجانب الذين دخلوا إيران العام الماضي يزيد عن 4.1 مليون سائح أجنبي، بالرغم من أن هذا العدد يقل بنسبة 55٪ من عدد المسجلين عام 2019، حيث بلغ 9.1 مليون سائح قبل تفشي جائحة كورونا. وهناك الملايين من السياح الإيرانيين يتجهون داخليا، ولا يتم ذكرهم في تلك الاحصائية، وتولد عنها حركة سياحية كبيرة، وتمتلئ الفنادق منهم قبل الأجانب. كما أن الحركة السياحية الخارجية تتحقق وسط المقاطعة الاقتصادية لإيران من قبل عدد من الدول الغربية وأمريكا، إلا أن الأجانب الغربيين يصلون إلى إيران عبر خطوط جوية تابعة لبعض الدول العربية والاسلامية والأجنبية.
فالكل يعرف بأن إيران تعد واحدة من الدول النشطة في قطاع السياحة نتيجة لموروثها الثقافي والتاريخي والأثري، وتنوعها الجغرافي الطبيعي وتمتعها بالمناظر الخلابة في مختلف الفصول والمواسم. كما أن وجود المؤسسات الصحية والمستشفيات أدى إلى ارتفاع حركة القادمين إلى إيران في وجود خدمات صحية ذات مستوى عالٍ جدًا وفي مجال الأدوية والأجهزة الطبية، بحيث بلغ عددهم 1.2 مليون شخص في العام الماضي وفق تصريح المسؤولين الايرانيين. واليوم أصبحت هذه الدولة رائدة بين الدول الاسلامية في مجال السياحة العلاجية نتيجة للنمو السريع في نظام الرعاية الصحية لها، بجانب التطور في مجال البحوث الطبية والتكنولوجيا، إضافة إلى تراجع عملتها الوطنية الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض أسعار الرعاية الصحية والخدمات المرتبطة بهذا القطاع، ويساعد في جذب المزيد من المرضى الأجانب.
من جانبها تبذل إيران جهودًا متضافرة لجذب السياح إلى مختلف الوجهات السياحية سواء من مواطنيها، أو القادمين من الخارج. ومنذ الثورة التي شهدتها إيران عام 1979، فإن غالبية الزوار الأجانب إلى إيران يأتون لزيارة المراقد المعروفة هناك سواء في مدينتي مشهد وقم وغيرهما من المدن، إلا أن هناك مجموعات كبيرة بدأت تأتي للسياحة والترفيه والاستجمام والفعاليات الاقتصادية مؤخراً.
السياحة بإيران حرّكت الكثير من الاستثمارات الداخلية والخارجية في بناء الفنادق الضخمة ذات النجوم الخمسة وما دونها، ووفرت ملايين فرص العمل لأبنائها، حيث من المتوقع أن توفر مليوني فرصة عمل في عام 2025، مقابل 1.3 مليون فرصة حالياً. وعملت الحكومة الإيرانية على إصدار تأشيرات لمدة أسبوع لمواطني 68 دولة في المطارات، بجانب منح التأشيرات الإلكترونية وعبر السفارات والقنصليات الإيرانية في عدد من دول العالم. وقررت إيران بعد جائحة كوفيد 19 تعزيز قطاع السياحة بالسماح لمزيد من السياح بزيارة إيران. وهناك رؤية وضعتها للقطاع السياحي وذلك باستثمار 32 مليار دولار في هذا القطاع الحيوي لاستهداف 20 مليون سائح بحلول عام 2025.