Image Not Found

الاباحية في الروايات

أُمامة بنت مصطفى اللواتية

الخلطة التي لا يمكن أن تفشل في الأفلام الهوليوودية والبوليوودية هي القصص المزيج من الحركة أو الاكشن والرقصات والغناء -في حالة الأفلام البوليوودية بالذات- ومشاهد الإثارة التي يمكن أن تصل إلى نوع من الاباحية ( والتي اقتحمت بعض الأفلام الهندية عبر اسثمارات النتفليكس). هذه الخلطة التجارية كفيلة بأن تحقق رواجا بغض النظر عن المستويات المختلفة لتقييم الجوانب الفنية أو السردية للفيلم سواء من قبل عموم الناس أو من قبل النقاد.
فيما يتعلق بموضوعي هنا والمتعلق بالمضمون الإباحي وهو الذي يتضمن على (مشاهد مثيرة /جنس/ عُري / مشاهد شذوذ). ولهذه الأفلام تصنيفات فرعية مثل تسميتها بـ “المواد الإباحية اللطيفة” أو “المواد الاباحية الشديدة” وذلك حسب ما يتم تصويره. الشيىء الجيد في هذا الوضع السيء ( إلا أن لم نتفق أنه سيء) أن عملية تقييم الفيلم من حيث مستوى إباحيته أو Rating واضح من حيث العمر وتصنيف الفيلم ، كأن نجد الفئة العمرية التي يناسبها ( وهو إشكال آخر ليس مجاله هنا) ومحتوى المادة والصورة مثل ( كلمات خادشة ، لغة غير مناسبة لعمر معين، جنس ، عُري الخ) وفي هذا الحالة أنت تملك القرار فيما لوكنت ترغب في إنفاق مالك ووقتك على هذه النوعية من الأفلام، وفيما إذا كانت مناسبة لنفسك ولأفراد عائلتك.
هل يمكن وصف بعض الروايات الرائجة والتي حققت بعضها إشادة وجوائز بأنها يجب أن تخضع لهذا التصنيف من قبل دور النشر وتُصنف على أنها روايات إباحية بالفعل ؟ يمكن أن نجد في الانترنت أسماء لروايات عربية عديدة لهذا النوع من ” الأدب” كما يُسمى لم تحقق ربما شهرتها (غالبا لضعفها الفني) كما فعلت روايات أخرى متقنة مثل رواية هاروكي موركامي (1Q84) وبعض روايات علاء الأسواني، و( الخبز الحافي) لمحمد شكري ومؤخرا ( خبز على طاولة الخال ميلاد) لمحمد النعاس.
فحقيقة لا يمكن أن أصنف الرواية الأخيرة بالذات سوى أنها رواية إباحية تتفاوت موادها وفصولها ما بين المواد الاباحية اللطيفة- كما تُسمى- والمواد الإباحية الشديدة. ومع أني مقلة عموما في قراءة الروايات إلا أن مع انتهائي من قراءة هذا النوع أو إعراضي عنها بعد فصول لفحشها الشديد ( كما تعلمون فالناشرين غير مكلفين بإعلامنا ان الرواية إباحية على الغلاف) أبدأ بالتساؤل : هل كان يمكن لهذا الكاتب أن يعبر عن قضايا الجندرية والنسوية والذكورية والفساد الاجتماعي والأخلاقي والعهر والفضيلة والفقر والغنى الخ من غير ان يلجأ إلى هذا النوع من الكتابة ليعالج ما يُقال انه يعالجه من قضايا انسانية واجتماعية وسياسية ووو ؟ أم أن هذه المشاهد المثيرة والمتكررة بلا حد، منثورة في فصول الرواية بشكل مقصود، ومُقحمة بشكل فج أحيانا، وغارقة في تصوير التفاصيل بشكل لا يهدف سوى الإثارة الجنسية في المقام الأول، ولا يخدم حتى القضايا الإنسانية التي يحاول أن يوهمنا النقاد ولجان التحكيم وجملة من المثقفين بأنه يعالجها ؟
ترى ألا توجد طُرق أخرى للمعالجة؟ أم أن المعالجة التي تبتعد عن الإباحية( والتي تحقق لها نجاحها التجاري وجمهورها على طريق الأفلام الهوليوودية الإباحية) صعبة على الكاتب ولا ينجح فيها إلا كاتب مبدع يعرف كيف يعبر عن أفكاره وقضاياه كما فعل العديد من الروائيين العظام من غير هذا الاسفاف؟