عُمان: كتبت: بشاير السليمية
حانت لحظة غروب عام 2022م، الذي كان فاتحة خير على العالم بشكل عام.. والعمانيين بشكل خاص، بعد أن انكشفت غمامة العامين الماضيين، وعادت الحياة للمسابقات والمهرجانات والفعاليات التي يحتفى فيها بالإنجازات والإبداعات في كافة المجالات، عام حصد فيه العمانيون جوائز تضاف إلى أرشيف الذاكرة الثقافية والفنية والأدبية والعلمية، ويحق لنا من خلال صفحات جريدة «عمان» أن نحتفي بها.
الثقافة والآداب
خُصصت الجائزة الأبرز في سلطنة عمان في دورتها هذا العام للعمانيين، وضمت مجال تحقيق التراث العماني عن فرع الثقافة، ومجال الفرق المسرحية عن فرع الفنون، ومجال المقالة عن فرع الآداب، ففاز بجائزة السلطان قابوس في دورتها «التاسعة» الباحث حارث بن محمد بن شامس البطاشي في مجال «تحقيق التراث العماني» عن فرع الثقافة عن تحقيقه كتاب «تمهيد قواعد الإيمان وتقييد شوارد مسائل الأحكام والأديان» للشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي، كما فاز في مجال «الفرق المسرحية» عن فرع الفنون فرقة الدن المسرحية عن مسرحية «قرن الجارية»، فيما فاز في مجال «المقالة» عن فرع الآداب الكاتبة الدكتورة منى بنت حبراس السليمية.
واختطفت رائعة بشرى خلفان رواية دلشاد جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثامنة عن فئة الرواية العربية المنشورة، والتي تنافس على جوائزها 1483 عملًا ضمن 5 فئات.
وحصد العمانيون تسعة مراكز في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم حيث فازت أسماء بنت محمد بن سيف الفهدية بالمركز الأول في مجال التغذية، وفاز الدكتور أحمد ثابت هلال إبراهيم بالمركز الأول في مجال الدراسات الاجتماعية، وفي الشعر الحديث فاز بالمركز الثاني إبراهيم بن سعيد بن راشد السوطي، وفي الشعر الشعبي فاز بالمركز الأول علي بن محمد بن إبراهيم المجيني، وبالمركز الثاني أحمد بن محمد بن عبدالله بن راشد المقبالي، وفي القصة القصيرة فازت من سلطنة عمان بالمركز الأول بشاير بنت حبراس بن شبيط السليمية، وبالمركز الثاني فاطمة بنت سعيد بن بطي الزعابية، وفي أدب الأطفال الذي يضم الشعر والقصة، فاز في مجال الشعر من سلطنة عمان بالمركز الأول خديجة بنت علي بن ناصر المفرجية، وبالمركز الثاني أشرف بن علي بن مسعود العوفي.
التصميم والعلوم
استهدفت الدورة الأولى لجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري حي الميناء بولاية مطرح في محافظة مسقط المطل على الواجهة البحرية بمساحة إجمالية بلغت 7500 متر مربع، لإنشاء معلم حيوي يجسّد السنوات الخمسين لنهضة سلطنة عُمان بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، ويستشرف تطلعات «رؤية عُمان 2040» بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله رعاه -، واستقبلت الجائزة بانتهاء فترة تسليم المشاركات ثلاثمائة وستًا وخمسين مشاركة مكتملة، متوافقة مع شروط الجائزة.
واقتنص مشروع «ميدان مطرح» لكل من أحمد بن محمد الجهضمي، وأميمة بنت محمود الهنائية، وعبدالله بن صالح البحري المركز الأول، معززًا قيمة مطرح بمعالمها الفريدة، حيث يتوسط الميدان جسر أيقوني جرى تصميمه بشكل طائر فوق البحر، الذي استلهم من سيف الإمام الصلت بن مالك الخروصي، ويؤطر الجسر معالم مطرح الشهيرة في صورة واحدة، وتحيط بالجسر ساحة متعددة الاستخدامات تشمل نافورة راقصة ومحلات التجزئة ومقاهي، مع أضواء تتماهى مع أمواج البحر.
وحصد المركز الثاني مشروع «نصب التأسيس التذكاري» لناصر بن سلام الهيملي، ويعكس مشروعه التجربة الإنسانية العميقة في سلطنة عُمان بتفاصيلها ودهشتها، حيث يجسّد المشروع مسارًا يعيد رسم المستقبل والتغيير في مفهوم المساحات المجتمعية بسلطنة عُمان، أما المركز الثالث ففاز به مشروع «جناح مستقبل عُمان» لطاهرة بنت محمد البوصافية، ويعبّر المشروع عن مساحة تستكشف فرص المستقبل لصناعة حضور متميز لسلطنة عُمان في خريطة المستقبل، ويدمج المشروع بين عناصر التاريخ والمستقبل لإبراز المبادرات والخطط المستقبلية لسلطنة عُمان مع فهم عميق وراسخ لتراثنا وتاريخنا الممتد في جذور التاريخ.
وفي مجال العلوم والابتكار وكأول امرأة تفوز في تاريخ برنامج العلوم، استطاعت المبتكرة العمانية سمية بنت سعيد السيابية الفوز بالمركز الأول في موسم البرنامج الرابع عشر عن ابتكارها العلمي في المجال البيئي «التحليل الحيوي للميكروبلاستيك بطريقة جديدة من البايولوجي والنانوتكنولوجي».
الضوء والموسيقى
في سابقة تحدث لأول مرة التقت جوائز الآغا خان للعمارة والموسيقى في دولة واحدة وعلى أرض دولة عربية حيث احتضنتها مسقط في أكتوبر الماضي في حفل توزيع جوائز الآغا خان للموسيقى بمشاركة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية وموسيقى الآغا خان، وتخلل الحفل تكريم الباحث الموسيقي العماني مسلم بن أحمد الكثيري من سلطنة عُمان لإسهاماته في صون التراث الموسيقي العُماني.
وتأسست جائزة الآغا خان للعمارة عام 1977م وتسعى لتحديد وتشجيع وتعزيز مفاهيم البناء التي تُلبي بنجاح احتياجات وطموحات المجتمعات التي يوجد المسلمون فيها بشكل كبير منذ إطلاقها قبل 45 عامًا، وقد حصل 128 مشروعًا على الجائزة وتم توثيق حوالي 10 آلاف مشروع بناء، فيما أسس الآغا خان عام 2018م جوائز الآغا خان للموسيقى وتُدار من قِبل لجنة توجيهية يشترك في رئاستها الآغا خان وشقيقه أمين آغا خان وأعضاء اللجنة الآخرون وهم آرا غوزليميان، المستشار الخاص والنائب الفخري في كلية جويليارد، والمدير الفني والتنفيذي لمهرجان أوجاي للموسيقى، وجوناثان ميلز، مدير قمة أدنبرة للثقافة الدولي، وجوزيف ميليللو، المنتج التنفيذي والأستاذ الفخري بأكاديمية بروكلين للموسيقى (BAM)، وسليمة هاشمي، الأستاذة الفخرية بجامعة بيكونهاوس الوطنية، وشمش قاسم لاكا، رئيس مجلس الأمناء بجامعة آسيا الوسطى (UCA)، وظيبة رحمن، كبيرة مسؤولي البرامج في مؤسسة دوريس ديوك للفنون الإسلامية.
ولأننا نعيش عصر الصورة، ونستخدمها أداة للحوار والتعبير، أتت مسابقة بينالي الشباب الدولي للتصوير الضوئي هذا العالم لسلطنة عمان بكأسين – كأسي العالم لمسابقة بينالي الشباب الدولي للتصوير الضوئي، في الفوز الخامس على التوالي بكأسي العالم لمسابقة بينالي الشباب الدولي للتصوير الضوئي (الفياب FIAP) في دورتها الـ40، ضمن فئتي تحت 16 سنة، وتحت 21 سنة، في حفل أقيم في قصر فيكيو بمدينة فلورنسا الإيطالية وحصل مصورو سلطنة عُمان على عدد من الجوائز الفردية، ففي فئة تحت 21 سنة حصد المصور محمد بن سليمان الشعيلي الميدالية الذهبية عن صورته «تفكير»، وفي فئة تحت 16 سنة حصل المصور ماهر بن نصير الخصيبي على الميدالية الفضية عن صورته «التواء»، فيما حصلت زمزم بنت خلفان بني عرابة على الميدالية البرونزية عن صورتها «تلاشي».
ومن جانب آخر جمعت جائزة قريات للتصوير الضوئي هذا العام أكثر من ١٨٠ مصورًا من مختلف دول العالم، حيث بلغ عدد المشاركين في الجائزة 109 مشاركين و279 صورة.
وفاز المصور مسعود بن سالم السعدي بالمركز الأول عن صورته «سد وادي ضيقة»، وفاز المصور قاسم بن محمد الفارسي بالمركز الثاني عن صورته «محمية السليل»، كما فاز المصور ماجد بن عبيد العامري بالمركز الثالث عن صورته «كهف الفتحة السابعة»، وفاز المصور محمد بن سعيد المالكي بالجائزة التقديرية الأولى عن صورته «صلاة العيد»، فيما فاز المصور غيث بن سلطان البطاشي بالجائزة التقديرية الثانية عن صورته «قرية صياء».
وقد لفتت المسابقة الأنظار إلى المكنونات البديعة التي تزخر بها الولاية، وكنوع من التسويق سياحيًّا واقتصاديًّا وترفيهيًّا وهي متاحة للجميع من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
المسرح والسينما
أما في أبي الفنون ففاز عمانيان بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي والمُقامة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة عن أسماء فائزيها للدورة 2021-2022، وبنصوص مسرحية للكبار، حيث فاز الكاتب العماني أسامة بن زايد الشقصي بالمركز الأول عن نصه «اللعب على حافة الشطرنج»، في حين فاز الكاتب العماني بدر بن سعيد الحمداني بالمركز الثاني عن نصه «فراشات».
وفي السينما فقد اختتم مهرجان سينما المرأة والطفل الدولي القصير بمسقط نسخته الأولى معلنًا فوز فيلم «أطفال وسط الرماد» للمخرج للعماني إبراهيم اليحمدي بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، في مسابقة بلغ عدد الأفلام المشاركة فيها 88 فيلمًا، واختارت لجنة الفرز 41 فيلمًا للمشاركة في المهرجان من سلطنة عُمان والعراق والسعودية ومصر وتونس والجزائر والسويد والإمارات واليمن وسوريا والمغرب منها 33 فيلمًا روائيًّا، و8 أفلام وثائقية.
