/ العُمانية/ استمدت الكاتبة العمانية أمامة مصطفى اللواتية قصتها “فتى المانجو” التي تنتمي لتراث “مطرح”، من حكايات كانت ترويها عمتُها سكينة محمد سعيد باللغة اللواتية (المحوَّرة من السندية)؛ وتولى تسجيلَها صوتيًا حسن أحمد محمد سعيد عام 1996، ثم قامت الكاتبة بترجمة القصة الشفوية وتحويلها إلى نص قصصي بالعربية مع إعادة صياغتها.
وتتناول القصة التي صدرت عن “الآن ناشرون وموزعون” بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، في 40 صفحة زينتها رسوم الفنان حسين آسفند، حكاية أمير يخرج من بلده باحثًا عن أميرة اسمها “جلاب خاتون”، فيجدها ويتزوجها ويُرزقان بطفلَين، ثم تقع مجموعة من الأحداث التي تفرق شمله عن عائلته، قبل أن تنفرج الأمور ويعودوا جميعًا إلى مملكتهم ليعيشوا في سعادة وهناء.
ومن أجواء القصة: “يُحْكَى أَنَّه في سالف العصر والأوان حيثُ العجائبُ والطَّرائفُ في كُلِّ مكانٍ؛ عاشَ مَلِكٌ طَيِّبٌ يحكمُ بعدلٍ أحد البلدان. وفي هذِهِ البلادِ الواسعةِ انتشرتِ الجنائنُ الخلَّابةُ والبساتينُ الخضراءُ والمنازلُ الفسيحةُ. نَظَرَ المَلِكُ إلى مرآتِهِ في يومٍ من الأيَّامِ؛ فلاحَظَ التَّجاعيدَ التي مَلَأَتْ وَجْهَهُ، والشَّعْرَ الأبيضَ الَّذِي غَطَّى رأسَهُ، وأخذَ يفكِّرُ مهمومًا وهو يقولُ لنفسِهِ: لقد شَابَ شَعْرُ رأسي وكَبُرَ عُمُرِي، فما فائدةُ كلِّ هذه البساتينِ والقصورِ والجواهرِ وأنا بِلَا أبناء؟!”.
وفي مقطع آخر نقرأ: “كَبُرَ الأميرُ سِنَانُ متربِّيًا على الفضائِلِ والأخلاقِ وَاحْتِرَامِ شَعْبِهِ وتقديرِ مَنْ حَوْلَهُ، وحَرِصَ المَلِكُ على تعليمِهِ فنونَ الدِّفَاعِ عَنِ النَّفْسِ وتقديرِ العملِ الجَادِّ حتَّى لو كان أميرًا. وحينَ بَلَغَ الأميرُ سِنَانُ عُمرَ الحادي والعشرينَ حَرِصَ على أَلَّا يتركَ شخصًا محتاجًا للمساعدةِ في مَمْلَكَتِهِ دُونَ أَنْ يَمُدَّ له يَدَ العونِ. لكنْ، ما كانَ يُحَيِّرُ الأميرَ هِيَ تلكَ الأحلامُ الغريبةُ التي يراهَا في منامِهِ، وأخذتْ هذِهِ الأحلامُ تتكرَّرُ بِاسْتِمْرَارٍ. وفي كُلِّ ليلةٍ يرى الأميرُ في منامِهِ ثلاثةَ قُصُورٍ متشابهةٍ، وثعبانًا ضخمًا يحاولُ أَنْ يلتهمَ قِطَّةً صغيرةً؛ فتتوسَّلَ له القِطَّةُ أَنْ يتركَها قائلةً له: أرجوكَ، من أَجْلِ (جلّاب خاتون) لا تَقْتُلْنِي؛ وإذا بالثُّعبانِ يتركُها ويبتعدُ عنها عندَ سماعِ هذا الِاسْم!”.
يُذكر أن أمامة مصطفى اللواتية حاصلة على درجة الماجستير في العلاقات العامة والاتصال من جامعة “ويست منستر” بلندن عام ٢٠٠١، حاضرت في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، ولها مشاركات في العديد من حلقات كتابة القصة القصيرة للناشئين، وحصلت على جائزتَين، هما: جائزة “الإصدار الثقافي العُماني في مجال أدب الطفل” في عام ٢٠١٦، وجائزة ناجي عمان الأدبية لعام ٢٠١٧ عن مخطوطة شعرية.وتتنوع إصداراتها بين القصص الموجهة للأطفال، والمجموعات القصصية، والكتب النثرية.
/العمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري