عضوة مجلس الشورى وإعلامية
أقامت أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية مؤخرا ندوة وطنية حول الباحثين عن عمل، وبحضور وزارة العمل وباقي الجهات المعنية. يحسب للأكاديمية عنايتها واهتمامها بواحدة من القضايا الاستراتيجية المهمة للوطن، وهي الشباب والعمل، وبأن تأخذ زمام المبادرة في هذه القضية، بعدما صنعته أزمة كوفيد 19 من آثار انعكست أول ما انعكست على الباحثين عن عمل والمسرحين، لا شك أن الندوة خرجت بمجموعة من التوصيات المهمة، التي ستتابع تنفيذها مع الجهات المعنية.
أتمنى أن تضع الأكاديمية تحت المجهر كل الندوات الوطنية وغير الوطنية التي أقيمت سابقا في هذا الصدد، وصدرت فيها العديد من التوصيات، لكنها لم تر النور، ومنها توصيات الندوة الوطنية حول المواءمة بين المخرجات وسوق العمل التي بقيت التوصية الأساسية فيها عن إيجاد مشروع المواءمة حبرا على ورق.
وأن تضع تحت المجهر نتائج مختبرات تنفيذ، والتي كان مرجوا لها أن تولد مع نهاية الخطة الخمسية السابقة عشرات وعشرات الآلاف من الوظائف في عدد من القطاعات الاقتصادية، لكن لم يحصل.
إن تتبع الأكاديمية لمكمن الخلل والقصور فيما سبق، ووضع اليد عليه سيكون فتحا كبيرا في قضية الباحثين عن العمل، لوضع قطار توليد فرص العمل في القطاعات المختلفة على سكته الصحيحة.
إن ما يجعل الأكاديمية فاعلة في هذا المجال إنها معنية بشكل أساسي بالدراسات الاستراتيجية، وهو الأمر الذي كنا نفتقده سابقا، فالدراسات الاستراتيجية هي التي تحقق التقدم المنشود في قضية ما، وفقا لخارطة الطريق التي تضعها على المدى القصير والمتوسط والطويل؛ وحيث تعد خطة استراتيجية تعالج الصعوبات والتحديات واحدة بعد أخرى، وبنفس استراتيجي قادر على إيجاد حلول ووضعها قيد التنفيذ، وقادر على جمع جميع الجهات المعنية على طاولة واحدة، للخروج بأفضل الحلول بعد الكثير من الحوار والبحث والتمحيص الاستراتيجي.