Image Not Found

خط أنبوب الغاز الإيراني الباكستاني

حيدر اللواتي – لوسيل

تدفع التطورات السياسية الأخيرة بين السعودية وإيران بوساطة صينية إلى تعزيز التعاون بين الدول الاسوية أيضا خاصة في مجال الطاقة التقليدية للنفط والغاز، ومشاريع الطاقة المتجددة للشمس والرياح وغيرها من المشاريع الاقتصادية المهمة الاخرى.
مؤخراً تم إثارة موضوع إنشاء خط السلام لأنبوب الغاز الإيراني الباكستاني من قبل أحد أعضاء المجلس البرلماني الباكستاني “مشاهد حسين” الذي أكد في مداخلته على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ المقترح المطروح بين الدولتين منذ عدة سنوات مضت في إطار التطورات السياسية والاقتصادية التي تشهدها القارة الآسيوية في العديد من المجالات الأخرى. فإيران تعتبر من الدول المصدرة للكهرباء لباكستان حيث تبلغ حجمها 200 ميغاواط، ويمكن أن تصل إلى 500 ميغاواط خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يساعد على تعزيز التعاون بين الجارتين في مشاريع أخرى بجانب إعطاء الأولوية واستخدام القدرات والإمكانيات الموجودة بينهما في مجالات أخرى سواء في الاقتصاد أوالسياحة والاستثمار الثنائي بين البلدين.
إن موضوع تصدير الغاز الإيراني لكل من الهند وباكستان قد تم طرحه منذ عدة سنوات مضت وبسعر مغر ومتفق عليه لمدة 25 عاما وذلك من خلال إنشاء خط أنبوب الغاز السلام يصل إلى باكستان عبر المرور بالهند بحيث تستفيد منها الدولتان في مشاريعهما الاقتصادية، إلا أن انسحاب الهند من المشروع وتقاعس باكستان، بجانب الحظر الأمريكي والعقوبات الدولية ضد إيران أدى إلى عدم تحقيق هذا المشروع الذي يتجدد الحديث عنه اليوم مرة أخرى مع استعداد روسيا والصين للدخول على خط المشاركة والتمويل في مثل هذه المشاريع الحيوية، مع العلم أن إيران قد أنجزت من جانبها مد الأنبوب في أراضيها بجانب تقديم قرض بقيمة 500 مليون دولار لباكستان لإكمال جزء الخط الواقع في أراضيها إلا أن ذلك لم يتحقق حتى اليوم.
إيران تبذل مساعيها مع الهند أيضا لتحقيق إنشاء خط أنبوب السلام من خلال زيارات المسؤولين بالبلدين، وتتابع بنفس الخطى مسعاها بباكستان، مع العمل على توفير الأمن لهذا المشروع وتأمينه وتسعير الغاز الطبيعي للبلدين وفق ما تتناقله الوسائل الاعلامية حول آخر المستجدات.
فهناك مشكلات إمدادات الطاقة في البلدين وحاجة ماسة لتزويد مؤسساتها الصناعية بالغاز نظراً للنقص في هذا المنتج، ونمو الطلب على الوقود في النقل وارتفاع أسعار النفط الخام في السوق الدولية، الأمر الذي يعطي الفرصة للبلدين بالاستفادة من الغاز الايراني مستقبلاً، بجانب تمديد خط الاستفادة لدول آسيوية أخرى تقع في نفس المحور والتي بحاجة إلى مشاريع الطاقة أيضاً.
إن استكمال هذا المشروع سيفتح بلا شك آفاقًا جديدة للتعاون المتبادل بين تلك الدول، ويعزز فرص الاستثمار فيها بجانب أنها سوف تساعد أيضًا على تحقيق التكامل التجاري والاقتصادي في قارة آسيا الوسطى وأوروبا والشرق الأوسط بجانب الصين وروسيا. فقد تعرضت تلك الدول خلال الفترة الماضية وخاصة باكستان إلى العديد من الفيضانات التي تسببت في تفاقم نقص الكهرباء بسبب تعرض المحطات الكهربائية للمياه، ومعاناتها من أزمة الطاقة ونقص في إمدادات الغاز المسال، الأمر الذي يسبب في انقطاع التيار الكهربائي لبعض المدن المهمة ويدفع بالبلاد إلى تقنين الكهرباء، وارتفاع في تكاليف استيراد الطاقة بشكل عام وخاصة الغاز المسال الذي ارتفع تكاليف استيراده بنسبة كبيرة.