العُمانية/ احتفلت وزارة الصحة اليوم بوضع حجر الأساس للمختبر المركزي للصحة العامة بولاية السيب بمحافظة مسقط، الذي سيحتوي على أحدث التقنيات والمعدات في مجال الفحوصات المخبرية، وتبلغ تكلفة إنشائه حوالي 18 مليونًا و200 ألف ريال عُماني على مساحة تبلغ 18 ألفًا و155 مترًا .
وأكّد معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة راعي المناسبة لوكالة الأنباء العُمانية أنّ هذا المختبر الوطني يُعدُّ إحدى دعائم الأمن الوطني الحيوي، النابع من اهتمام حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق /حفظه الله ورعاه/ بأولوية وأهمية تطوير القطاع الصحي وتعزيز خدماته بما يتواكب مع متطلبات العصر وتعزيز الاكتفاء المحلي بعمل مختلف الفحوصات المخبرية.
وقال معاليه إنّ إنشاء المختبر المركزي للصحة العامة بمواصفات عالمية جاء ليكون مختبرًا مرجعيًّا متميزًا في توفير أدق التحاليل التشخيصية وأحدثها من أجل دعم برامج مراقبة الأمراض والتقصي الوبائي على المستويين المحلي والإقليمي.
وبين معاليه أنّ المختبر الجديد سيقوم بمهام التشخيص والتحقيق مع مراعاة تحسين الكفاءة من خلال إدراج واستخدام أحدث التقنيات المستقبلية مع الامتثال الصارم لمعايير الجودة والسلامة الحيوية المناسبة وضمان مساحة التدريب والتعليم المستمر للكادر الفني على المستويين الوطني والإقليمي.
ووضّح معاليه أنّ المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات مختبرات الصحة العامة الحالية عن طريق تطوير منشأة جديدة وحديثة لزيادة قدرة المختبرات على جمع العينات وتسجيلها وتخزينها ومعالجتها وفقًا لأحدث الممارسات الدولية القياسية.
ولفت معاليه إلى أنّ المختبر يهدف إلى تلبية الحاجة الأساسية إلى مرفق مختبر حديث يستوعب معدات الاختبار المتطورة ويدعم الطلب المتزايد في علم الصحة العامة والمتطلبات الأكاديمية بما يُعزز التفاعل مع العلماء الآخرين والعملاء وطلاب المختبرات والإداريين على مستوى العالم.
وبين معاليه أنّ هذا المشروع يهدف أيضًا لتحسين الكفاءة والوقت المستغرق وتسهيل الاستقبال المناسب والفعال وفق معايير مستوى السلامة الحيوية المناسبة.
وأكّد معاليه على أنّ المختبر المركزي للصحة العامة سيقوم بالترصد الوبائي لأيّ مستجدات في مجالات الصحة كما سيُسهم في القيام بالمسوحات بالتنسيق مع الجهات المعنية في مجالات الصحة العامة، والقيام بدور التوعية للمواطنين والمقيمين داخل سلطنة عُمان والتنسيق مع جميع المؤسسات الأخرى في مجالات الصحة العامة.
ولفت معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة إلى أنّ المختبر المركزي للصحة العامة يعمل مع المؤسسات العلمية – سواءً داخل سلطنة عُمان أو خارجها – في مجالات البحوث التخصُّصية، بالإضافة إلى تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض من خلال توفير الريادة في علوم المختبرات ودعم الصحة العامة والأنشطة البيئية، بالإضافة إلى اعتبارها مركزًا أكاديميًّا متطورًا لتأهيل الكوادر الوطنية والإقليمية إضافة إلى التعاون والتواصل على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي في مجالات الصحة العامة والاستعداد والاستجابة السريعة لطوارئ الصحة العامة.
وأكّدت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية مديرة دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة أنه مع وضع الحجر الأساس لهذا المشروع سنواصل تأهيل كوادرنا والتوسع بطاقاتها الاستيعابية لتؤدي كل الوظائف المنوطة به ويأتي ضمن منظومة الصحة العامة في سلطنة عُمان ووقاية وتشخيصا ومكافحة.
وأشارت إلى أنّ التشخيص هو العمود الفقري للصحة العامة وهو ما يقوم به المختبر، حيث إنّ المركز لن يخدم سلطنة عُمان داخليًّا فقط بل هو مركز تعاوني إقليمي وعلى مستوى عالمي للأمراض الناشئة والمستجدة، كما سيكون مختبرًا بحثيًّا في مجال الوقاية ومكافحة الأوبئة، والأمراض غير المعدية المتمثل في مختبرات السموم والمختبرات الكيميائية ومختبرات فحص المواليد حديثي الولادة والأمراض الجينية.
من جانبها أشارت الدكتورة حنان بنت سالم الكندية مديرة دائرة مختبرات الصحة العامة بوزارة الصحة لوكالة الأنباء العُمانية إلى أنّ فترة تنفيذ المشروع ستستغرق قرابة الـ 25 شهرًا ومن المتوقع الانتهاء منه في النصف الأول من العام 2025.
وقال الدكتور علي عبدالحسين اللواتي مستشار وزير الصحة للشؤون الهندسية في كلمة الوزارة: “نحتفي اليوم بوضع حجر الأساس لمشروع المختبر المركزي للصحة العامة الجديد الذي يواكب التطور التقني والأنظمة الفنية الحديثة، ويغطي الاحتياجات المطلوبة في مختلف الظروف”.
وأضاف أنّ هذا المشروع جاء ليضم جميع مختبرات الصحة العامة المرجعية تحت سقف واحد ويتضمن المبنى الرئيس للمختبر المركزي للصحة العامة على العديد من الأقسام من ضمنها: المختبر الكيميائي، الكيمياء الحيوية، السموم مختبر الفاشيات الغذائية، المختبر الجرثومي (مختبر مرجعي لفحوصات الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية ومختبر جزيئي مرجعي).
وذكر أنّ المبنى سيتضمن قسمًا لإدارة الجودة والمخاطر (مختبر يوفر برنامج الجودة الإقليمي) وشؤون مختبرات الصحة العامة، والمختبر الفيروسي (مختبر شلل الأطفال الإقليمي المرجعي، مختبر الحصبة والحصبة الألمانية الإقليمي، مختبر الانفلونزا الوطني ومختبر فيروس سارس كوفيد الإقليمي وغيرها).
وأفاد بأنّ المبنى سيحتوي على مختبر السل الرئوي المرجعي، والوبائيات والترصد المخبري، ومختبر الطفيليات والملاريا والفطريات، ومختبر فحص حديثي الولادة، والتسلسل الجيني وقسم المعلوماتية الحيوية، والمركز الاقليمي مع منظمة الصحة العالمية للأمراض الناشئة والمستجدة، بالإضافة إلى الأقسام الإدارية والمالية.